#صحة
ندى الرئيسي 7 أغسطس 2025
فصل الصيف وقت رائع؛ للاستمتاع والاسترخاء تحت أشعة الشمس، لكنه يحمل بعض التحديات التي قد تُفسد هذه المتعة، فيجد المرء نفسه في مواجهة مشاكل صحية مختلفة، مرتبطة بهذا الفصل، كالإصابة بالأمراض المرتبطة بالحر، أو التعرض للدغات الحشرات.. للتعرف على أكثر حالات الطوارئ شيوعاً، خلال الصيف، وسبل تجنبها والوقاية منها، التقينا الدكتورة أسماء الحمادي، أخصائية طب الطوارئ في مدينة برجيل الطبية بأبوظبي، خريجة كلية الطب بجامعة الإمارات، والحاصلة على ماجستير تعليم مهن الرعاية الصحية من جامعة الخليج الطبية، وعلى «البورد الأردني» تخصص «طب الطوارئ»، وعملت في عدد من مؤسسات الرعاية الصحية داخل الدولة، بالإضافة إلى خلفيتها القوية في إدارة الحالات الحرجة، وقيادة الفرق الطبية المتعددة التخصصات، وأداء الإجراءات الطبية المنقذة للحياة، كما تعمل - بشكل مستمر - على تطوير الأبحاث المتعلقة بـ«طب الطوارئ».
-
يحمل «الصيف» أوقاتاً ممتعة وتحديات صحية عدة.. تعاملوا معه بحذر!
وعن أكثر حالات الطوارئ شيوعًا، التي تواجهنا في فصل الصيف.. ذكرت الدكتورة أسماء الحمادي أنه مع ارتفاع درجات الحرارة، تكون هناك زيادة في عدد المصابين بضربات الشمس، والإجهاد الحراري خاصة بين العمال المكشوفين للشمس، وكبار السن من أصحاب الأمراض المزمنة، كارتفاع ضغط الدم وغيره، الذين يتأثرون بالطقس الساخن. أيضاً يرتبط الجفاف بتأثير الحرارة، إذ يحدث بسبب نقص شرب المياه وهذا شائع جداً، وكذلك الحوادث المتعلقة بالشواطئ والمسابح كابتلاع المياه خلال السباحة مع زيادة النشاط الصيفي، وحوادث السير نتيجة الازدحام والقيادة في درجات حرارة مرتفعة وهي قليلة جداً، إضافة إلى حوادث الإصابات المنزلية، وسقوط الأطفال، ولدغات الحشرات.
سبل الوقاية
وفي سؤال عن سبل الوقاية من ضربات الشمس والإجهاد الحراري، نصحت أخصائية «طب الطوارئ» بتجنب التعرض للشمس المباشرة، خلال ساعات الذروة (من الـ11 صباحاً، وحتى الـ4 مساءً)، خاصة للعاملين في الخارج، وهناك قانون أصدرته الجهات المعنية بحظر العمل من الـ12 إلى الـ3 مساء، وهو وقت الأشعة الضارة، والحر الشديد (القيظ). كذلك، يجب الحرص على ارتداء ملابس فضفاضة، وفاتحة اللون، مع استخدام القبعات والنظارات الشمسية، واستخدام كريمات واقي الشمس، وشرب الماء بكثرة، ويفضل حمل زجاجة ماء أثناء التنقل، والاستفادة من الأماكن المكيفة للراحة والتبريد، وهي متوفرة في جميع مرافق الدولة. وبينت أن كبار السن، والأطفال، والعمال في المواقع المكشوفة هم الأكثر عرضة للإصابة، بالإضافة إلى مرضى السكري والقلب، الذين قد لا يتحملون التغيرات الحرارية المفاجئة. وأوضحت الطبيبة الإماراتية الفرق بين ضربة الشمس والإجهاد الحراري، قائلة: «الإجهاد الحراري يحدث بسبب فقدان الجسم كميات كبيرة من السوائل والأملاح، وأعراضه تشمل: التعرق الشديد، والدوخة، والغثيان. أما ضربة الشمس، فهي حالة أكثر خطورة تحدث عند فشل الجسم في تنظيم حرارته، وتؤدي إلى ارتفاع حرارة الجسم فوق 40 درجة مئوية، وجفاف الجلد، واضطرابات في الوعي، وقد تصل إلى الغيبوبة، وتحتاج ضربة الشمس إلى تدخل تبريدي عاجل، ونقل المصاب إلى الطوارئ؛ للقيام بإجراءات سريعة؛ للتحقق من المؤشرات الحيوية للجسم، وخفض الحرارة المرتفعة، وتناول الأدوية اللازمة».
-
يحمل «الصيف» أوقاتاً ممتعة وتحديات صحية عدة.. تعاملوا معه بحذر!
جاهزية قسم الطوارئ
وعن جاهزية قسم الطوارئ لاستقبال حالات الإنهاك الحراري وضربات الشمس، قالت الحمادي: «تم تجهيز القسم بغرف مُبرَّدة، ومزودة بالأجهزة اللازمة، مثل: أجهزة قياس الحرارة، ومحاليل وريدية لإنعاش السوائل، وأجهزة مراقبة العلامات الحيوية، ورشاشات مياه مبردة، ومروحة كبيرة الحجم. كما يوجد فريق طبي، ومسعفون متخصصون في التعامل مع حالات الحرارة المرتفعة خلال فصل الصيف، يعملون طيلة أيام الأسبوع، فقسم الطوارئ مستعد بكامل طاقمه وتجهيزاته؛ للتعامل مع موجات الحر الشديد، وهناك تنسيق بين بقية الأقسام مثل وحدة العناية المركزة؛ لضمان استيعاب أي زيادة في الحالات». أعراض تحذيرية نبهت أخصائية «طب الطوارئ» إلى بعض الأعراض، التي تستوجب الحذر، مثل: الدوخة، والصداع الشديد، والغثيان، والقيء، والتعرق الزائد، أو انقطاع التعرق مع حرارة جسم مرتفعة (أكثر من 40 درجة مئوية)، والتشوش الذهني، أو فقدان الوعي، وتسارع نبضات القلب، وضيق في التنفس، وأنه في هذه الحالات يجب التوجه، فورًا، إلى أقرب مركز طوارئ.
لدغات الحشرات
وعن كيفية التعامل مع لدغات الحشرات، ذكرت الطبيبة أسماء الحمادي أنه يمكننا ذلك عبر تنظيف مكان اللدغة جيدًا بالماء والصابون، ووضع كمادات باردة؛ لتخفيف التورم، واستخدام مراهم مضادة للحكة، وفي حال ظهور أعراض تحسسية، مثل: صعوبة التنفس أو التورم غير الطبيعي، يجب الاتصال بالرقم (999) فوراً. نصائح تبين الطبيبة الإماراتية، أسماء الحمادي، أنه عند السباحة في الشواطئ والمسابح المرخصة والمراقبة، يجب التأكد من وجود منقذين محترفين، وعدم ترك الأطفال دون مراقبة، وتجنب السباحة في حالة التعب، وفي الأماكن غير المخصصة، أو بعد تناول وجبة ثقيلة، والالتزام بإرشادات السلامة البحرية. وتضيف: «في النهاية، تبقى الوقاية خير من كل ما سبق؛ لقضاء أوقات مرحة وجيدة، خلال فصل الصيف، وخالية من المشكلات الصحية».
-
يحمل «الصيف» أوقاتاً ممتعة وتحديات صحية عدة.. تعاملوا معه بحذر!
5 أسئلة.. وأجوبة
1- كيف نتعامل مع الإصابات الرياضية الصيفية؟
- يجب التوقف عن ممارسة النشاط الرياضي فورًا؛ عند الشعور بالألم أو الإصابة، والقيام بالإسعافات الأولية البسيطة كوضع ثلج مكان الإصابة، واستخدام المسكنات المتاحة، ومراجعة أقرب مركز صحي أو مستشفى؛ إذا لم تتحسن الحالة خلال 48 ساعة، والاستفادة من خدمات المراكز الرياضية، التي تقدم تقييمًا صحيحاً، وإعادة تأهيل متخصصة.
2- ما أهمية الترطيب في فصل الصيف، وكيف نحصل على كمية كافية من السوائل؟
- مع ارتفاع درجات الحرارة، يعد الترطيب ضرورة قصوى؛ للحفاظ على صحة الجسم، فيجب شرب ما لا يقل عن 3 لترات من الماء يوميًا، خاصة للعمال والرياضيين، مع العلم بأن العصائر لا تغني عن الماء، وتجب مراقبة لون البول كمؤشر لفهم طبيعة الجسم (الفاتح يشير إلى ترطيب جيد)، وتجنب المشروبات الغازية والكافيين التي قد تزيد فقدان السوائل، والاستفادة من تطبيقات وزارة الصحة، والهيئات والمراكز الصحية، والبلديات التي تقدم نصائح يومية حول الطقس والرطوبة، عبر قنواتها الخاصة.
3- هل هناك تحذيرات خاصة بالسفر صيفاً؟
- يجب ارتداء ملابس خفيفة، وحمل واقٍ من الشمس، والالتزام بالتعليمات الصحية الصادرة من وزارة الصحة، أو دائرة الصحة في أبوظبي، خاصة في مناطق العمل المكشوفة، وشرب الماء بانتظام، والابتعاد عن الأنشطة الخارجية في أوقات الذروة، وأخذ التطعيمات اللازمة عند السفر إلى الدول ذات المناخ الحار.
4- ما علامات الجفاف عند الأطفال، وكبار السن؟
- الأطفال تظهر عليهم العلامات التالية: جفاف الفم واللسان، وقلة التبول، والبكاء دون دموع، والخمول الشديد. أما كبار السن؛ فتظهر عليهم: الدوخة، والارتباك، وقلة التبول، وجفاف الجلد، والتعب العام. ويُنصح بسرعة التوجه إلى أقرب مركز صحي؛ عند ملاحظة هذه العلامات، خاصة مع حرارة الصيف القاسية.
5- ما الإجراءات الأولية، الواجب تطبيقها عند حدوث حالة طوارئ في الهواء الطلق؟
- نقل المصاب إلى مكان بارد ومظلل بعيدًا عن الشمس، والاتصال برقم الطوارئ (999) فورًا، وتقييم الوعي والتنفس، والبدء بالإنعاش القلبي الرئوي (CPR)؛ إذا لزم الأمر. لذا، دائماً، ننصح - كأطباء طوارئ - بضرورة حصول أفراد المجتمع على دورات تدريبية في «الإنعاش الرئوي»؛ تحسباً لهذه المواقف، التي قد تحدث في أي وقت وأي مكان، وكذلك يجب تقديم الإسعافات الأولية حسب نوع الإصابة (مثل: التبريد، وتنظيف الجرح)، والانتظار حتى وصول الطاقم الطبي، ومراقبة الحالة باستمرار.