#مشاهير العالم
زهرة الخليج - الأردن اليوم
حتى بعد مرور عقود على رحيلها، تظل إليزابيث تايلور واحدة من أكثر أيقونات هوليوود تأثيرًا في التاريخ الفني والثقافي. فأفلامها الخالدة، وجوائز الأوسكار التي حصدتها، وشخصيتها القوية التي امتزجت بالشجاعة والنشاط الإنساني، تجعل من إرثها مصدر إلهام للأجيال الجديدة. اليوم، يبدو أن هذا الإرث يجد حياة جديدة عبر أعمال فنية معاصرة تجمع بين الموسيقى والسينما، من خلال مبادرات نجمتين معاصرتين: تايلور سويفت، وكيم كارداشيان.
تحية موسيقية.. تايلور سويفت تُخلّد إليزابيث تايلور:
-
إليزابيث تايلور تعود إلى الأضواء.. نجمات اليوم يحيين أسطورتها بالأغنية والأفلام
أصدرت النجمة العالمية تايلور سويفت، في 3 أكتوبر 2025، ألبومها الثاني عشر بعنوان «The Life of a Showgirl»، الذي تضمن أغنية جديدة تحمل اسم «Elizabeth Taylor»، في تحية فنية لأيقونة هوليوود الراحلة إليزابيث تايلور، الحائزة جائزتَيْ «أوسكار»، والناشطة البارزة في العمل الإنساني.
وتصدّرت أغنية «Elizabeth Taylor» عناوين الأخبار الفنية فور صدور الألبوم، باعتبارها جسرًا فنيًا يربط بين عالم السينما الكلاسيكية وصناعة الموسيقى المعاصرة. وفي أول تعليق على المبادرة، عبّر كريستوفر وايلدينغ، نجل إليزابيث تايلور، عن إعجابه بخطوة سويفت، واصفًا إياها بأنها «قدوة نادرة وإيجابية للفتيات». وأشاد بجرأتها في الدفاع عن مبادئها ونشاطها الخيري، معتبرًا أن هذه الصفات تجمعها بالنجمة الراحلة، وأضاف أنه لو حدث لقاء بينهما، لكان حوارًا مليئًا بالانسجام والإبداع. وأوضح عن أمله أن تسهم هذه الأغنية في إعادة تسليط الضوء على إرث والدته، وإلهام الجيل الجديد من النساء.
ويحمل اسم الأغنية بعدًا رمزيًا مزدوجًا: من جهة، إليزابيث تايلور التي تألّقت بدور «كليوباترا» في هوليوود، ومن جهة أخرى تايلور سويفت التي تُعتبر اليوم من أبرز نجوم صناعة الموسيقى عالميًا. وبهذا الجمع، تتحقق لحظة فنية استثنائية تلتقي فيها «ملكتان» من عالمين مختلفين، السينما والغناء، في تحية متبادلة بين الأجيال.
-
إليزابيث تايلور تعود إلى الأضواء.. نجمات اليوم يحيين أسطورتها بالأغنية والأفلام
الجمهور: نعم تتشابهان:
المعلقون على أغنية سويفت، قالوا إنه من الطبيعي أن تكون إليزابيث تايلور، إحدى أشهر الممثلات وأكثر النساء تصويرًا في القرن العشرين، هي الإلهام الجديد لتايلور سويفت. فالعلاقة بين الاثنتين تتجاوز تشابه الاسم والجمال، إذ تجمعهما سمات أعمق تتعلق بالقوة والذكاء والقدرة على تحويل الانتقادات إلى طاقة إبداعية.
وأكدوا أن كلتيهما واجهت نظرة المجتمع الذكوري، التي كثيرًا ما اختزلت نجاحاتهما في الجمال أو العلاقات العاطفية، وحوّلتا تلك النظرة إلى وقود يغذي فنهما. كما عرفتا كيف تستغلان افتتان الجمهور بحياتهما الخاصة لصالح مسيرتهما الفنية، دون أن تفقدا السيطرة على روايتهما الخاصة.
السينما تتحدث: كيم كارداشيان تنتج وثائقيًا استثنائيًا:
في الوقت نفسه، يواصل إرث إليزابيث تايلور التألق على الشاشة، حيث استحوذت خدمة البث «Fox Nation» على مسلسل وثائقي من إنتاج كيم كارداشيان، بعنوان «Elizabeth Taylor: Rebel Superstar»، ويتألف من ثلاث حلقات. تم إنتاج المسلسل بالتعاون مع Passion Pictures، وتوزيع عالمي عبر Fremantle، ومن المقرر عرضه اليوم (6 أكتوبر)، في خطوة تهدف إلى توضيح كيف يمكن للجمهور اكتشاف إليزابيث تايلور من منظور جديد، يتجاوز الصورة الأسطورية ليكشف عن الإنسان وراء البريق.
ويضم المشروع أول مقابلة مصورة مع ابنها كريس وايلدينغ، إلى جانب مقابلات مع جون كولينز، وشارون ستون، وباريس جاكسون، وكارداشيان نفسها، التي أجرت آخر مقابلة مع تايلور قبل وفاتها في مارس 2011، مقدّمة مادة أرشيفية فريدة، تمنح الجمهور نظرة آسرة على حياة الأسطورة.
-
إليزابيث تايلور
رحلة الأسطورة: بين الحياة الشخصية والنشاط الاجتماعي:
تستعرض حلقات المسلسل رحلة تايلور خلال العصر الذهبي لهوليوود، وكيف تقاطعت حياتها الشخصية المضطربة مع صورتها العامة، وكيف أصبحت محط إعجاب واتهام في الوقت نفسه.
الحلقة الثالثة تسلّط الضوء على زواجها السابع من السيناتور جون وورنر، ونشاطها الرائد في مكافحة «الإيدز»، موضحة كيف أعادت تعريف معنى أن تكون نجمة ذات رسالة، رغم التحديات الشخصية والرقابة العامة، لتثبت أن تأثيرها تجاوز مجرد الأعمال الفنية؛ ليصبح إرثًا اجتماعيًا وإنسانيًا مستمرًا.
رسالة مستمرة: إرث إليزابيث تايلور للأجيال الجديدة:
إنها لحظة نادرة، حيث يجتمع الإبداع الموسيقي مع القوة السينمائية، لتؤكد أن إرث إليزابيث تايلور لم يختفِ، بل يجد حياة جديدة في أعمال فنية تخلّد ذكراها للأجيال القادمة، بطريقة تجمع بين الحداثة والحنين إلى زمن السينما الكلاسيكية، وتبرز كيف يمكن للنجوم المعاصرين أن يستلهموا من أيقونات الماضي، ويواصلوا نقل الرسائل الفنية والاجتماعية بأساليب جديدة ومؤثرة.
وبهذا التزامن بين إصدار الألبوم وعرض الوثائقي، يمكن القول بأن أكتوبر الحالي أصبح شهرًا رمزيًا يجمع بين الموسيقى والسينما، الماضي والحاضر، لتقدّم للعالم رسالة واضحة، هي أن إرث إليزابيث تايلور حي، وملهم، ومصدر إبداع لا ينضب.