#صحة
زهرة الخليج - الأردن 3 أغسطس 2025
تقنية موثّقة علمياً، تُستخدم اليوم في أكبر مراكز الصحة النفسية حول العالم، تُعرف باسم «الحمّام الغابي»، وهي ببساطة فنّ الوجود في الطبيعة. 20 دقيقة فقط، يومياً، يمكنها أن تقلل مستويات الكورتيزول، وتُخفّض نبضات القلب، وتُحسّن مزاجكِ بشكل طبيعي.. فهل حان الوقت لإعادة الاتصال بما هو أعمق من الإشعارات.. جربي بنفسكِ؟
-
20 دقيقة في الهواء الطلق.. وصفة طبيعية لتهدئة جهازكِ العصبي
لماذا تحتاج أدمغتنا إلى الطبيعة؟
دماغكِ مبرمج بيولوجياً للبحث المستمر عن المعلومات، وكل إشعار أو تحديث على الهاتف يُطلق دفعة من الدوبامين (هرمون الشعور الجيد)، تماماً كما يفعل الطعام الغني بالسكر أو الدهون. لكن، كما أن تناول الطعام السريع يُرهق الجسم على المدى البعيد، فإن التشتت الرقمي يُنهك الجهاز العصبي. وفي المقابل، تُغذّي الطبيعة هذا النظام الحساس بلطف؛ فالألوان، والأصوات، والملمس، جميعها ترسل إشارات مهدئة إلى الدماغ، كما لو أنكِ تناولتِ وجبة غذائية متوازنة بعد يوم طويل من «الوجبات السريعة الرقمية».
العلم يدعم الطبيعة:
الهواء الطلق يحتوي على مركّبات عضوية، تُعرف باسم «فيتونسايدز»، وتطلقها النباتات لحماية نفسها. وعند استنشاقها، تعمل على تنشيط جهاز المناعة، وتحفيز آليات الإصلاح الذاتي في الجسم. لهذا، إن قضاء 20 دقيقة فقط في الطبيعة، يمكن أن:
- يُقلّل مستويات هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر).
- يُخفّض ضغط الدم، ومعدل نبض القلب.
- يُحفّز جهاز المناعة عبر زيادة الخلايا القاتلة الطبيعية.
- يُخفّف القلق، ويحسّن الحالة المزاجية.
-
20 دقيقة في الهواء الطلق.. وصفة طبيعية لتهدئة جهازكِ العصبي
روتين الـ20 دقيقة لإعادة ضبط الجهاز العصبي:
- الدقائق 1-5.. الانتقال والتهيئة: اختاري مكاناً طبيعياً؛ حديقةً، أو شارعاً مليئاً بالأشجار، أو حتى شرفتك. خذي ثلاثة أنفاس عميقة، وركزي على «الوصول» إلى اللحظة. أغلقي الهاتف، وأزيلي الساعة الذكية، أو أي أجهزة تتبع. ضعي نية «سأتواصل مع حواسي، وأفصل عن العالم الرقمي مؤقتاً». يمكنكِ الجلوس، أو التمدد، أو المشي ببطء.
- الدقائق 6-10.. انغمسي في الحواس: البصر: راقبي الألوان، والحركة، والظلال. السمع: استمعي إلى الرياح، أو زقزقة الطيور، أو خرير الماء. الشم: استنشقي عبق الأرض، أو الزهور. اللمس: اشعري بملمس الأشجار، أو العشب. الذوق: تنفسي بعمق، وراقبي طعم الهواء النقي في فمكِ. إذا بدأتِ في التفكير أو التشتت، فلاحظي ذلك بلطف، وعودي إلى إحساسك بالحواس.
- الدقائق 11-15.. تأمل في عنصر طبيعي: ركّزي على شيء واحد فقط: شجرة، أو غيمة، أو ماء جارٍ. واجعلي نظرتك ناعمة، ولا تركّزي بصراً حاداً. إذا ظهرت أفكار، فلا تحكمي عليها، فقط لاحظي، وعودي إلى تركيزك.
- الدقائق 16-20.. الامتنان والدمج: ضعي يدكِ على قلبكِ، وراقبي شعوركِ الآن. خذي ثلاثة أنفاس عميقة، وعبّري عن امتنانكِ لهذه اللحظة. وقولي لنفسكِ: «سأحمل هذا الهدوء معي لباقي يومي».
التكرار سرّ التغيير:
كما هي الحال مع التمارين الرياضية، فإن جلسة واحدة مفيدة، لكنها لا تُحدث تغييراً جذرياً. إن التزامكِ بممارسة هذا الروتين عدة مرات في الأسبوع، أو حتى يومياً، سيُحدث فرقاً حقيقياً في مقاومة التوتر، وتعزيز المناعة، وتحسين جودة النوم، وتقليل الإرهاق الذهني والعاطفي.
-
20 دقيقة في الهواء الطلق.. وصفة طبيعية لتهدئة جهازكِ العصبي
لا توجد غابة؟.. لا بأس:
إذا لم يكن لديكِ الوقت للذهاب إلى الطبيعة، فيمكنكِ القيام بما يلي:
- الجلوس قرب نافذة تطل على الأشجار.
- زراعة نباتات منزلية كبيرة الحجم.
- الاستماع إلى أصوات الطبيعة، مثل: المطر أو صوت الطيور.
- تناول الطعام في الحديقة، أو في مكان مفتوح.
- المشي لخمس دقائق صباحاً، قبل النظر إلى الهاتف.
- مقابل كل ساعة تقضينها أمام الشاشة، خصّصي خمس دقائق للطبيعة.