#تكنولوجيا
خالد خزام اليوم
مع تسارع التحولات الرقمية في قطاع التعليم، يكتسب الذكاء الاصطناعي بُعْداً عملياً متزايداً، لاسيما في بيئات تعتمد على تحليل البيانات، وتخصيص التجربة التعليمية. ومن هذا المنطلق، تطرح الدكتورة عائشة اليماحي، المستشار الاستراتيجي في شركة «ألف للتعليم»، رؤيتها حول مستقبل التعليم في الإمارات، والدور المتوقع من المعلمين، والمؤسسات التعليمية؛ لمواكبة هذا التغيير. في هذا الحوار، تتحدث الدكتورة عائشة اليماحي عن بداياتها في التعليم، وتفاصيل مشروع «مقياس الضاد»، ورؤيتها لمهارات الجيل القادم، إضافة إلى موقفها من الجدل الدائر حول تأثير الذكاء الاصطناعي في مهنة التدريس:
-
د. عائشة اليماحي: الذكاء الاصطناعي يعزز دور المعلم
كيف بدأت رحلتك في مجال التعليم، وما الذي دفعك إلى التخصص في أثر الذكاء الاصطناعي؟
بدأت رحلتي بإرادة طموحة؛ لصنع أثرٍ مستدام ضمن المنظومة التعليمية، مستلهمةً من رؤية القيادة الرشيدة في دولة الإمارات. لم أتعامل مع المؤهلات الأكاديمية كغاية، بل كوسيلة لإحداث التغيير. ومن اللحظات المفصلية - في مسيرتي - تبني التكنولوجيا التعليمية في مدرسة حكومية كنت أديرها؛ لتصبح - لاحقًا - نموذجاً يُحتذى، وتلهم تحولاً عاماً في سياسات التعليم الحكومية.
تعليم رقمي
كمستشار استراتيجي في «ألف للتعليم».. ما أبرز التحولات اليوم في التعليم الرقمي؟
اليوم، نشهد تحولاتٍ واسعة في التعليم الرقمي، لاسيما في دولة الإمارات، التي تمضي بثبات لإرساء دعائم نموذج اقتصادي، قائم على المعرفة والابتكار، في ظل الرؤية السديدة لقيادتنا الرشيدة. ومن موقعي في «ألف للتعليم»، شهدت - على مدار السنوات الماضية - ملامح التحول من التعليم التقليدي، إلى المنظومات الذكية القائمة على الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات. ونحرص، في «ألف للتعليم»، على دعم هذا التوجه الاستراتيجي من خلال حلولنا المبتكرة، ومنصاتنا الذكية، ومن ضمنها «منصة ألف»، التي تشكل أداةً رقمية؛ لرصد أداء الطلبة، وتحليل سلوكهم التعليمي. وعلى هذا الصعيد، شكّل إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إدراج الذكاء الاصطناعي مادةً، ضمن المناهج الدراسية، بدايةَ عصرٍ جديد للتعليم القائم على الذكاء الاصطناعي في الدولة، ومحطةً نوعية ضمن مسار تحقيق مستهدفات رؤية «مئوية 2071».
تم اختيارك ضمن «أكثر 51 امرأة إماراتية إلهاماً».. ما وقع هذا التكريم على نفسك؟
إنه تكريم عزيز على قلبي، وتكليف بالاستمرار في الابتكار، والمساهمة في تطوير التعليم؛ فهذا النوع من التكريم يحمّلني مسؤولية أكبر تجاه الأجيال المقبلة.
-
د. عائشة اليماحي: الذكاء الاصطناعي يعزز دور المعلم
هل ترين في الذكاء الاصطناعي تهديداً لدور المعلم؟
يتيح الذكاء الاصطناعي آفاقًا جديدة؛ لتطوير التعليم، والارتقاء بكفاءة العملية التعليمية من النواحي كافة، ولا أرى فيه تهديداً للمعلم؛ فهو أداة لتعزيز دوره، وتسهيل مهامه، بالاستعانة بقدراتٍ بحثية وتقنية وتحليلية متقدمة، إلى جانب مواءمة التجربة التعليمية مع احتياجات كل طالب. ويسهم الذكاء الاصطناعي، أيضاً، في الحد من وطأة التحديات، التي يواجهها المعلمون في سعيهم الدؤوب لتلبية احتياجات الطلبة على اختلافها، مثل: ضيق الوقت، وتفاوت المستويات في ما بينهم، مع تقديم حلول مخصصة لكل طالب.
ما المهارات التي ينبغي غرسها في الجيل الجديد؟
علينا تنمية التفكير النقدي لديه، وتعليمه المهارات الرقمية، وتوعيته بأهمية حماية الخصوصية، إلى جانب المهارات القيادية كالتعلُّم المستمر. في «ألف للتعليم»، نحرص على بناء بيئة تعليمية محفزة، تشجع الإبداع، وتعد الطلبة؛ ليكونوا مواطنين رقميين واعين.
ما الذي يحتاج إليه المعلمون؛ ليكونوا قادة في بيئة تعليمية مدفوعة بالتكنولوجيا؟
تتجه المنظومة التعليمية - بخطى متسارعة - نحو بيئةٍ قائمة على التكنولوجيا والرقمنة؛ ويقتضي ذلك تمكين المعلم بالأدوات الرقمية؛ باعتباره الأساس في العملية التعليمية، وذلك من خلال التدريب المستمر على التكنولوجيا، وتصميم المحتوى الرقمي الفعال، وتوفير بيئات تعليمية محفزة للابتكار والإبداع والتعلُّم الذاتي، والتواصل الإيجابي بين المعلم والطالب، ما يُفضي - في نهاية المطاف - إلى تمكين جيل رقمي واعٍ، يواكب متطلبات العصر.
ما الذي يميز النهج الإماراتي في الاستثمار بالتعليم والتكنولوجيا؟
الإمارات رائدة عالميًا في الاستثمار بالتعليم، وتتميز بتركيزها على الطالب محوراً للعملية التعليمية، وبنهجها القائم على الابتكار. ومن موقعنا - كشركةٍ رائدة في مجال تكنولوجيا التعليم - نحرص على دعم هذا التوجه؛ من خلال مواءمة استراتيجياتنا مع الرؤى الوطنية، وتوطيد أواصر تعاوننا مع رواد التكنولوجيا عالمياً مثل «مايكروسوفت».
-
د. عائشة اليماحي: الذكاء الاصطناعي يعزز دور المعلم
كيف ترين حضور المرأة الإماراتية في قطاع التعليم؟
أثبتت المرأة الإماراتية مكانتها شريكاً أساسياً في صياغة مستقبل التعليم، مُرسخةً حضورها الرائد في مُختلف مفاصل العملية التعليمية، في ظل التمكين الذي تنتهجه قيادتنا الرشيدة. واليوم، تمثل النساء نسبة كبيرة من الكوادر التعليمية، وتسهم - بشكلٍ محوري - في بناء جيل رقمي متمكن.
وتعد الإمارات سباقةً في تبني مبادراتٍ تتمحور حول تمكين المرأة، وتعزيز الوعي بدورها الحيوي في دفع عجلة مسيرة نماء الوطن، وتقدمه.
حاليــــاً.. مــا المــشــاريع أو الـــــرؤى المستقبلية، التي تعملين عليها ضمن «ألف للتعليم»؟
نعمل على مبادراتٍ طموحة؛ لاستشراف مستقبل التعليم، وتطوير آليات التعلم، واكتساب المهارات المتقدمة، من ضمنها مشروع «مِقياس الضاد»، الذي يُعنى بتعزيز مهارات اللغة العربية باستخدام الذكاء الاصطناعي، مقدماً اختبارات تقيس الأداء بدقة، وتوفر ملاحظاتٍ فورية؛ لتحسين مسار تعلُّم اللغة العربية. وفي إطار هذا المشروع، نعمل على توطيد أواصر تعاوننا مع وزارات التربية والتعليم في عددٍ من الدول العربية، ناقلين نموذج «ألف»، والتجربة التعليمية الإماراتية، إلى بيئاتٍ تعليمية جديدة؛ دعماً لبناء أجيال متمكنة.. معرفياً، وعلمياً.