في «Downtown Design Dubai».. تكشف «Hands Carpets» والأختان سعيد أسرار «Postcards»
#ديكور
زهرة الخليج اليوم
في تقاطع الفن بالحِرفة، والذاكرة بالابتكار، وُلد تعاون استثنائي بين علامة «Hands Carpets» الهندية العريقة، التي تحمل إرثاً طويلاً في النسيج اليدوي، منذ تأسيسها في بهادوهِي، والثنائي الإبداعي: منتالا وأسماء سعيد، مؤسستَي «Doodle and the Gang»، اللتين أعادتا تعريف التصميم كحكاية تُروى بخيوطٍ من صوفٍ وحرير.
من هذا اللقاء بين الخبرة والتجريب، انبثقت مجموعة «Postcards»، رحلة بصرية تمتد عبر القاهرة، وبيروت، ودبي، والرياض، وفارناسي، تلك المدن التي شكّلت وجدان الشقيقتين، وألهمتهما تصاميم تستحضر تفاصيل الحياة اليومية، وتحولها إلى رموز ثقافية نابضة بالروح والحنين.
في حوار أجرته «زهرة الخليج» مع براناي باتوديا، المدير التنفيذي لعلامة Hands Carpets، إلى جانب المصممتين: منتالا وأسماء سعيد، نفتح أبواب هذا العالم المشترك، حيث يتحوّل السجاد من مجرد عنصر ديكور إلى قطعة فنية تحمل الذاكرة، وتعبّر عن الهوية، وتُعيد تواصل الإنسان مع جذوره، وذلك قبيل الكشف عن المجموعة الجديدة، خلال معرض Downtown Design Dubai، المتوقعة إقامته، في الفترة من 5 وحتى 9 نوفمبر المقبل:
براناي باتوديا يكشف.. كيف أصبحت «هاندز كاربتس» سفيراً للفخامة وإعادة الابتكار في عالم السجاد؟
-
براناي باتوديا
- حدثنا عن رحلة «هاندز كاربتس» في عالم السجاد اليدوي.. كيف حافظت «العلامة» على تألقها لأكثر من قرن؟
«هاندز كاربتس» متجذرة بعمق في عالم السجاد الفاخر، إذ يعود تاريخنا إلى أكثر من 140 عاماً من الإتقان. سر استمراريتنا يكمن في سعينا الدائم نحو التميز والتطور. مع مرور الوقت، لم نكتفِ بالحرفية التقليدية، بل طوّرنا العلامة لتصبح رائدة في ابتكار قطع تُكمل التصاميم الداخلية المعاصرة حول العالم. ما يدفعنا هو إيجاد هذا الاتحاد السلس بين الفن، وأجود المواد، والتصميم، لصنع سجاد لا يقتصر دوره على ملء الفراغ، بل يسهم في تعريف الغرفة، وإعطائها هويتها.
- اخترتم دولة الإمارات لإطلاق مجموعتكم الجديدة.. ما الدافع وراء هذا الاختيار الاستراتيجي؟
لم يكن قرار التوسع في الإمارات مجرد خطوة عمل، بل كان شعوراً فطرياً. تتمتع الإمارات بتقدير عميق ومتأصل للتصميم الفاخر والتفاصيل المتقنة؛ إنها الملتقى العالمي للثقافات والجماليات بسلاسة، وحيث يُحتفى بالابتكار والحرفية على حد سواء. السوق، هنا، يتناغم بعمق مع الفن والوظيفية اللذين تجسدهما «هاندز»، ما يجعلها المنصة المثلى لإطلاق أحدث إبداعاتنا.
- تعاونتم مع الشقيقتين أسماء ومنتالا.. هل كان التعامل معهما سهلاً، وهل كانت لديكم مخاوف من اختلاف أفكارهما الإبداعية؟
معرفتنا بأسماء ومنتالا تمتد لعدة سنوات، ولطالما أُعْجِبنا بنهجهما الحديث والنابض بالحياة في التصميم، وبقدرتهما الفائقة على سرد القصص البصرية، وهي فلسفة تتناغم بشكل رائع مع إرث «هاندز». التعاون الناجح لا يدور حول إلغاء الاختلاف، بل حول إيجاد التوازن وتناغم الإبداع. وقمنا بدمج تعبيرهما الإبداعي مع خبرتنا التقنية العميقة، وجودة موادنا. والنتيجة هي مجموعة تعبّر عن نفسها، وتحمل تفاصيل دقيقة، وتكون سهلة التكيف مع المساحات المعاصرة.
- مجموعة «Postcards» مستوحاة من خمس ثقافات متنوعة.. ألا تخشون «صراع» الأفكار الثقافية في التصاميم؟
هدفنا لم يكن أبداً «التقليد»، بل «التفسير» الإبداعي. لقد قدمت كل ثقافة اخترناها إشارات بصرية، وملمسية، وعاطفية غنية، وقد عملنا على ترجمتها إلى لغة تصميم عالمية موحّدة. والنتيجة هي سلسلة من السجاد، مستوحاة عالميًا، لكنها متناغمة جوهريًا. هذه القطع تتماشى بسلاسة داخل التصاميم الداخلية الحديثة في أي مكان؛ فنحن نحرص على أن تعزز هذه التنوعات الثقافية المشهد البصري للمساحة، دون أن تطغى عليه.
- «Postcards» (بطاقات بريدية).. لماذا هذا الاسم بالتحديد للمجموعة الجديدة؟
اسم «Postcards» يعكس جوهر الروابط بين الأماكن، والأشخاص، والمشاعر. فكل سجادة لدينا أشبه بـ«بطاقة بريدية»، تحكي قصة مختلفة، قد تكون مستوحاة من مدينة بعيدة، لكنها أيضاً تتحدث عن اللحظات والمساحات العاطفية، التي نصنعها في منازلنا. السجادة لديها قدرة سحرية على تغيير طاقة الغرفة، وجعل المكان يشعر بالدفء والشخصية والحيوية. لذلك، كان الاسم مناسباً تماماً لما تحمله السجادة من عمق ومعنى وإحساس بالانتماء للمكان.
الأختان سعيد: «دبي هي الثقة في الإبداع بلا حدود».. كيف تحوّل الإرث الأخوي إلى سجاد يحكي قصص العالم؟
-
اسماء ومنتالا سعيد
- ما المعنى العميق لإقامة معرضكما في دبي تحديداً؟
دبي منطلقنا الإبداعي؛ فهنا أسسنا استوديو التصميم، ووسعنا مسيرتنا المهنية، وحوّلنا أفكارنا الطموحة إلى واقع ملموس. دبي منحتنا هدية لا تُقدّر بثمن: حرية التجريب، والثقة في الإبداع بلا حدود. لذا، إن عرض مجموعة «Postcards»، هنا، يحمل طابعاً شخصياً عميقاً، ويُكمل دائرة رحلتنا. التنوع الثقافي الساحر في دبي وتطورها المستمر، وتوازنها الملهم بين الحداثة والأصالة، كلها تعكس جوهر مجموعتنا. وكعربون محبة، خصصنا قطعتين، هما: «A-Bae-A»، و«Khazzanz»؛ لتكونا رسالتَيْ حب، وتعبيراً عن حنيننا الدائم للمدينة.
- كشقيقتين.. كيف أتقنتما الموهبة ذاتها، وعملتما معاً طوال هذه السنين، وامتلكتما هذا التناغم في الأفكار؟
تعاوننا لم يكن يوماً محض صدفة؛ إنه مبني على الثقة المطلقة، وذكريات الطفولة المشتركة، والفهم الضمني الذي يفوق الكلمات. لقد شكّلت نشأتنا معاً رابطة أخوية قوية، وأيضاً الطريقة التي نرى بها العالم، ونروي به القصص. اليوم، تميل أسماء (تحديد الأدوار) إلى التركيز على البنية والتركيب الهندسي للقطعة. بينما أتجه أنا (منتالا) نحو السرد والعاطفة، اللذين يبثان الروح في التصميم، وفي مكان ما بين هذين القطبين تلتقي عوالمنا لتصنع التوازن. وغالباً نمزح بأننا نكمل رسومات بعضنا قبل أن نكمل جُملنا. هذا التناغم يسمح لنا بابتكار قطع تحمل بصمة شخصية عميقة، لكنها - في الوقت ذاته - قادرة على أن تلمس قلوب الجميع.
- ماذا عن تجربتكما في العمل مع فريق «هاندز كاربتس»، الذي يملك إرثاً عريقاً؟
كانت تجربة ملهمة ورائعة بكل المقاييس؛ فـ«هاندز كاربتس» تجاوزت كونها مجرد جهة تصنيع؛ فهي شريك حقيقي يقدر القصة والحكاية بقدر تقديرها للحِرفة. لقد أدرك فريق «هاندز كاربتس» أن كل سجادة ليست مجرد نسيج، بل قطعة تحمل في طياتها روحاً وسرداً. لقد خضنا مع «هاندز كاربتس» تجارب باستخدام خامات غير تقليدية، وأبعاد وتقنيات نسج متنوعة، بهدف ترجمة رسوماتنا وأفكارنا العاطفية إلى شيء ملموس ومحسوس. لقد حوّلت براعتُها الحرفية المذهلة أفكارنا إلى إرث فني خالد.
- تحمل كل سجادة في مجموعة «Postcards» حنيناً معيناً.. ما الذكرى التي كانت مصدر إلهام لتقديم هذه الأعمال الرائعة؟
إن مجموعة «Postcards»، حرفياً، دفتر ذكريات ملموسة وخالدة. فكل سجادة تحمل جزءاً من ذكرى شخصية، ولحظات حاسمة شكّلت نظرتنا ومشاعرنا تجاه مدن مررنا بها. فمثلاً «بونجوسه» تستحضر صيف بيروت، حيث يعيدنا طعم علبة العصير فَوْرًا إلى إجازات المدرسة؛ و«كعك» تعكس إيقاع الشوارع اللبنانية؛ و«آ بيه آ»، و«خزّانز» تحتفيان بخفة ظل دبي وبُناها المليئة بالحنين. أما «ليلة مرصّعة بالنجوم»، و«نجد»، فتلتقطان كرم الضيافة ودفء الليالي في الرياض. و«زبدة/زبدة»، و«الأقحوان»، تعدان تكريمين لرحلتنا إلى الهند، حيث تحولت تلك الذكريات إلى حرفة بلمسات أيدي الحرفيين.. هذه المجموعة أشبه بدفتر ذكريات ملموسة، وخالدة.