#مشاهير العالم
زهرة الخليج - الأردن اليوم
لطالما كانت أوبرا وينفري رمزًا للإلهام والقوة، ليس فقط بفضل مسيرتها الإعلامية الاستثنائية، بل أيضًا لصراحتها في مواجهة تحدياتها الصحية والشخصية. سنوات من الصعوبات لم تمنع النجمة العالمية من السعي للحفاظ على صحتها الجسدية والنفسية، وكانت دائمًا مثالاً للمرأة التي ترفض الاستسلام للضغوط المجتمعية، أو معايير الجمال التقليدية.
مؤخرًا، أعادت أوبرا التأكيد على التزامها بصحتها وجسدها من خلال أحدث منشور لها كتبته عبر صفحتها في «إنستغرام»، وظهرت خلاله بشكل غير مألوف، وهي تقدم أحدث رواية في نادي الكتاب الخاص بها. واختارت الإعلامية، البالغة من العمر 71 عامًا، أن تظهر بين الأشجار في يوم مشمس، مرتدية «توب» مشرقاً برقبة على شكل (V)، وبنطالًا جلديًا أنيقًا، مع تصفيف شعر بني متجعد بدقة ومكياج عيون دخاني تميزت به دائمًا. وعكست ملامحها البارزة، وابتسامتها الهادئة، إلى جانب جسدها الرشيق، سنوات طويلة من الالتزام، وإصرارها على الاعتناء بنفسها، على الرغم من كل الصعوبات.
إطلالة جديدة تعكس نجاح الرحلة:
إلى جانب مشاركة تجربتها الصحية، قدمت أوبرا نموذجًا حيًا لقوة الإرادة الداخلية، والقدرة على التحول الذاتي. فجسد رشيق، وابتسامة هادئة، ومظهر أنيق، كلها عناصر تؤكد أن سنوات من العمل الدؤوب، بين النظام الغذائي المتوازن والنشاط البدني المنتظم، يمكن أن تؤدي إلى نتائج ملموسة حتى بعد تجاوز السبعين.
وكتبت أوبرا في تعليق منشورها: «اختياري التالي في @oprahsbookclub، هو كتاب (All the Way to the River)، للكاتبة الاستثنائية @elizabeth_gilbert_writer.. إنه مذكرات رائعة، ستلامس أي شخص كان يومًا أسيرًا للحب، أو لأي شغف آخر، أو رغبة، ويتوق إلى التحرر».
View this post on Instagram
ولاحظ المتابعون أن التعليقات على المنشور تم إيقافها؛ بعد تصاعد النقاش حول استخدام أوبرا أدوية فقدان الوزن، ما سلط الضوء على شجاعة النجمة في مناقشة موضوع حساس، كان يثير جدلًا دائمًا في المجتمع الإعلامي والجماهيري.
رحلة أوبرا نحو الرشاقة.. بين القوة الداخلية والمساعدة الطبية:
على مدى سنوات، كانت أوبرا دائمًا صريحة بشأن التحديات التي واجهتها مع وزنها. فبعد خضوعها لعملية جراحية معقدة في الركبة عام 2021، لجأت أوبرا إلى أدوية (GLP-1)، مثل: «أوزيمبيك، ومونغارو، وويغوفي»، التي ساعدتها على التحكم في شهيتها، والتخلص من «ضوضاء الطعام»، التي أثقلت حياتها لسنوات طويلة. ولم تنكر أوبرا، يوماً، تأثير هذه الأدوية، لكنها أكدت أنها كانت جزءًا من رحلة شاملة، تجمع بين الدعم الطبي والنظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة بانتظام.
وخلال ظهورها في بودكاست لها، قالت: «أحد الأمور، التي أدركتها في المرة الأولى التي استخدمت فيها (GLP-1)، هو أنني طوال هذه السنوات كنت أعتقد أن الأشخاص النحفاء لديهم قوة إرادة أكبر. لكن الواقع مختلف؛ فالأشخاص يأكلون عندما يشعرون بالجوع، ويتوقفون عند الشبع. الدواء ساعدني على فهم جسدي، واتخاذ قرارات غذائية أفضل».
وأضافت أن وسائل الإعلام الشعبية لعبت دورًا في شعورها بالضغط النفسي على مر السنين: «كل أسبوع كنت أتعرض للاستغلال من قبل الصحف الشعبية؛ وكلما أراد أي كوميديان السخرية، كانوا يجعلون جسدي مادة للنكات، وكنت أقبل ذلك؛ لأنني كنت أعتقد أنني أستحق ذلك».
-
أوبرا وينفري تستعرض رشاقتها، وتتألق بحقيبة من Tyler Ellis
عدم الخجل من طلب المساعدة:
شددت أوبرا على أن طلب المساعدة الطبية لا يستدعي الخجل، بل هو جزء من الاعتناء بالنفس، وفي أحد برامج (Oprah Daily)، قالت: «أحد الأمور التي شعرت بها بشدة كان شعور الخجل، حتى عندما بدأت أسمع لأول مرة عن أدوية فقدان الوزن، كنت أتعافى من عملية الركبة، وكنت أشعر بأنه عليَّ أن أفعل كل شيء بمفردي، وكأنه طريق سهل».
وأضافت: «كان جزء مني يشعر، كما يشعر كثير من الناس بعد جراحة السمنة، أنه يجب أن أفعل كل شيء بالطريقة الصعبة، وأواصل التحمل والمعاناة، وإلا سأخدع نفسي».
وأكدت أنها قررت التخلص من هذا الشعور، والتحدث مع الأطباء؛ للوصول إلى وزنها المثالي: «كشخص تعرض للتحقير لسنوات عدة بسبب وزنه، لم أعد أحتمل ذلك».
أوبرا.. رمز للإلهام وتمكين المرأة والأفراد:
اليوم، لم تعد أوبرا وينفري مجرد رائدة في عالم الإعلام، بل أصبحت رمزًا للإلهام، وتمكين المرأة والأفراد حول العالم. وتظهر رحلتها من مراسلة محلية إلى أيقونة إعلامية عالمية، تلك الإمكانيات الهائلة، التي يمكن أن تتحقق بالإصرار والصدق والالتزام بإحداث تأثير إيجابي من خلال الإعلام.
إن قصة نجاح أوبرا شهادة حية على قوة السرد القصصي التحويلية، وعلى التأثير الكبير الذي يمكن أن يحدثه شخص واحد على العالم من خلال الإعلام.
-
أوبرا وينفري
الصدق قوة خارقة:
الصدق هو القوة الحقيقية في حياة أوبرا. وقدرتها على أن تكون صادقة ومنفتحة أمام الكاميرا أكسبتها حب الملايين حول العالم. ويشعر جمهورها باتصال عميق معها؛ لأنها لا تتردد في مشاركة تجاربها الشخصية والحياة اليومية، ما يجعلها قريبة من قلوبهم.
تأثير أوبرا.. ظاهرة إعلامية:
يشير مصطلح «تأثير أوبرا» إلى قدرتها على تحويل المنتجات والكتب غير المعروفة تقريبًا إلى نجاحات فورية. فأي توصية، أو عرض على برنامجها غالبًا يؤدي إلى زيادة كبيرة في المبيعات والشهرة، ما جعلها قوة مؤثرة في صناعة الإعلام والنشر.
مهارة استثنائية في إجراء المقابلات:
أصبحت مهارة أوبرا في إجراء المقابلات أسطورية؛ فهي تمتلك طريقة فريدة في استخلاص قصص ضيوفها ومشاعرهم، ما يجعل المحادثات معها مشوقة وتحويلية. ومقابلاتها مع الشخصيات العامة والعادية، على حد سواء، لمست قلوب ملايين المشاهدين، وأصبحت مصدر إلهام للكثيرين.
كما لعب «نادي كتاب أوبرا» دورًا محوريًا في تعزيز الثقافة والقراءة. فالكتب التي تختارها، غالبًا، تتحول إلى الكتب الأكثر مبيعًا على الفور، ويُعتبر تأثيرها على صناعة النشر هائلًا، ولا حدود له.
وقد مكنها نجاحها الإعلامي من أن تصبح فاعلةَ خيرٍ مؤثرة، فقد تبرعت بملايين الدولارات؛ لدعم التعليم والصحة، وحققت تأثيرًا ملموسًا على المجتمعات حول العالم، ما يعكس التزامها الشخصي باستخدام نفوذها من أجل الخير العام.