#تغذية وريجيم
كارمن العسيلي اليوم 11:30
من قلب المعاناة تولد القوة، ومن الإيمان بالذات تبدأ الحكاية.. المهندسة المعمارية، ريتا طعمة، كانت ترسم المباني، وتخطط الجسور، لكنها وجدت نفسها مضطرة لإعادة رسم حياتها من جديد. لم تكن رحلتها سهلة، فوسط أوجاع «الفيبروميالجيا»، واضطرابات الهرمونات، والاكتئاب، بحثت عن طوق نجاة، ووجدت ضالتها في أسلوب حياة «الكيتو». وما بدأ كتجربة شخصية، ووصفات تُحضّر بحب في مطبخها، تحول إلى مشروع حياة، وعلامة تجارية ناجحة في الأكل الصحي «Keto Concept». وبشغف صادق، ومعرفة عميقة اكتسبتها عبر دراسة التغذية الكيتونية، وسلامة الغذاء، تقدم ريتا، اليوم، أطعمة لذيذة وصحية، تُلهم النساء، وكل من يسعى إلى حياة أكثر طاقة وصحة.. إليكم نص الحوار:
-
ريتا طعمة: «الكيتو» يستبدل الذكريات السيئة بنكهات صحية
ما الذي ألهمك بدء رحلتك مع «الكيتو»؟
قصتي مع «الكيتو» بدأت عام 2016، حين وجدت نفسي أمام تحديات صحية كبيرة، منها: «الفيبروميالجيا، وتكيس المبايض، ومقاومة الإنسولين، والاكتئاب، وتعب مزمن، ونوبات صداع نصفي لا ترحم». كانت طاقتي منعدمة، وكنت أعيش في ألم دائم. لكن عندما جربت أسلوب حياة «الكيتو»، تغير كل شيء، فاستعدت طاقتي، وتحسنت حالتي المزاجية بشكل كبير، وأصبح الصداع النصفي شبه معدوم. وفقدت الوزن كهدية جانبية، فالفائدة الحقيقية كانت شعوري الداخلي بالصحة، والحيوية.
تجربة شخصية
كيف انتقلتِ من تجربة شخصية إلى مشروع يحمل اسم «Keto Concept»؟
بدأت بإعداد وابتكار وصفاتي في المنزل؛ لأبقى في حالة «الكيتوزيس»، والحفاظ على حالتي الصحية. وبعد جائحة «كورونا»، صرت أحضر «حلويات كيتو»، وأشاركها مع عائلتي وأصدقائي في لبنان، خاصة من يعاني مرض السكري. كانت ردود الفعل مذهلة، فحتى غير المهتمين بـ«الكيتو» أحبّوا المذاق، وطلبوا المزيد، وصرت أسمع جملة: «لماذا لا تحوّلين هذا إلى مشروع؟». ولكي أتطور بشكل مهني، حصلت على دبلوم في التغذية الكيتونية، والصيام المتقطع، بالإضافة إلى دبلوم في سلامة الغذاء. اليوم، أشعر بالفخر؛ لأن «Keto Concept» أصبحت علامة تجارية مبنية على تجربة حقيقية، وشغف صادق، ورغبة قوية في مساعدة الآخرين على الشعور بالتحسن، من خلال الطعام.
-
ريتا طعمة: «الكيتو» يستبدل الذكريات السيئة بنكهات صحية
ما الذي يميز «كيتو كونسبت» عن غيرها، وما الرسالة التي تريدين إيصالها؟
في «كيتو كونسبت» أقدّم حلويات ومخبوزات خالية من السكر والغلوتين. ومؤخراً، توسعت إلى أطباق مالحة، وخبز كيتوني، وكلها مصنوعة بعناية، وبكميات صغيرة؛ لضمان الجودة. وبالكثير من الشفافية والحب، أساعد الناس على عيش حياة أفضل، سواءً من يعانون مرض السكري، أو من يسعون إلى إنقاص الوزن، أو من يرغبون فقط في الأكل النظيف. رسالتي أن أجعل الأكل الصحي لذيذاً ومستداماً. وهدفي أن أثبت أن «الكيتو» ليس حرماناً، بل استبدال ذكي للأطعمة الضارة بأخرى لذيذة وصحية.
ما أكبر التحديات، التي واجهتكِ في الطريق؟
أصعب ما واجهته، هو ابتكار وصفات متوافقة 100% مع «الكيتو»، وتحافظ على المذاق الرائع، وسط سوق مليء بمنتجات تدّعي أنها «كيتو»، وهي في الحقيقة مليئة بسكريات خفية. كذلك، كسب ثقة العملاء، في سوق مليء بمنتجات «كيتو» مضللة. وقد اخترت أن أكون شفافة تمامًا؛ فما أقدمه في «كيتو كونسبت»، هو ما أتناوله أنا وعائلتي.
آمنة.. وصحية
تولين الأطفال المصابين بالسكري اهتمامًا خاصًا.. حدثينا عن ذلك!
نعم، فهذا أحد أقرب أهدافي إلى قلبي؛ لأنني أريد أن أقدّم إليهم حلويات آمنة، ولذيذة، ولا ترفع السكر. أعلم كم يعاني الأهل لإيجاد خيارات مدرسية صحية لأطفالهم، وأدرك أن تقليل السكر - حتى للأطفال غير المصابين بالسكري - يحسّن تركيزهم، وطاقاتهم، وسلوكهم.
-
ريتا طعمة: «الكيتو» يستبدل الذكريات السيئة بنكهات صحية
ما النصيحة، التي تودين توجيهها إلى كل أم وأب.. اليوم؟
اقرؤوا الملصقات الغذائية بعناية، ولا تثقوا في الشعارات اللامعة، واستبدلوا القليل من الأطعمة، وسترون فرقًا كبيرًا. فقطعة «شوكولاتة كيتو»، بدل الشوكولاتة التقليدية، قد تغيّر يوم طفلكم.
ما الحلم، الذي لم يتحقق بَعْدُ؟
أن تصل «Keto Concept» إلى كل بيت عربي، ليس فقط كمنتجات، بل كثقافة غذائية، تحترم صحتنا، وتمنحنا حياة أفضل.
-
ريتا طعمة: «الكيتو» يستبدل الذكريات السيئة بنكهات صحية
لو طلبت منكِ تلخيص فلسفتك، فماذا ستقولين؟
«الكيتو» ليس نظامًا غذائيًا، بل وعدٌ لجسدك بأن تمنحيه الأفضل.
ما نصيحتك للنساء الطامحات إلى مجال الصحة، أو ريادة الأعمال؟
أقول لكل طامحة: لا تنتظري «الوقت المثالي». ابدئي ولو بخطوة صغيرة، وابني عليها؛ فالنجاح يأتي بالشغف، والإصرار، والهدف. وسواء لرحلتك الصحية، أو لمشروعك التجاري، فقط ابدئي.. ولا تتوقفي!