#سينما ومسلسلات
زهرة الخليج - الأردن 13 أغسطس 2025
في عالم الفن، اعتدنا أن نرى النجوم على الشاشة، والسجاد الأحمر، وفي أبهى الإطلالات. لكن خلف هذا البريق هناك عقول لامعة، لا تقل تألقًا عن أدائهم على الشاشة. وبعض هؤلاء المشاهير جمعوا بين الشهرة الأكاديمية والنجومية، ليقدموا مثالًا حيًا على أن الذكاء والجمال يمكن أن يلتقيا في شخص واحد.
بين المجد الفني.. والإنجاز الأكاديمي:
-
جيمس فرانكو
جيمس فرانكو، الممثل الموهوب الذي لم يكتفِ بالتمثيل، بل حصد شهادات في الكتابة الإبداعية وصناعة الأفلام، وحتى تابع دراسة الدكتوراه، في رحلة أكاديمية تبدو بعيدة كل البعد عن أجواء هوليوود الصاخبة. أما ناتالي بورتمان، الحائزة جائزة «الأوسكار»؛ فقد درست في جامعة هارفارد، ما يجعلها واحدة من النجمات القليلات اللواتي جمعن بين المجد الفني والإنجاز الأكاديمي.
-
توم هولاند
وإلى توم هولاند «سبايدر مان» السينما، الذي درس علم النفس في جامعة كينغستون، في خطوة تثبت أن اهتمامه بالعقل لا يقل عن اهتمامه بأداء مشاهد الأكشن. أما إيفا لونغوريا، فقد نالت درجة الماجستير في بحث ودراسة التشّيكانو (مصطلح تبناه عدد من الأميركيين من أصول مكسيكية؛ ليعبّروا عن هويتهم المزدوجة: فهم ليسوا فقط مكسيكيين، أو ليسوا فقط أميركيين، بل يمثلون ثقافة هجينة تتقاطع فيها التقاليد المكسيكية مع الواقع الأميركي)، لتبرهن على أن شغفها بالمعرفة عميق بقدر شغفها بالفن.
-
ميريل ستريب
وفي قمة هرم الموهبة، نجد ميريل ستريب، التي درست الدراما في كلية «فاسار»، وجامعة «ييل»؛ لتصبح واحدة من أكثر الممثلات دراسة وإتقانًا لفن الأداء. بينما لوبيتا نيونغو، صاحبة الحضور الطاغي، حصلت على درجة الماجستير من «مدرسة ييل للدراما»، ما ساعدها على بناء مسيرة فنية رفيعة المستوى.
السحر الحقيقي يكمن في التعليم:
-
إيما واتسون
لم تبتعد إيما واتسون عن عالم الدراسة بعد «هاري بوتر»، إذ تخرجت في جامعة براون، لتثبت أن السحر الحقيقي يكمن في التعليم. واختارت كيت بيكنسيل دراسة الأدب الروسي الكلاسيكي في جامعة أكسفورد، غوصًا في عوالم: دوستويفسكي، وتولستوي.
-
سيندي كروفورد
كما درست سيندي كروفورد الهندسة الكيميائية، لتكون أيقونة الجمال والذكاء في الوقت ذاته. ومن عالم الكوميديا، برز روان أتكينسون «مستر بين»، بخلفيته في الهندسة الكهربائية، ما يضيف بعدًا مختلفًا لشخصيته الفنية.
أما كين جيونج، فقد بدأ حياته المهنية طبيبًا، قبل أن يصبح ممثلًا كوميديًا محبوبًا، جامعًا بين الطب والفن في مسيرة واحدة. وجودي فوستر حصدت مكانة خاصة في هذه القائمة، فهي الحائزة جائزتَيْ: «أوسكار»، وخريجة جامعة «ييل»؛ ما يجعلها أيقونة أكاديمية وفنية.
التعليم يضيف لمسة تقنية.. وعقلانية:
-
كريم عبد العزيز
وفي العالم العربي، تخرج كريم عبد العزيز في معهد السينما قسم الإخراج عام 1997، ليبدأ رحلته في عالم صناعة الأفلام، ومثل كريم أيضًا، درس الفنان أحمد مكي في المعهد نفسه، وتخرج عام 2001، ليثبت أن المؤهل العلمي مرتبط بعمق فني حقيقي. في المقابل، نجد يوسف الشريف، الذي يحمل شهادة في الهندسة الميكانيكية من جامعة عين شمس، قد اتجه إلى التمثيل ليضيف لمسة تقنية وعقلانية لأدواره.
الفنان أحمد عز، ومي عز الدين، درسا في كلية الآداب. أما منى زكي، فقد كانت طالبة إعلام في جامعة القاهرة قبل أن تترك بصمتها القوية على الساحة الفنية. فهؤلاء النجوم يجمعون بين ثقافة أكاديمية وتعبير فني، ما يمنحهم أبعادًا مختلفة في أعمالهم.
المثير أن كثيرين اختاروا الدراسة في معاهد الفنون المسرحية، مثل: محمد رمضان وأحمد السقا، ما يعكس أهمية التعليم المتخصص في تنمية المهارات الفنية. كما أن هناك فنانين، مثل: أمير كرارة، الذي درس السياحة والفنادق، وحسن الرداد وزوجته إيمي سمير غانم، اللذين تخرجا في كلية التجارة، وهذا يدل على أن الشغف يمكن أن يقود الشخص بعيدًا عن تخصصه الدراسي.
الشهرة والنجاح في عالم الفن.. لا يرتبطان فقط بالشهادات:
-
يحيى الفخراني
ومن أغرب الحالات، التي تدمج العلم بالفن، يأتي يحيى الفخراني، الذي تخرج في كلية الطب البشري، لكنه قرر أن ينقل مواهبه إلى الشاشة. كذلك هند صبري التي تخرجت في كلية الحقوق، بينما محمد منير خريج كلية الفنون التطبيقية.
ومع هذا التنوع، هناك فئة أخرى من النجوم، الذين لم يكملوا تعليمهم الجامعي، بل اكتفوا بـ«الشهادة الثانوية». هذه الفوارق في المسارات التعليمية للفنانين تؤكد أن الشهرة والنجاح في عالم الفن لا يرتبطان فقط بالشهادات أو المؤهلات الأكاديمية، بل يتطلبان مزيجًا من الموهبة والشغف والاجتهاد. فبعض النجوم يحملون شهادات جامعية مرموقة، تعزز شخصياتهم الفنية، بينما يعوّض آخرون نقص التعليم الرسمي بخبرات الحياة، ومهارات طبيعية لا يمكن تعلمها.