#مقالات رأي
د. نرمين نحمدالله اليوم
وهل أجمل من حكايتنا أنسج شالها؟! شالها الذي يناسب مقاس كتفيّ بالضبط فلا ينزلق من فوقهما أبداً.. وكأنك خلقت من نار تضيء ولا تحرق فلا يليق البرد أبداً بدفء حضورك!
كل الخيوط تتسابق كي تحظى بشرف النسج لكنني أختار منها واحداً فريداً.. هذا الذي رتقت به يوماً ثقباً في ثوب قلبي.. خيطٌ اسمه:(الثقة)!
لؤلؤة بيضاء كبيرة أثبّتها في صدر الشال، أهمس لها :(خذي بالك أنتِ الأجمل وسطهن).. تنعكس فوقها الشمس فتتراقص فوقها أطياف قوس قزح.. بماذا تذكرني؟! هل أسأل؟! بأول يوم ناديتك فيه ومن يومها لا تزال تردد: (لبيكِ).
لؤلؤة ذهبية أثبّتها في طرفه، أبتسم بفخر وأنا أدور بالخيط حولها مرة تلو مرة كي تثبت جيداً.. بريقها يبدو لي خارقاً فأضحك وأنا أتذكر.. هكذا بالضبط تكون لمعة عينينا عندما نلتقي.. لمعة لا يطفئها عتاب ولا يخدشها جدال!
بضع لؤلؤات سود أنثرها على شالي الحبيب.. أتردد ببعض المكر وأنا أتعمد ألا أثبتها جيداً.. سأضحك وأنا أراهنك أنها ستسقط، وسأكسب الرهان!.. بماذا تذكرني ؟!.. لعلك خمنت! بكل خصاماتنا القصيرة التي تبدأ بزفرة وتنتهي بعناق! وبينهما سيل قصير من زعَل! سيلٌ أسوأ ما فيه أن انعقاد الحاجبين لا يليق بسماحة وجهك.. وأجمل ما فيه أنه يروي حقولاً من دلالي.
يوماً ما سأحكي عنك طويلاً طويلاً وأنا أضم الشال حول كتفيّ.. يمر العمر فلا أكترث بريح ولا برد.. فقط أنظر للسماء فأتذكر يوم قلت لي: (شمسٌ أنتِ عاندت أفلاكها كي تسكن سمائي ولا تغيب).. فرددت وعيناي تحصيان اللؤلؤات على شالٍ لا يبلى أبداً: (بل نجمٌ وارته الغيوم آواه ليلك حتى أضاء)!