«الصديقة المنجِزة».. سرّكِ لإنهاء كل المهام بلا تأجيل
#تنمية ذاتية
زهرة الخليج - الأردن اليوم
مؤخراً، ظهرت فكرة جديدة في عالم الصداقات النسائية: (صديقة الإنجاز). هذه الصديقة ليست مجرد رفيقة للمحادثات العميقة، أو اللقاءات الاجتماعية، بل شريك عملي يشارككِ العمل، ويحفزك على تحويل قائمة المهام الطويلة إلى إنجازات ملموسة، وشعور بالراحة النفسية.
الصداقات التي نبنيها في حياتنا تساعد في تشكيل شخصيتنا. ويمكن أن يكون أصدقاؤكِ مصدراً للرفقة والرعاية والإلهام، وهم غالباً جزء مهم من نظام دعمكِ، فهم أشخاص يمكنكِ الاعتماد عليهم عند الحاجة.
وأظهر العديد من الدراسات أهمية الصداقات في تعزيز النجاح، والصحة النفسية والجسدية، والقدرة على الصمود. ومع ذلك، أحياناً، لا نعرف أفضل الطرق للحفاظ على صداقاتنا أو تعزيزها. فما الدور الحيوي للصداقات الداعمة، وكيف تبنين علاقات قوية مع صديقاتك، وتحافظين عليها؟.. إليكِ الإجابات.
-
«الصديقة المنجِزة».. سرّكِ لإنهاء كل المهام بلا تأجيل
ما الصداقة الداعمة؟
الصداقات العادية، والعلاقات التي قد تكون ممتعة وأقل التزاماً، يمكن أن تكون ممتعة، وجزءًا أساسياً من حياتنا الاجتماعية. لكن عندما تتعمق هذه الروابط، قد تتسم بالاحترام المتبادل، والإعجاب، والاستعداد لمساعدة بعضنا. فالصداقة الداعمة غالباً ما تكون غير أنانية، حيث يقدّم كل طرف الرعاية والتشجيع والتعاطف للطرف الآخر، خاصة عند الحاجة.
الصديقة الداعمة تترك مساحة لاحتياجاتكِ، وتساعدك على الشعور بالقبول كما أنت، وتؤكد لكِ أنها ستكون دائماً بجانبكِ. ويمكن للصديقة المقربة الاستماع لمخاوفك، والتعاطف معها، ورفع معنوياتك، ومنحك الدافع والتحفيز.
صفات الصداقة الداعمة:
الصداقات الداعمة تتميز، عادة، بالمودة والاحترام والرعاية المتبادلة. وغالباً ما تكون علاقات متوازنة يعطي فيها كل طرف ويأخذ بمقدار متساوٍ. وأحد أهم مكونات الصداقة الصحية هو التفاهم المتبادل، وامتلاك صديق يعرفك جيداً، ويقدرك كما أنت، يمنح شعوراً بالانتماء والقبول.
كما تتميز الصداقات الصحية بالولاء والاعتمادية. وجزء من رعاية الصداقة هو الوقوف بجانب الصديق مهما كانت ظروفه، مع الثقة بأن يكون بجانبك عند الحاجة للمشورة أو الدعم العاطفي.
أيضاً، الصداقات الداعمة تتسم بالانفتاح والمشاركة في المخاوف والقلق والضعف، ما يعزز القرب والراحة بين الأصدقاء. ومع الانفتاح تأتي الصراحة، وهي حجر أساس للصداقة الصحية. والأصدقاء الجيدون يشاركون مشاعرهم، ويشجعون على الانفتاح، ويقدمون آراء صريحة لبعضهم.
-
«الصديقة المنجِزة».. سرّكِ لإنهاء كل المهام بلا تأجيل
أهمية الصداقات الداعمة:
تساهم الصداقات بشكل كبير في السعادة، والصحة، وجودة الحياة. وتظهر الدراسات أن الدعم الاجتماعي مرتبط بتحسين الصحة النفسية، وتقليل التوتر والاكتئاب، وتحسين مهارات التواصل، وتخفيف الآثار العاطفية لمشكلات الصحة الجسدية.
ويمكن للعلاقات الداعمة مساعدتنا في حل المشكلات، وزيادة الثقة بالنفس. وأحياناً، نشعر بقدرة أكبر على مواجهة المواقف الصعبة؛ عندما يكون لدينا مَنْ نشاركهم هذه التجربة. وقد أظهرت الدراسات أن مجرد وجود الأصدقاء بالقرب منا، يمكن أن يجعل التحديات أقل إرهاقاً.
والصداقات لها فوائد صحية جسدية أيضاً، إذ تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يمتلكون شبكة دعم قوية يعيشون أطول، ويعانون مضاعفات صحية أقل. كما أن تقليل التوتر المصاحب للصداقات الداعمة مفيد لصحة القلب.
وللأطفال والمراهقين، تعتبر الصداقات جزءاً من النمو، فتساعدهم على تكوين علاقات صحية، قائمة على الثقة والسخاء والدعم المتبادل. كما يمكن للصداقة المتبادلة أن تسهل سنوات التكوين العصيبة، وتساهم في تحسين الأداء الأكاديمي من خلال تحفيز بعضهم بعضاً.
وبالنسبة للبالغين الذين قد لا يعيشون مع عائلاتهم، تصبح الصداقات مصدر دعم أساسياً. وقد ثبت وجود علاقة بين رضا الحياة وعدد وجودة الصداقات. الحياة معقدة، والصداقات القائمة على الرعاية المتبادلة تجعلنا نشعر بأقل قدر من الوحدة أثناء الأوقات الصعبة.
والصديقة الداعمة يمكنها مساعدتكِ في حل المشكلات، وتقديم رؤى قيمة، وقد تختلف معكِ أحياناً، لكنها ستبقى إلى جانبكِ مهما كانت قراراتكِ.
قوة البدء.. خطوة واحدة تكفي:
إحدى أكبر العقبات أمام إنجاز المهام هي مجرد البدء. وكثيرات من النساء يجدن أنفسهن يؤجلن أعمالاً بسيطة؛ ظناً أن الوقت أو الظروف لم تتوافر بَعْدُ، أو أن المهمة كبيرة جداً لتُنجز. صديقة الإنجاز تحل هذه المعضلة من خلال تقديم الدعم العملي والعاطفي. فوجود شخص آخر إلى جانبكِ يشارككِ المهمة، يعزز التركيز، ويكسر دائرة التسويف.
علم النفس يشير إلى أن ما يُعرف بـ«الوجود المزدوج»، أي إنجاز مهمة مع شخص آخر، يزيد فرص إكمال المهام، ويقلل الإحساس بالضغط النفسي، خاصة بين من يعانون تشتت الانتباه أو صعوبة في إدارة الوقت.
صديقة الإنجاز لا تحفزكِ بالكلام فقط، بل تشارككِ في تنفيذ المهمة بطريقة تجعلها أقل إرهاقاً، وأكثر متعة. من تنظيم الخزائن، وتنظيف المرآب، إلى إنهاء مشاريع مؤجلة، فالهدف هو تحويل الأعمال المملة إلى خطوات قابلة للتحقيق. ووجود شخص يشارككِ العملية؛ يجعل النشاط أقل عبئاً، ويمنح شعوراً بالمرح والإشباع عند إتمام المهمة.
التجارب الحديثة تشير إلى أن تقسيم المهام الكبيرة إلى خطوات صغيرة، ومشاركة هذه الخطوات مع شخص آخر، يعززان شعورك بالإنجاز، ويدفعانك لمتابعة باقي المهام بحماسة. وفي كثير من الحالات، مجرد البدء مع صديقة الإنجاز، يؤدي إلى استمرارية الإنجاز حتى بعد مغادرتها.
-
«الصديقة المنجِزة».. سرّكِ لإنهاء كل المهام بلا تأجيل
الفوائد النفسية والاجتماعية:
وجود صديقة الإنجاز له فوائد واضحة على الصحة النفسية والاجتماعية، ومنها:
- تقليل الضغط النفسي: مشاركة المهام تخفف من شعور الوحدة والإرهاق الذهني.
- زيادة التحفيز الذاتي: وجود شخص آخر يشجعكِ ويشارككِ العمل؛ يعزز الشعور بالكفاءة والقدرة على الإنجاز.
- تقوية العلاقات: العمل المشترك يعزز الروابط العاطفية، ويصنع ذكريات ممتعة مرتبطة بالإنجاز.
اختيار صديقة الإنجاز المناسبة:
لكي تكون الصداقة فعالة، يجب اختيار شخص: مهتم بنجاحك، ولا يكتفي بالكلام التحفيزي. ويكون صبوراً ومتفهّماً، ويدعمك دون إصدار أحكام. ومرناً ومبدعاً، وقادراً على تبسيط المهام المعقدة.
نصائح لتطبيق أسلوب صديقة الإنجاز في حياتكِ اليومية:
- ابدئي بمهمة صغيرة لتكسير دائرة التسويف.
- سجلي تقدمك بصور أو فيديوهات قصيرة لزيادة الدافعية.
- استمتعي بالعملية باستخدام موسيقى أو مشروبات مفضلة.
- احتفلي بإنجاز كل مهمة صغيرة لتعزيز شعور الكفاءة.