العلاقات بين الإمارات وعُمان.. قوة ومتانة عبر التاريخ
#فعاليات
ندى الرئيسي اليوم
تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة سلطنة عُمان احتفالاتها بيومها الوطني الخامس والخمسين، الذي يوافق 20 نوفمبر من كل عام، تأكيداً على عمق العلاقات، التي تجمع قيادتَي البلدين والشعبين الشقيقين، في نموذج استثنائي فريد؛ للتفاهم والتعاون والاحترام المتبادل.
وتتصف العلاقات الإماراتية - العُمانية بالقوة والرسوخ، فهي مبنية على أسس متينة، تشمل: التاريخ المشترك، والروابط الاجتماعية والثقافية، إضافة إلى الرؤى المستقبلية المتطابقة، والتعاون الاستراتيجي، كما يتقاسم الشعبان الشقيقان تراثاً ثقافياً موحداً، وروابط أخوية وثيقة، وعائلات تمتد جذورها في كلا البلدين.
وخلال العقود الماضية، مرت العلاقات بين البلدين بالعديد من المحطات البارزة، التي أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها، والمضي بها قُدُماً، ولعبت خلالها الزيارات الرسمية بين قيادتَي الدولتين دوراً مهماً في تقويتها، أبرزها اللقاء التاريخي الذي جمع المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والسلطان قابوس بن سعيد، رحمه الله، عام 1968.
وقد تَوَاصل زخم هذه العلاقات بعد قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971، حيث تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثقافية والتربوية بينهما، مُعزَّزة بتبادل الزيارات في مختلف المجالات الثقافية والتربوية؛ بغرض الاستفادة من الخبرات، وتطوير مجالات التعاون.
-
رئيس دولة الإمارات وسلطان عمان
وفي عام 1991، شكلت الزيارة التاريخية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى سلطنة عمان، منعطفاً مهماً في مسيرة التعاون بين البلدين، التي تم على أثرها تشكيل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، لتعزيز التعاون والتنسيق في مجالات متنوعة، مثل: الاقتصاد، والتجارة، والثقافة، والتربية، والربط الكهربائي، والاتصالات.. لتتوالي بعدها الزيارات المتبادلة بين قيادتي الدولتين، التي ساهمت بشكل كبير على استمرار وتزايد العلاقات وأوجه التعاون بينهما في مختلف الصعد.
ويلعب القرب الجغرافي بين الإمارات وعُمان دوراً رئيسياً في الزيارات الدائمة بين الشعبين وسهولة التنقل بينهما، فتم اتخاذ قرار بتنقل المواطنين بين البلدين باستخدام البطاقة الشخصية (الهوية)، بدلاً من جواز السفر، كأول دولتين في مجلس التعاون، حيث يعتبر الأشقاء العمانيون الإمارات وجهتهم السياحية الأولى، كما تعد السلطنة المقصد السياحي الأهم للعديد من العائلات الإماراتية.
ويعزز التعاون، بين سلطنة عُمان والإمارات العربية المتحدة، الفرص الاقتصادية والاستثمارية الواعدة بين البلدين، من خلال تسهيل الإجراءات على المستثمرين والصناعيين ورجال الأعمال في مجالات: الصناعة، والتكنولوجيا المتقدمة، وصناعات المستقبل، والصناعات المستدامة.
وتواصل سلطنة عُمان الحفاظ على مكانتها كثاني أكبر شريك تجاري خليجي لدولة الإمارات، وتستحوذ على 20% من إجمالي تجارة الإمارات مع دول مجلس التعاون الخليجي.
وقد واصلت التدفقات التجارية غير النفطية بين البلدين، خلال عام 2024، مسارها الصاعد المستمر منذ عدة سنوات، مسجلة أكثر من 56.1 مليار درهم، بنمو 9.8%، مقارنة بعام 2023، وبزيادة 15%، و20.3%، و32.4%، و16.7%، عند مقارنة القيمة المسجلة في 2024، بنظيرتها في أعوام: 2022، و2021، و2020، و2019، على التوالي.
كما تعتبر دولة الإمارات أكبر شريك تجاري لسلطنة عمان على مستوى العالم، وأكبر مُصدّر إلى عمان، وأكبر مستورد منها، وتستحوذ على أكثر من 40% من مجمل واردات عمان من العالم، فيما تستأثر بنحو 20% من صادرات عمان إلى الأسواق العالمية.