#منوعات
زهرة الخليج - الأردن اليوم
تحتفي منظمة الأمم المتحدة بـ«الأسبوع العالمي للفضاء»، بين الرابع والعاشر من شهر أكتوبر، اعترافاً بمساهمات علوم وتكنولوجيا الفضاء في تحسين وضع الإنسان. وكانت المنظمة العالمية قد أقرت يوم السادس من ديسمبر 1999، للاحتفاء بالمناسبة العالمية، التي تُعد أكبر فعالية سنوية متعلقة بالفضاء في العالم، من أجل التأكيد على أهمية بناء قوى المستقبل العاملة عن طريق إلهام التلاميذ، وإبراز الدعم الشعبي لبرنامج الفضاء، وتثقيف الناس حول العالم بأهمية الأنشطة الفضائية، وتعزيز التعاون الدولي في التوعية بمسائل الفضاء، وتعليمها.
-
«الأسبوع العالمي للفضاء».. هل اقترب زمن العيش بين النجوم؟
وتم اختيار تاريخ الرابع من أكتوبر؛ استذكاراً لتدشين أول قمر اصطناعي من صنع الإنسان، بتاريخ 4 أكتوبر 1957، حيث شق القمر الاصطناعي «سبوتنيك 1» دربه في الفضاء الخارجي. ويعلن مجلس إدارة «جمعية الأسبوع العالمي للفضاء»، بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، موضوعاً لكل عام، يعني العاملين في قطاع الفضاء، ويلبي طموحاتهم وتطلعاتهم، حيث تم التوافق على شعار «العيش في الفضاء» موضوعاً لعام 2025، إذ يستكشف هذا الموضوع رحلة البشرية نحو جعل الفضاء موطناً، مع التركيز على التقنيات المبتكرة والتحديات والجهود التعاونية، التي تجعل هذه الرؤية ممكنة. ولا يعد اهتمام دولة الإمارات بالفضاء وليد اللحظة، إذ يحظى باهتمام خاص مدعوم باستراتيجية وطنية للفضاء، تهدف إلى تحقيق طموحاتها في صناعة الفضاء، من خلال مشاريع مبتكرة، مثل: «مسبار الأمل لاستكشاف المريخ»، و«برنامج الإمارات لرواد الفضاء»، و«إطلاق أقمار اصطناعية متطورة»، حيث يمثل هذا القطاع فرصة للنمو الاقتصادي المستدام، ويسهم في البحث العلمي، وتعزيز التعاون الدولي، ويهدف إلى ترسيخ مكانة الدولة مركزاً عالمياً لعلوم الفضاء وتقنياته.
-
«الأسبوع العالمي للفضاء».. هل اقترب زمن العيش بين النجوم؟
«مسبار الأمل».. رؤية الإمارات المتقدمة:
لدولة الإمارات مبادرات ومشاريع فضائية لافتة، منها «مسبار الأمل»، الذي يُعد أول مهمة عربية وإسلامية؛ لاكتشاف كوكب المريخ، وقد حققت نجاحاً تاريخياً بدخولها مدار المريخ عام 2021، فضلاً عن «برنامج الإمارات لرواد الفضاء»، الذي يهدف إلى إعداد رواد فضاء إماراتيين؛ للمشاركة في المهام الفضائية، وقد أرسل هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، كما يواصل تدريب رواد دفعة جديدة. ومن بين المبادرات، التي تقوم بها الإمارات، تطوير أقمار اصطناعية متقدمة، وبناء أقمار اصطناعية حديثة مثل «MBZ-SAT»، الذي يتمتع بدقة وسرعة عاليتين في تقديم البيانات، وبرنامج «مهمة استكشاف الكويكبات»، وهو مشروع جديد يمتد لعدة سنوات؛ لاكتشاف حزام الكويكبات في الفضاء.
-
«الأسبوع العالمي للفضاء».. هل اقترب زمن العيش بين النجوم؟
وأطلقت دولة الإمارات «الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030»، التي تهدف إلى دعم النمو الاقتصادي المستدام، من خلال علوم وتقنيات الفضاء وتطبيقاته وخدماته، وتوظيف التقنيات الفضائية، من خلال تسخير تقنيات الاستشعار عن بُعْد، ونظم المعلومات الجغرافية في إدارة الكوارث، وتوفير خدمات تجارية وتعليمية. وتستضيف الدولة مبادرات، مثل «حوار أبوظبي للفضاء»، لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات في قطاع الفضاء، حيث أصدرت الإمارات أول قانون فضاء على مستوى دولي عربي وإسلامي، ينظم الأنشطة الفضائية، ويشمل مجالات مستقبلية، مثل السياحة الفضائية، كما تهتم الدولة بتوطين تقنيات الفضاء، ونقل المعارف لإعداد الكوادر الإماراتية القادرة على تحقيق إنجازات جديدة.
ويعرف الإماراتيون جيداً قصة دولتهم مع الفضاء، فهي تحقق حلم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي آمن بقدرة أبناء الإمارات والعرب على تحقيق المعجزات، حين استقبل، عام 1974، وفد وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، بعد المهمة التاريخية للمركبة «أبولو»، التي حملت الإنسان إلى سطح القمر. وشهد هذا اللقاء العديد من الرسائل المهمة، التي عكست رؤية وطموح المغفور له الشيخ زايد لتحقيق إنجازات نوعية في مجال الفضاء، تليق بمكانة الإمارات والعرب.
-
سلطان النيادي
سلطان النيادي.. إماراتي أصبح «فخراً للعرب»:
يتذكر العالمُ رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، الذي يُعد أول رائد فضاء إماراتي ضمن برنامج «الإمارات لرواد الفضاء»، الذي تم إطلاقه عام 2017، بدعم ورعاية من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بهدف تدريب وإعداد فريق من رواد الفضاء الإماراتيين، وإرسالهم إلى الفضاء للقيام بمهام علمية مختلفة. وبعد تدريبه وتأهيله، انطلق رائد الفضاء، سلطان النيادي، يوم 2 مارس 2023، ضمن مهمة طاقم «سبيس إكس كرو 6»، على متن مركبة الفضاء «سبيس إكس دراجون إنديفور»، في أطول مهمة فضائية بتاريخ العرب، ومدتها 6 أشهر على متن محطة الفضاء الدولية. وسافر النيادي إلى الفضاء؛ بغرض إجراء تجارب علمية في مجال أبحاث بيولوجيا الفضاء المتقدمة، برفقة زميله الأميركي فرنسيسكو روبيو، كما قام بالتحضير لإجراء تجربة «القطرات الحلقية المتقطعة»، التي قد توفر علاجات محتملة للأمراض التنكسية العصبية. ويوم 28 أبريل 2023، حقق النيادي إنجازًا تاريخيًا لدولة الإمارات، وللعرب بشكل عام؛ عندما أصبح أول عربي يشارك في مهمة نشاط خارج المركبة «السير في الفضاء». ويوم 4 سبتمبر، عاد سلطان النيادي إلى الأرض برفقة أفراد طاقم «كرو 6»، بعد مهمة في محطة الفضاء الدولية استمرت 6 أشهر، حيث شارك النيادي في نحو 200 تجربة علمية، خلال وجوده على متن محطة الفضاء الدولية.
-
نورا المطروشي
حضور فاعل للمرأة الإماراتية:
للمرأة الإماراتية دور كبير ومهم في خدمة وطنها بمجال الفضاء، فهي عنصر فاعل ومؤثر في مجال الفضاء، حيث تُعد المهندسة نورا المطروشي أول رائدة فضاء إماراتية، وقد أثبتت نفسها في المهام الموكلة إليها بهذا المجال، بعد أن خضعت لتدريب مكثف لمدة عامين، ضمن تعاون بين مركز محمد بن راشد للفضاء، ووكالة ناسا، كما أنها أول عربية تحصل على «شارة رواد الفضاء المحترفين»، التي تمنحها وكالة ناسا، كما أُدرج اسمها ضمن قوائم الشخصيات العربية الأكثر تأثيراً.
View this post on Instagram
وكان نصف العاملين في مشروع «مسبار الأمل» من النساء الإماراتيات، حيث تتوزع إبداعات المرأة الإماراتية في مجال الفضاء بعدة تخصصات، منها: الهندسة، وعلوم الحاسوب، حيث يعكس النجاح المستمر للمرأة الإماراتية في قطاع الفضاء التفاني والجهد الفردي، الذي تطوره الإماراتية في تجسيد الرؤية الشاملة للدولة بتمكين المرأة، وتحقيق العدالة والمساواة في جميع المجالات، وأن المرأة الإماراتية ليست فقط جزءاً من قصة نجاح الفضاء في البلاد، بل قائدة وسفيرة لهذا النجاح.