#تنمية ذاتية
سارة سمير اليوم
مع كثرة المشتتات والضغوطات، التي تظهر كل يوم، أصبحت فكرة العيش بتوازن بعيدة المنال، لكن لا يزال الكثيرون يطمحون للوصول إلى حالة يشعرون فيها بالتوازن والرضا والإنجاز أيضاً، لكن ما معنى أن تعيشي حياة منظمة بالفعل؟
الأمر يتجاوز مجرد غرفة مرتبة أو وظيفة ثابتة، بل يتعلق ببناء نمط حياة، وعقلية تدعم نموكِ وسعادتكِ وقدرتكِ على الصمود، ويتطلب أن تصبحي شخصاً يعيش حياة منظمة القصد والانضباط والوعي الذاتي.. لذلك إليكِ أهم العناصر الرئيسية، التي تسهم في عيش حياة تشعرين خلالها بالسيطرة والهدف والرضا.
-
كيف تكونين مُنَظَّمَةً في حياتكِ؟.. أمسكي بزمام أموركِ مع هذه الخطوات
خطوات الحصول على حياة منظمة وروتين مثالي:
1. تحديد أهداف وأولويات واضحة:
من أهم الخطوات الأساسية لحياة منظمة، وضع أهداف وأولويات واضحة. فبدون وجود رؤية واضحة، يسهل الشعور بالضياع أو التشتت، ويميل الأشخاص الذين يعيشون حياة منظمة إلى امتلاك رؤية لما يريدون تحقيقه، سواء كان ذلك متعلقاً بالوظيفة أو الصحة أو العلاقات أو النمو الشخصي، وليس بالضرورة أن تكون هذه الأهداف مُبالغاً فيها؛ فحتى الأهداف اليومية الصغيرة توفر حافزاً جيداً.
ولتحديد أهداف ذات معنى، ابدئي بالتفكير في قيمكِ الأساسية؛ وما الأهم بالنسبة لكِ، ثم قسمي طموحاتكِ إلى خطوات عملية، على سبيل المثال: إذا كان هدفكِ تحسين صحتكِ، فابدئي بالالتزام بالمشي لمدة 15 دقيقة يومياً، أو إضافة المزيد من الخضروات إلى وجباتكِ. يساعدك تحديد أولويات أهدافكِ على تركيز طاقتك على ما يهم، بدلاً من الانشغال بالمشتتات أو المساعي التافهة.
2. إتقان إدارة الوقت وتنظيمه:
من السمات المميزة للشخص الذي ينظم حياته بكفاءة الإدارة الفعالة للوقت. فالوقت هو المورد الوحيد الذي يمتلكه الجميع بالتساوي، ومع ذلك نشعر بأنه لا يكفي أبداً.
ولزيادة الإنتاجية وتقليل التوتر، يعد تنظيم وقتكِ أمراً بالغ الأهمية، حيث يمكن تحقيق ذلك من خلال أدوات، مثل: التقويمات والمخططات والتطبيقات الرقمية، التي تساعدكِ على تخطيط يومكِ أو أسبوعكِ أو حتى شهركِ.
ويعد وضع روتين يومي ضرورياً، لتوفير الاستقرار وتسهيل تكوين عادات جيدة، على سبيل المثال: بدء صباحكِ بوقت استيقاظ ثابت، وممارسة الرياضة، وتناول فطور صحي، تُضفي جواً إيجابياً على يومكِ، بالإضافة إلى ذلك فإن تعلم ترتيب أولويات المهام بناءً على الأهمية والإلحاح، سيساعدكِ في التركيز على ما يحتاج انتباهكِ.
3. العناية بالصحة البدنية والعقلية:
من الركائز الأساسية لتنظيم حياتكِ؛ الحفاظ على صحة بدنية وعقلية جيدة، فمن دون جسد وعقل سليمين، يصعب الأداء الجيد في مجالات الحياة الأخرى. وهذا يعني اتباع عادات، مثل: تناول وجبات متوازنة، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم.
كما أن الصحة النفسية لا تقل أهمية، حيث إن التوتر والقلق والإرهاق النفسي، تعيق تقدمكِ وتؤثر سلباً في جودة حياتك بشكل عام. وممارسة اليقظة الذهنية والتأمل أو ممارسة الهوايات؛ تساعد على إدارة التوتر. وعند الحاجة، يعد طلب الدعم المهني من معالج أو مستشار دليل قوة وخطوة مهمة نحو الشفاء والنمو.
4. بناء الاستقرار المالي:
تلعب المسؤولية المالية دوراً رئيسياً في شعوركِ بأن حياتك تحت السيطرة، حيث إن المخاوف المالية تسبب ضغوطاً كبيرة، ما يؤثر في صحتكِ النفسية والجسدية، ويعد تعلم وضع الميزانية والادخار والإنفاق بحكمة مهارات أساسية لتحقيق الاستقرار المالي على المدى الطويل، ويشمل ذلك: تتبع دخلكِ ونفقاتكِ، وتخصيص مدخرات لحالات الطوارئ، وتجنب الديون غير الضرورية.
وعادة يخطط الأشخاص، الذين يعيشون حياة مستقرة للمستقبل، من خلال الاستثمار أو الادخار للتقاعد، لكنهم يوازنون ذلك أيضاً بالاستمتاع بالحاضر، فالاستقرار المالي لا يعني الثراء؛ بل يعني التحكم الكافي في شؤونكِ المالية لتلبية احتياجاتكِ وأهدافكِ دون قلق دائم.
5. بناء علاقات هادفة:
البشر كائنات اجتماعية، ونوعية علاقاتنا تؤثر بشكل كبير في سعادتنا وشعورنا بالاستقرار. ويتطلب استقرار حياتكِ بناء علاقات هادفة مع العائلة والأصدقاء أو الشركاء العاطفيين، وتوفر العلاقات القوية الدعم العاطفي والتشجيع والشعور بالانتماء.
ويتطلب بناء علاقات صحية والحفاظ عليها التواصل الجيد والتعاطف والثقة، وهذا يعني تخصيص الوقت للآخرين، والوجود معهم، وإظهار التقدير، بالإضافة إلى ذلك، يتضمن وضع حدود للتعامل مع الأشخاص أو التأثيرات السلبية التي تستنزف طاقتك.
6. احتضان التعلم المستمر:
الحياة متقلبة ومهما خططت، ستظهر التحديات، فالشخص الذي يُحافظ على استقرار حياته يُدرك أهمية القدرة على التكيف والتعلم مدى الحياة، كما أن الانفتاح على التجارب الجديدة والآراء والمعرفة يُمكنكِ من النمو ومواجهة التغييرات بمرونة. الأخطاء والإخفاقات أمر لا مفر منه، لكن بدلاً من الشعور بالإحباط، استخدميها كفرص للتعلم، حيث إن تطوير عقلية النمو - الإيمان بإمكانية تطوير القدرات من خلال الجهد والمثابرة، يُمكنك من مواصلة التحسين والتطور، كما تساعدك هذه العقلية على البقاء فضولية واستباقية، بدلًا من الوقوع في فخ الخوف أو الرضا عن النفس.
-
كيف تكونين مُنَظَّمَةً في حياتكِ؟.. أمسكي بزمام أموركِ مع هذه الخطوات
7. تعزيز عقلية إيجابية ومرنة:
يرتبط استقرار حياتكِ ارتباطاً وثيقاً بعقليتك، لذا تنمية الإيجابية والامتنان والمرونة تساعدكِ على الحفاظ على الدافعية والتغلب على العقبات. وعندما تركزين على ما تشعرين بالامتنان له، يُغير ذلك نظرتكِ بعيداً عن السلبية والندرة. والمرونة ضرورية، أيضاً، للنجاح والسعادة على المدى الطويل، فهي تتضمن إدارة التوتر بفاعلية، والتمسك بالأمل، والبحث عن حلول، بدلاً من الانغماس في المشاكل.
ما العيش بتوازن ونظام؟
من المهم أن نفهم أن العيش بتوازن أمر نسبي. وبالنسبة للبعض، يعني الاستقرار المالي أو مسيرة مهنية ناجحة. وبالنسبة للآخرين، يعني التوازن العاطفي أو علاقات صحية. باختصار، يعني ذلك أنكِ تُديرين جوانب حياتكِ المختلفة بطريقة تتوافق مع قيمكِ وأهدافكِ، بدلًا من الشعور بالإرهاق أو الركود.
وليس الأمر يتعلق بالكمال أو عدم الوقوع في الأخطاء؛ بل يتعلق بتطوير عادات وعقليات، تمكنك من مواجهة التحديات بفاعلية والنمو من خلالها.