لوتشيا سيلفستري: «بولغري» تُدهش في كل تصميم
#أخبار الموضة
لبنى النعيمي اليوم 11:40
في احتفاءٍ مهيب بجمال التحوّل، وخلود الإبداع.. حملت دار «بولغري» (Bvlgari) أسطورتها الأيقونية «Serpenti» إلى الهند، عبر معرض «Serpenti Infinito»، الذي جمع بين المجوهرات والفن في حوار ثقافي آسر، يحتفي بروح التجدد والخلود. أقيم المعرض في «Art House»، بمركز «نيتا موكيش أمباني الثقافي» في مومباي. وهناك، في عرضٍ فني، ضم أكثر من 75 عملاً لأبرز الفنانين من الهند والعالم، تقاطعت الحِرَفية الإيطالية الرفيعة مع الرمزية الهندية العريقة، في تجربة غامرة تروي قصة «الأفعى» كرمزٍ للقوة، والحماية، والانبعاث المستمر.. وفي هذا السياق، حظيت «زهرة الخليج» بحوار مع لوتشيا سيلفستري، المديرة الإبداعية للمجوهرات في «بولغري»؛ لاكتشاف أسرار الشغف الذي يحركها منذ أربعة عقود، وكيف تُجسّد «سيربنتي إنفينيتو» رؤية الدار في مزج الفن، والحرفية، والرموز الثقافية، في رحلة لا تنتهي من التحوّل والإلهام:
-
لوتشيا سيلفستري: «بولغري» تُدهش في كل تصميم
انضممتِ إلى «بولغري» في العشرين من عمرك، ووصفتِ تلك اللحظة بأنها «حب من النظرة الأولى».. كيف حافظت على هذا الشغف لما يقارب الأربعين عامًا؟
الشغف هو الشغف، لا يمكن تفسيره أو التحكم فيه؛ فعندما تُحبين شيئاً أو شخصاً، يكون لذلك وقع خاص، لا يُشبه أي شيء آخر. أحياناً، أبتسم لنفسي، وأقول: «ما زلتُ أعيش هذا الشغف، كأنه في بدايته». إنه أمر مذهل، لكنه حقيقي؛ فكلما رأيتُ حجراً كريماً جديداً، أو قطعة مجوهرات تتكوّن بين أيدينا؛ أشعر بتلك الشرارة الأولى. إنني أتذكر كل لحظة أمضيتها مع المصممين والحرفيين، ونحن نناقش تفاصيل القطع. فالحديث عن المجوهرات - بالنسبة لي - ليس عملاً، بل هو حياة تنبض شغفاً.
-
لوتشيا سيلفستري: «بولغري» تُدهش في كل تصميم
حس فطري
ذكرتِ، مراراً، أنكِ عندما تحصلين على حجر كريم، يمكنكِ «سماع شعوره»، أو تخيّل راحته.. كيف ساهم هذا الحس الفطري في صياغة أسلوب «بولغري» المتميز؟
هذا الإحساس تعلمتُه من السيد بولغري نفسه؛ فقد كان دائمًا يقول: «لا تشترِ حجراً؛ إن لم تكن تعرف كيف تستخدمه». ومنذ البداية، طوّرت هذا الحس الفوري بالإبداع؛ فحين أرى حجراً، تحضر في ذهني قلادة، أو حتى ثعبان يلتفّ برشاقة حول العنق. وقد تتغير الفكرة لاحقاً، لكنها تولد في اللحظة الأولى. إن الإلهام - بالنسبة لي - إحساس حقيقي، لا أفكر فيه كثيراً، وإنما أشعر به فوراً.
-
لوتشيا سيلفستري: «بولغري» تُدهش في كل تصميم
«سيربنتي» رمز خالد في دار «بولغري».. كيف تعيدون ابتكار هذا الرمز، عاماً بعد عام، دون أن تفقدوا جوهره؟
هذا تحدٍّ نعيشه بشغف كل عام، أنا وفريقي من المصممين. نحن نحب التجديد، ونحب أن نعيد تفسير «سيربنتي» بأساليب جديدة، مع الحفاظ على بصمة «بولغري»، التي يمكن تمييزها من النظرة الأولى. أقول دائماً لفريقي: يجب أن تُعرَف قطعة «بولغري» من بعيد. فالثعبان رمز عالمي في عالم المجوهرات، لكن «بولغري» تقدّمه بطابعها الخاص، الجريء والمتفرّد. وكل عام نبتكر نسخاً جديدة: أكثر عصريةً، ومرونةً، وفخامةً. وهذه التوليفة بين الابتكار والحرفية تجعل كل قطعة فريدة، تماماً مثل الروبيليت الرائعة، التي عرضناها في جايبور، بوزن يزيد على 100 قيراط. إن كل قطعة تحمل قصةً، وحلماً تحقق بين أيدينا.
-
لوتشيا سيلفستري: «بولغري» تُدهش في كل تصميم
هل يمكن وصف «سيربنتي» بأنها مستوحاة من فن «الآرت ديكو»؟
نعم، بلا شك.. فـ«سيربنتي» بطلة القطعة دائماً؛ فحتى تصميمها الخلفي، كسلسلة طويلة، أو كقطعة قابلة للفصل، يمنحها طابعاً عصرياً وغير تقليدي. هذه هي روح «بولغري»: «لا نكرر أنفسنا، بل نسعى لأن نُدهش في كل مرة».
ما الذي يميز معرض «سيربنتي إنفينيتو» في الهند عن نسختَيْه السابقتين في شنغهاي وسيؤول، وكيف يعكس ارتباط «بولغري» بالتراث الهندي؟
هذه النسخة هي الأضخم، والأكثر حيوية على الإطلاق؛ لأنها تتميز بالحوار بين الفنانين وأعمالنا، وبين الألوان النابضة بالحياة التي نستوحيها من الهند. شخصياً، استوحيتُ الكثير من الزخارف من قصر مدينة جايبور، التي أعرضها على المصممين؛ لتكون مصدر إلهام. فالألوان، والزخارف، والضوء، كلها تُعيد إليّ روح الهند، التي أحببتها دائماً.
-
لوتشيا سيلفستري: «بولغري» تُدهش في كل تصميم
تبادل ثقافي
«المعرض» يمد الجسور بين فن «بولغري» الروماني، ورمز «الناغا» في الأساطير الهندية.. هل يعزز هذا التبادل الثقافي الحوار الفني العالمي؟
بالتأكيد، فمنذ عام 1948، حين وُلدت «سيربنتي»، بدأنا استلهام الألوان والأشكال من الهند. ومع مرور الزمن، أصبحت «سيربنتي» قريبة جداً من الثقافة الهندية، بروحها الغنية، وتقاليدها العريقة. ومع سفيرتنا بريانكا شوبرا، تضاعف هذا الرابط؛ فهي ليست فقط وجهاً جميلاً، بل امرأة قوية، وأنثوية، وعاطفية، وطبيعية في الوقت نفسه؛ إنها تجسيد مثالي لروح «بولغري».
-
لوتشيا سيلفستري: «بولغري» تُدهش في كل تصميم
يضم «المعرض» أعمالاً فنية معاصرة، من بينها أعمال بالذكاء الاصطناعي.. كيف ترين التقاء المجوهرات والفن، في هذا السياق؟
إن المجوهرات فنٌّ في حد ذاتها؛ لذا يُعدُّ وجودها في حوار مع الفن المعاصر أمراً طبيعياً؛ ونحن لا نصنع قطعاً للزينة فقط، بل نقدم أعمالاً فنية، تحمل مشاعر وجمالاً خالداً. وكما قالت بريانكا: «عندما تنظرين إلى مجوهرات (بولغري)، تشعرين بروح الفن فيها».. وهذا أعظم إنجاز لنا!
يدور «المعرض» حول مفهوم «اللانهاية»، والتحوّل المستمر.. كيف تُترجمين هذه الفلسفة في تصاميمك؟
«اللانهاية» ليست فكرة مجرّدة بالنسبة لي، بل هي حالة من الخلود الفني. فالألماس خالد، لكن المجوهرات أيضاً خالدة؛ لأنها تحمل حكايات تنتقل عبر الأجيال. في «سيربنتي»، نرى رمز الأبدية والتجدد، في حين تعبّر تصاميم، مثل: «ماهاراني، وسرّ الماهاني، وجايبور ميراج»، عن رحلة لا تنتهي من التحول والجمال، وهذه هي فلسفة «بولغري»: «كل قطعة بداية جديدة.. في دائرة الإبداع اللامتناهية».