#مشاهير العرب
لاما عزت 16 ديسمبر 2011
هيف زمزم، وجه نسائي إماراتي ناجح، أسس لحضور المرأة الخليجية في عالم الاقتصاد. وعلى الرغم من حداثة سنها، استطاعت أن تخلق لنفسها من خلال عملها كمحلل أول في «شركة مصدر للاستثمار» نموذجاً تتطلع إليه الأخريات.
ما عملك في «شركة مصدر للاستثمار»، وماذا عن دورك فيها؟
بصفتي محللاً مالياً أول، تتمثل مهمتي في استعراض ودراسة أداء العديد من شركات التكنولوجيا النظيفة وإبداء الرأي بشأن الاستثمار فيها. ويشمل ذلك اختبار الشركات التي تملك حقوق التطبيقات التكنولوجية، وفريق الإدارة، والبيانات المالية، وغيرها من العوامل المختلفة لمعرفة إذا كانت الشركة تتوافق مع التزامات «مصدر للاستثمار» أم لا..
ما أكبر إسهاماتك كموظفة في «مصدر»؟ كيف تقومين بتحقيق قيمة إضافية في عملك؟
في عام 2010 كنت مسؤولة عن رصد استثمار من طرف «مصدر» في شركة مختصة بتكنولوجيا تنقية المياه هي «هالوسورس»، والتي تم إدراجها في «بورصة لندن للشركات الصغيرة» (AIM). بخلاف ذلك، أعتقد أنني أسهمت بشكل مباشر في «مصدر» في كل مرة يطلب مني أن أشرف على متدرب أو موظف ضمن برنامج التبادل. وفي حال أتى أي متدرب من دون خلفية مالية إلى «مصدر للاستثمار» وغادرها وهو على دراية بأسس العمل في قطاع الاستثمار، فإني أشعر بأنني حققت شيئاً مهماً.
من خلال تجربتك هل استطعت تغيير الصورة النمطية عن المرأة العربية في بعض الذهنيات الغربية؟
أنا المرأة الوحيدة من دولة الإمارات العربية المتحدة في الفريق. وأقابل شركاء دوليين على الدوام من خلال السفر المتواصل في رحلات عمل حول العالم. إن بيئة العمل في «مصدر» هي بيئة شديدة التنوع، إذ إنها تضم موظفين من جميع أنحاء العالم. ونتيجة العولمة، نجد أن «مصدر للاستثمار» لا تختلف كثيراً عن مثيلاتها من الشركات، حيث يكمن مفتاح النجاح في هذه البيئة المتنوعة في أن تكون على دراية بمختلف الثقافات. ولكن، مع انتشار العولمة، بتُّ أؤمن بأن الخطوط الصارمة بين الثقافات المختلفة قد أصبحت خطوطاً باهتة حقاً. لقد كانت ثقافة الإمارات العربية المتحدة، مبنيّة دوماً على رؤية أجدادنا التي دعمت مبدأ عمل المرأة على الدوام.
لو لم تكوني في «مصدر للاستثمار» أين ترين نفسك مهنياً؟
سؤال جيد، أنا أحب العمل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. وأنا من المتحمسات للأطعمة والمشروبات. فقد أرغب في الاستثمار في أحد المطاعم المحلية المفضلة لديّ، وأقضي بقية وقتي في العمل مع «مركز أبوظبي لاضطرابات اللغة والكلام».
ماذا عن اهتماماتك؟ سمعنا أنك تقومين ببعض الأعمال الخيرية؟ هل لك أن تخبرينا عن ذلك؟
هواياتي تشمل، أولاً العمل في «مركز أبوظبي لاضطرابات اللغة والكلام»، حيث يتركز عملي مع المركز خلال إجازتي الأسبوعية. علماً بأنني مسؤولة عن جمع وتخصيص الموارد المالية للمركز، ورفع مستوى الوعي فيه، من خلال البرامج المجتمعية. وثانياً أقوم بتمضية الوقت المتبقّي مع الأهل والأصدقاء، وثالثاً في الطهو أو تذوق مأكولات من مطابخ مختلفة.
ما الخبرات التي اكتسبتها أو الدروس التي تعلمتها في بيئة اقتصادية ومالية صعبة؟
الدرس الرئيسي الذي تعلمته، هو أن كل ظرف صعب ينطوي على فرصة جيدة. وحتى إذا لم تكن فرصة عمل، فهي فرصة للتعلم من بيئة الاقتصاد الكلّي التي أثرت فـي العالم بأسره. وأعتقد أن الظروف الآنية التي يمر بها الاقتصاد العالمي، تتيح الكثير من فرص التعلم واكتساب الخبرات، من خلال المشاركة في صفقات كبيرة، تتراوح بين إعادة هيكلة الشركات التي نستثمر فيها، واكتساب المعرفة في كيفية تأثير التطور في صناعة ما في قطاع الطاقة المتجددة عموماً. كما أن حقيقة أنني قادرة على التعلم من زملائي، الذين يعدون مستثمرين من الطراز الأول، هي فرصة لا مثيل لها.
هل يساعدك عملك في الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة؟
في البداية، كان من الصعب الحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة، لأنني كنت مدفوعة بشدة ومأخوذة بما تقوم به «مصدر». أما اليوم، فأعتقد أنني تحسنت كثيراً، بحيث آتي إلى العمل وأحتفظ بقدرٍ كافٍ من الوقت أسبوعياً من أجل أسرتي وأصدقائي، والمشروعات التي أعمل فيها.
مَن يدعمك في حياتك المهنية؟
أولاً وقبل كل شيء، تدعمني عائلتي في حياتي المهنية، فهم يتفهّمون عملي. لذلك، لا أسمعهم يتذمرون في الأيام التي أعود فيها إلى المنزل في وقت متأخر، أو حين أتلقّى مكالمات عمل أثناء قضاء الإجازة مع العائلة. إنهم يفهمون أن ذلك ما عليّ فعله، لكي أدفع بنفسي قُدماً وأصبح أفضل ما أستطيع أن أكون. وثانياً، أعتقد أن «مصدر» تدعمني في حياتي المهنية. فبنهجها الاستباقي من خلال التدريب في مكان العمل، والاضطلاع بالمسؤوليات منذ اليوم الأول، أعتقد أنها منحتني الثقة بما يكفي، لكي أقدّم رأياً موثوقاً ومتكاملاً.
للمزيد: