#تنمية ذاتية
زهرة الخليج - الأردن اليوم
كما يهطل المطر، تنهال عليكِ الآراء أحياناً من كل اتجاه، من العائلة والأصدقاء، والزملاء، وحتى الغرباء على مواقع التواصل الاجتماعي. وبينما تحاولين أن تعيشي حياتكِ، تجدين نفسكِ محاصرةً بما يُفترض أن تكوني عليه، لا بما ترغبين فيه حقاً. وهنا، تبرز نظرية «دعهم»، وهي بسيطة في ظاهرها، لكنها ثورية في جوهرها، حيث تقوم على فكرة واحدة: «دعهم يقولون.. دعهم يظنون.. دعهم يحكمون.. فقط لا تدعهم يسيطرون».
-
كتاب «نظرية دَعهم»
فهل قرأتِ كتاب «نظرية دَعهم»، من تأليف ميل روبينز، الذي يعتمد على كلمتين صغيرتين، تساعدان على إدارة تفاعلنا مع الناس وحياتنا اليومية. إنها عبارة بسيطة جداً، ولها تأثير كبير.
كتاب «نظرية دَعهم»، الذي تم نشره في ديسمبر 2024، وحقق مبيعات تجاوزت الـ1.2 مليون نسخة في الشهر الأول، يتناول كيفية تحررنا من الأحكام والدراما وآراء الآخرين. إنه يتعامل مع مخاوف بسيطة، مثل: الفشل والتغيير وخيبة الأمل، ثم يقلبها رأساً على عقب.
إليكِ كيف تمتلكين القوة الحقيقية لـ«دَعهم»، وكيف تحررين نفسكِ من آراء الآخرين المحبطة، وكيف تتوجهين إلى الطاقة العاطفية للأشياء التي تهم فعلاً.
الناس سيفعلون ما يفعلونه:
كثيراً ما نضيع طاقة هائلة للتأثير في سلوك الآخرين، والقلق بشأن كيفية رؤيتهم لنا، أو الأمل في أنهم سيتصرفون بطريقة تناسبنا، لكن الحقيقة هي أن الناس سيفعلون ما يفعلونه، وكلما قبلنا ذلك بشكل أسرع، شعرنا بمزيد من السلام والتحكم في أنفسنا.
لا تمضي ساعات وأنت تفكرين في ما قد يعتقد الآخر بخصوص مظهركِ، أو طريقة تربيتكِ لأطفالكِ، ولا تتحققي من «إنستغرام» كل حين؛ لمعرفة من أحبّ منشوراتكِ، ومن لم يحبّها، ولا تبحثي عن التقدير عبر الإنترنت، أو خارجه. كذلك، لا تضيعي وقتك في التفكير في سبب عدم إعجاب الأشخاص الذين يراقبونكِ بما تفعلين. في الواقع، من التحرر، أن تدركي أنه ليست لديكِ أي سيطرة على آراء الآخرين عنكِ، فهذا يحرركِ لتكوني «نفسكِ الأصيلة».
-
تحرّري من آراء الآخرين.. بهذه النظرية!
ترتيب الأولويات:
تطبيق هذه النظرية لا يعني التمرد على الجميع أو التصرف بأنانية، بل يعني ببساطة أن نعيد ترتيب أولوياتنا، فنضع صحتنا النفسية، قيمنا، وقناعاتنا، في المقدمة. وعندما يقول أحدهم: «لماذا لا تتزوجين؟»، أو «هذا العمل لا يليق بكِ»، فبدلًا من محاولة تبرير نفسكِ أو تغيير مساركِ لإرضائهم، تذكري أن هذه هي حياتكِ، وليست مسرحاً عاماً لتصفيق الآخرين أو استهجانهم.
ابدئي بالتدرّب على اللامبالاة الواعية، ولا تردي فوراً على كل تعليق سلبي، ولا تُجهدي نفسكِ في تفسير اختياراتكِ، ولا تسمحي لكلمات الآخرين بأن تهز قناعتكِ، وتذكّري أن الكثير من الأحكام يصدر من منطلقات شخصية، لا علاقة لها بكِ مباشرةً، فهي تعكس مخاوفهم أو رؤيتهم المحدودة للعالم.
مارسي «نظرية دعهم» كل يوم، ولو بتصرف صغير، مثلاً، ارتدي ما تحبين، واختاري ما يُشعرك بالسلام، وقولي: «لا»؛ حين ترغبين بقولها فعلاً. ومع الوقت، ستجدين أن التحرر من عبء رضا الآخرين ليس تمرّداً، بل نوع عميق من التصالح مع الذات. وكما تقول روبينز: «من خلال السماح للآخرين بالعيش حياتهم، أخيرًا يمكنكِ أن تعيشي حياتكِ».