كيف يمكن أن تكون «متقاعداً نشيطاً»؟
#تنمية ذاتية
زهرة الخليج - الأردن اليوم
عادة ترتبط فترة التقاعد في العالم العربي، بالمرض والعجز والكسل، حيث ظلت هذه الفكرة لسنوات طويلة، محور طريقة التفكير العامة، لذا كان الكثيرون من الناس يفضلون البقاء في أعمالهم حتى نهاية أعمارهم، حتى لا يتحولوا إلى عالة على الأسرة، ويملكون الوقت بلا فائدة أو تنظيم أو القيام بشيء مفيد.
لكن في السنوات الأخيرة، ومع تطور الحياة وسرعتها، ودخول العديد من التقنيات الترفيهية والعلمية، واتساع التعرف على ما يحدث في العالم، جراء الطفرة التعليمية والتكنولوجية المتقدمة، اتخذ فريق كبير من الأشخاص، الذين أمضوا سنوات طويلة في العمل، فكرة التمتع بالحياة في فترة التقاعد؛ لعيش بما بقي من العمر بنشاط وهمةٍ ومسؤوليةٍ ومحبة.
-
كيف يمكن أن تكون «متقاعداً نشيطاً»؟
ولتحقيق الرفاهية المطلوبة في مرحلة التقاعد، يمكن اختيار مجموعة من الآليات التي تسمح للمتقاعد بتقسيم وقته خلال اليوم، بحسب أخصائية الصحة النفسية، منيرة صالح، التي تشير إلى أهمية أن يتخلص الشخص، الذي يرغب في حياة التقاعد، من الروتين اليومي الطويل الذي كان يعيشه خلال سنوات العمل الطويلة، وتقول: «من المهم كأساس متين لفكرة التقاعد المريح، أن ينبع قرار التقاعد من قناعة شخصية أولاً».
خطوات لتكون متقاعداً نشيطاً
وتحدد الأخصائية النفسية مجموعة من النقاط، التي يجب على الشخص المتقاعد القيام بها، لضمان حياة سعيدة ومرفهة بالقدر الذي يستطيع القيام به، وأبرزها:
- الاقتناع النفسي الداخلي بأن التقاعد مرحلة عمرية مهمة، تنتهي معها واجبات العمل اليومية الروتينية.
- ممارسة النشاط الرياضي الصباحي للمحافظة على لياقة الجسم، وعدم الرضوخ للكسل، وعدم النوم لساعات متأخرة، وبالتالي عدم السهر يومياً، حيث بالإمكان تخصيص ساعات الصباح الباكر؛ للمشي أو الهرولة.
- متابعة شؤون المنزل بالاتفاق مع العائلة، حيث لا يجب أن يشعر المتقاعد بأنه صار عبئاً على عائلته، وحيث يمكن إعادة تقسيم المسؤوليات اليومية.
- الحرص على الاجتماع مع أفراد العائلة مساء كل يوم، ولو لمدة ساعة، من باب تقوية العلاقات.
- يمكن القيام بمشوار أسبوعي يخص العائلة، وتقسيم البرنامج الأسبوعي يوم الإجازة، إلى زيارات اجتماعية ومناسبات ونزهات.
- على المتقاعد التواصل مع محيط علاقاته القديم، والعمل على تجديد العلاقات معه، وسيشعر بأن للوقت قيمة يمكن إدراكها.
-
كيف يمكن أن تكون «متقاعداً نشيطاً»؟
- يمكن للمتقاعد تخصيص وقت للقراءة ومطالعة الكتب، وحل ألعاب العقل، مثل: السودوكو والكلمات المتقاطعة؛ لتنشيط العقل، وإبقائه في حالة تحفز لاستقبال المعلومات الجديدة.
- يمكن تخصيص وقت لقراءة القرآن الكريم، وحفظه، وحضور جلسات الذكر في المساجد، ودور العلم.
- إعادة إحياء الهوايات القديمة وتطويرها، ويمكن أيضاً التبحر بالبحث عن هوايات جديدة، ويمكن ممارستها دون أن تسبب أذى للشخص، على أن تراعي عمره، وصحته.
- أن يقوم المتقاعد بالمساهمة بوقته أو موارده أو مهاراته، لتحسين حياة الأقل حظاً، ويُمكن أن يكون قراراً مُجزياً للغاية، من خلال مساعد غيره من المتقاعدين بالمهارات التي يملكها، أو التطوع في مجتمعه.