#ثقافة وفنون
سلطان العميمي 27 يونيو 2019
اندفع الشعراء في الإمارات نحو القصائد الغنائية اندفاعاً ملحوظاً منذ أواخر الستينات، وبرزت ظاهرة القصائد المغناة التي تحمل في مطلعها اسم المطرب الذي يخاطبه الشاعر، بعد أن كانت مطالع القصائد النبطية تحمل اسم الشاعر نفسه مثل: «يقول الفهيم الماجدي بن ظاهر».
ومن أشهر الشعراء الذين برزت عندهم ظاهرة مخاطبة اسم الفنان في مطالع قصائدهم، الشاعر سالم الجمري الذي شكل ثنائياً شهيراً مع الفنان المعتزل علي بالروغة، لذلك خاطبه في عدد غير قليل من قصائده، موضحاً تأثير صوته وألحانه في ذاته، ومن مثال ذلك قوله:
يا علي اعزف بصوت وغنِّ لي ونّس فوادي تراني مستهين
كود همّي من فوادي ينجلي أطرب لصوتــك وعـزفـك والحنيـن
يا علي لي من عودك رنّ لي قلبي تذكّر وهيّضت الكنين
بي وله بي حب خلٍ عدملي أدعج العينين وضّاح الجبين
وعندما دخلت الشاعرات الإماراتيات مجال كتابة الأغنية، خاطبت بعضهن الفنان أيضاً في مطالع قصائدهن، ولدينا من أشعار الشاعرة عوشة بنت خليفة السويدي «فتاة العرب» أنموذجاً لذلك حين قالت:
يا علي بارسل لك أشعاري وانت عودك صلّح وتوره
لقد أحدثت آلة العود تغييراً كبيراً ومهماً في مطالع القصائد النبطية في الإمارات، وفي بنائها، وصورها الشعرية، وهو ما يدل على قوة الأغنية وتأثيرها في الشعر وبنائه وطقوسه. فعلى سبيل المثال، بعد أن كان الشاعر النبطي يرسل مندوبه إلى محبوبته ليبلغها رسالته وشكواه ولواعج همومه، أصبح يرسل قصيدته عبر مندوبه إلى الفنان طالباً منه أن يغني قصيدته كي تصل الرسالة إلى محبوبته:
يقول الشاعر محمد بن ثاني بن زنيد السويدي:
يا رايح دبي انتظر هاك لعلي مني سلام
أنْوَج من أنفاح العطر نرجس وعود وورد شام
قل له يا بن روغه سهر صاحبك ليله ما ينام
مشغول قلبه في فكر مشروه ما يسمع ملام
إلى أن قال:
واعزف مقالي ع الو تر وأهديك شكري في الختام
وهكذا نجد أن أصوات المطربين وألحان أغانيهم أصبحت جزءاً من الحالة الوجدانية العاطفية التي يعيشها الشاعر.