سيلينا غوميز «تكسر» الصورة المثالية وتكشف حقيقة بشرتها
#مشاهير العالم
زهرة الخليج - الأردن اليوم
فيما تُصاغ صورة المشاهير بدقة مفرطة، تخفي أدق التفاصيل.. تختار النجمة العالمية، سيلينا غوميز، أن تقف في الجهة المقابلة تمامًا. بلا مكياج، وبلا محاولة للتجميل أو التبرير. غوميز التي خرجت لتتحدث، بصراحة، عن حالة جلدية تعانيها، تؤكد مرة أخرى أنها من القليلات في عالم الشهرة اللواتي لا يخفن من إظهار الجانب الإنساني لديهن كما هو.
القصة بدأت بتفاعل عفوي، خلال بث مباشر عبر «إنستغرام»، حين وجّه لها أحد المتابعين سؤالًا، اعتبره كثيرون تجاوزًا: «كيف تزيلين شعر الشارب؟». هذا السؤال كان من الممكن أن يتحول إلى مادة للجدل، أو ردّ هجومي، لكن سيلينا تعاملت معه بخفة ظل وصدق غير مألوف. فضحكت أولًا، ثم قررت أن تشرح الأمر، كما لو كانت تتحدث إلى صديقة مقرّبة.
-
سيلينا غوميز «تكسر» الصورة المثالية وتكشف حقيقة بشرتها
وأوضحت النجمة، البالغة من العمر 33 عامًا، أنها تعاني حالة جلدية تُعرف باسم الكَلَف، مؤكدة أنها تهتم بعلاجها، لكنها لا تختفي بالكامل. ولم تكتفِ بالشرح، بل قرّبت الكاميرا من وجهها؛ لتُظهر البقع الداكنة أعلى الشفة، مشيرة أيضًا إلى وجود بثرة صغيرة، في مشهد نادر الصراحة.
سيلينا أوضحت أن الكلف ناتج بشكل أساسي عن التعرّض للشمس، مشددة على أهمية استخدام واقي الشمس والعناية بالبشرة، في رسالة غير مباشرة لكنها بالغة التأثير، خصوصًا لجمهورها الشاب. هذا التوضيح البسيط حمل في طياته وعيًا صحيًا، ورسالة توعوية، تتجاوز إطار الترفيه.
ما الكلف.. ولماذا حديث سيلينا عنه مهم؟
الكلف حالة جلدية شائعة تصيب النساء بشكل خاص، وتظهر على شكل بقع داكنة بنية أو رمادية، وغالبًا في مناطق الوجه الحساسة، مثل: الجبين وأعلى الشفة والخدين. وعلى الرغم من شيوعه، إلا أنه لا يزال محاطًا بالكثير من الوصم الاجتماعي، خصوصًا في ثقافة الجمال السائدة التي تروّج البشرة «الخالية من العيوب».
أهمية ما فعلته سيلينا غوميز لا تكمن فقط في كشفها عن حالتها، بل في طريقة الكشف. فلم تحاول تبرير ذلك، ولم تُخفِه، ولم تلجأ إلى فلاتر أو إضاءة مدروسة. وإنما ظهرت كما هي، مؤكدة أن العناية بالبشرة لا تعني بالضرورة الوصول إلى الكمال، بل التعايش مع الواقع بوعي وراحة نفسية.
الصراحة بدل الدفاع.. أسلوب سيلينا الخاص:
سيلينا غوميز معروفة منذ سنوات بنهجها المختلف في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي. فهي نادرًا ما تدخل في سجالات، ولا تميل إلى «الرد القاسي»، أو تصفية الحسابات علنًا، بل تعتمد أسلوب الشفافية الهادئة. هذا الأسلوب جعلها قريبة من جمهورها، ليس فقط كنجمة، بل كإنسانة تواجه تحديات صحية ونفسية وجسدية حقيقية.
وسبق لغوميز أن تحدثت علنًا عن إصابتها بمرض الذئبة، وعن تقلبات وزنها، وصحتها النفسية، وضغوط الشهرة. لذلك، لم يكن حديثها عن الكلف حدثًا معزولًا، بل امتدادًا لمسار طويل من المصارحة، جعل منها واحدة من أكثر النجمات تأثيرًا على مستوى الوعي العام.
-
سيلينا غوميز «تكسر» الصورة المثالية وتكشف حقيقة بشرتها
لماذا تفاعل الجمهور بهذا الشكل؟
ردود الفعل حول حديث سيلينا كانت واسعة وإيجابية إلى حد كبير. فكثيرات عبّرن عن امتنانهن لرؤية نجمة عالمية تتحدث عن مشكلة تعانيها ملايين النساء بصمت. وآخريات رأين في تصرّفها كسرًا لمعايير جمال غير واقعية، ورسالة دعم غير مباشرة لكل من تشعر بعدم الرضا عن بشرتها.
نموذج مختلف للنجومية:
ما فعلته سيلينا غوميز يتجاوز كونه موقفًا شخصيًا، ليصبح فعلًا ثقافيًا في سياق أوسع. فهي تذكّر جمهورها بأن الشهرة لا تعني العصمة، وأن النجومية لا تلغي الواقع الإنساني. وربما لهذا السبب، تحديدًا، يحظى اسمها بهذا القدر من التعاطف والدعم.
وفي وقت تتطلع فيه كثيرات إلى عام أكثر واقعية وتوازنًا في التعاطي مع الجسد والصورة الذاتية، تبدو رسالة سيلينا واضحة: لا حاجة للاختباء، ولا ضرورة للكمال. فقليل من الصدق كفيل بأن يكون أكثر تأثيرًا من ألف صورة مصقولة. وهكذا، تثبت سيلينا غوميز مرة جديدة أن قوتها الحقيقية لا تكمن فقط في صوتها أو شهرتها، بل في شجاعتها على أن تكون كما هي.