«غوتشي» تكسر قواعد عروض الأزياء تحت قيادة ديمنا غفاساليا

#عروض أزياء

سارة سمير اليوم

توجهت الأنظار، بترقب وشغف، نحو العرض الأول لدار غوتشي (GUCCI)، تحت الإشراف الإبداعي للمصمم ديمنا غفاساليا (Demna Gvasalia). شكل عرض مجموعة ربيع وصيف 2026، بياناً استراتيجياً جريئاً، أثبت أن ديمنا لم يأتِ ليلتزم بالقواعد، بل ليُعيد صياغتها.

اختار ديمنا نهجاً يتسم بالجرأة التامة، متجنباً تقليدية عروض الأزياء المعتادة في أسبوع ميلانو للموضة. وبدلاً من ذلك، كشف عن رؤيته عبر ثلاثية فنية آسرة: كتيب إطلالات، وعرض أول يليق بالسجادة الحمراء، وفيلم قصير آسر بعنوان "النمر" (Tiger)، يضم مجموعة من النجوم البارزين. هذا التحول المُتعمّد في الأسلوب والشكل جعل من الحدث الأكثر تداولاً وحديثاً في عالم الموضة.

«لا فاميليا».. عائلة خيالية برؤية سينمائية:

تحت عنوان «لا فاميليا» (La Famiglia)، كشف المدير الإبداعي عن رؤيته لدار الأزياء الإيطالية العريقة، إذ ابتكر ديمنا عائلة خيالية من الشخصيات الآسرة، مثل: «La Contessa» (الكونتيسة)، و«Drama Queen» (ملكة الدراما)، و«Introverso» (الانطوائي)، لتعكس التعددية الغنية لهوية الدار.

وتم تصوير العرض التقديمي كدليل سينمائي بعدسة المصورة الشهيرة كاثرين أوبي، مقدماً 37 نموذجاً أولياً للشخصية. كل إطلالة كانت شخصية متعددة الطبقات، تحمل إشارات ثقافية وفوارق عاطفية ولغة أزياء فريدة، مجسدة الاعتقاد بأن الموضة يجب أن تعكس تعددية الهوية البشرية، لا مجرد التجانس الجمالي.

تراث «غوتشي» يلتقي بجمالية التمرد:

في كتيب الإطلالات، تظهر رؤية ديمنا الكاملة كاصطدام فني بين تراث الدار العريق وجمالياته المميزة ذات الطابع التفكيكي والعفوي. وبرزت مجموعات تنانير الساتان المزينة بحرفَيْ: «GG» المألوفين، لكنها نُسّقت مع أحذية مدببة وأحزمة دقيقة بدت كحنين إلى الماضي ممزوج بسخرية خفيفة.

كما تألقت الفساتين المرصعة بالخرز الكريستالي بدراما سينمائية مُبهرة، تُذكرنا بالعصر الذهبي لتوم فورد، لكن بأبعاد صارمة وتصاميم ذات ياقات عالية حملت بصمة ديمنا المميزة. حتى الإطلالات الأكثر بساطة، مثل: التنانير القصيرة بنقشة جلد التمساح مع كنزات بياقة عالية، أوحت بامرأة ترتدي ملابس تعكس القوة لا مجرد الجمال.

فيلم «النمر».. الأناقة المُتمردة بمشاركة نجوم الصف الأول:

عزز فيلم «النمر» هذا المزاج الفني، جامعاً بين الأناقة والتمرد. وقد شاركت فيه مجموعة من نجوم هوليوود والمشاهير العالميين، مؤكدين أهمية هذا الحدث السينمائي الأزياء. وأبدعت النجمات: ديمي مور، وكيندال جينر، وكيكي بالمر، وألكس كونساني، في تجسيد شخصيات ديمنا الخيالية، حيث مزج أداؤهن بين خيال السجادة الحمراء ولمحات من الخطر والإغراء.

وكانت خاتمة الفيلم، بالفستان الكريستالي البرتقالي والذهبي البراق، استفزازًا مباشرًا لمفهوم البساطة العفوية، بأسلوب مبالغ فيه، وبتعبير سينمائي قاتم. لقد نجح ديمنا في إعادة تعريف علاقة الموضة الفاخرة برواية القصص، مُعاملاً الملابس كأوعية للشخصية والملاحظة الاجتماعية، بدلاً من كونها مجرد أشياء استهلاكية.