Prada تعيد ابتكار حذاء «اللوفر»

Prada تعيد ابتكار حذاء «اللوفر»

زهرة الخليج اليوم

لا تنظر دار «برادا» (Prada) إلى الماضي كحكاية مكتملة، بل كمسوّدة أولى قابلة للمراجعة، وإعادة الاكتشاف. فالماضي مخزون من التفاصيل والرموز، التي تُستعاد لا لتُكرَّر، بل لتُعاد قراءتها بمنهج بحثي، ونظرة مبتكرة. وهنا، يتحوّل الإرث إلى ورشة إبداع حيّة، تتقاطع فيها الحرفة مع الفكر المعماري، والتقاليد مع رؤى المستقبل. وفي وسط هذا المشهد، يَبْرز حذاء «Chocolate»؛ بوصفه تجسيداً مثالياً لهذه الفلسفة، فهو قطعة كلاسيكية أعيد نحتها بمعايير جديدة، تتناغم فيها دقة الصناعة مع اللمسة الحرفية الراقية.

ومنذ التسعينيات، شكّل حذاء «اللوفر» أحد أعمدة هوية «برادا» الرجالية، لكن «Chocolate» يتجاوز دوره كقطعة كلاسيكية؛ ليصبح لغة تصميم في حدّ ذاته. فهو يجمع بين الحرفة اليدوية، والرؤية الصناعية الحديثة؛ ليعيد تعريف مفهوم الأناقة الرجالية، والنسائية أيضاً، بأسلوب جريء، ووظيفي، ومفعم بالثقة.

استلهم الحذاء اسمه من الحافة الخارجية، التي تحدد شكله، والمصنوعة بتقنية «rotellatura»، وهي بصمة حِرفية تعكس إيقاعاً من العلامات المتكررة. في هذا التصميم، تصبح الإيقاعات أكثر انتظاماً واتّساعاً؛ فتستحضر خطوط ألواح الشوكولاتة، حيث يتحوّل التفصيل التقني إلى رمز بصري متفرّد، يميّز الحذاء من النظرة الأولى.

ويرتكز «Chocolate» على تصميم هندسي ذي أحجام واسعة، وقَصّة عالية أكثر بنيةً، تُخفي بداخلها شريطاً مطاطياً؛ يضمن سهولة الارتداء والراحة. إنها صياغة جديدة لشكل أساسي محايد، وجريء في حضوره، ويجمع بين العملية والحداثة في قالب واحد.

أما شعار المثلث الشهير، الذي لطالما كان حكراً على المنتجات الجلدية، فيتخذ موضعاً غير مسبوق فوق الجزء العلوي للحذاء. وهنا، يتحوّل من علامة تعريفية إلى قراءة جديدة لرموز الدار البصرية، في توازن بين الهوية والتجديد. ويعزّز النعل المطاطي الفائق الخفّة هذا التوجّه، فهو تقنية مستعارة من عالم أحذية الرياضة، أعيد توظيفها؛ لتخدم تصميماً بروح كلاسيكية، ونَفَس عصري.

وعلى مدى المواسم، واصلت «برادا» تطوير «Chocolate»، عبر مواد ودرجات لونية مختلفة، تكشف عن جوانب جديدة من شخصيته. فنسخة الجلد اللامع تتوسع في طيف من الظلال والانعكاسات، التي تقارب مفهوم اللمعان بلمسة حديثة. أما السويد، فيضفي ملمساً ناعماً، وحضوراً أكثر شاعرية، فيما تمنح الطبعات الحيوانية جرعة إضافية من القوة والتجريب، في نقطة التقاء ساحرة بين الحِرفية والدقة الصناعية.

وبهذه التحوّلات، يعلن «Chocolate» نفسه كلاسيكياً في حالة تطوّر دائم، إنه قطعة تُنْصت إلى لغة الوقت الراهن، دون أن تتخلى عن جذورها الأولية.