#علاجات تجميلية
تغريد محمود اليوم
مع التطور المذهل في تقنيات شد البشرة وتحفيز الكولاجين دون جراحة، برزت تقنيتان حديثتان، هما: «المايكرو كورينغ» (Micro-Coring)، و«الليزر كورينغ» (Laser-Coring)، وكلٌّ منهما تسعى إلى تحقيق نتيجة واحدة، هي بشرة مشدودة، أكثر شباباً ونضارة، لكن عبر آليات عمل مختلفة تماماً. فما الفرق الجوهري بين هاتين التقنيتين؟.. وما الحالات التي يناسبها كل نوع منهما؟.. وهل يمكن الجمع بينهما في خطة علاجية واحدة؟.. إليكِ التفاصيل.
«المايكرو كورينغ» إجراء غير جراحي، وتستخدم هذه التقنية إبراً مجوفة بالغة الصغر، تكون قادرة على اقتطاع نسيج الجلد نفسه بنسبة تصل إلى 8% من المساحة المعالجة، دون ترك ندوب أو علامات ظاهرة، ودون أي تدخل حراري، بعكس الليزر أو أجهزة الموجات الحرارية، ما يجعلها أكثر أماناً على البشرة الحساسة. وتحث هذه «الفتحات المجهرية» الجلد على الالتئام، ما يؤدي إلى تحفيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين، وشدّ الجلد، وتقليص مساحته السطحية، وتحسين ملمس البشرة ونعومتها. والجهاز الأشهر في هذا المجال هو «إيلاكور» (Ellacor)، المعتمد من هيئة الغذاء والدواء الأميركية.
وفي مطلع العام الحالي، تم إطلاق نظام «إيلاكور 2.0» بمزايا متطورة، تشمل: نظام تحكم ذكي بالعمق، يتيح للطبيب تعديل عمق الإبر بدقة عالية، حسب سماكة الجلد، ودرجة ترهله، وتقنية تبريد جديدة تقلل الألم والاحمرار، وتُسرّع التعافي بشكل واضح، ورؤوساً متعددة لمعالجة مناطق متنوعة مثل: الرقبة، وأعلى الركبتين، والذراعين وحتى اليدين، فضلاً عن ملاحة بصرية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تضمن توزيع العلاج بطريقة متوازنة وآمنة. والنتيجة؟.. جلسات أكثر دقة، ووقت تعافٍ أقصر، ونتائج تدوم لسنوات.
أما «الليزر كورينغ»؛ فتعتمد على استخدام شعاع ليزر دقيق جداً، يخترق الجلد بشكل عمودي؛ لإزالة أعمدة صغيرة من الأنسجة الجلدية، ما يؤدي إلى شد الجلد، وتحفيز تجدد الخلايا في عمق البشرة، وتقليل التجاعيد والندوب. ويستخدم، عادة، جهاز «UltraClear»، أو «UltraPulse»، في هذا النوع من العلاج، ويتم التحكم في درجة العمق وشدة الليزر بدقة عالية.
-
«الإبرة» و«الضوء».. ثورتان تجميليتان بتقنيتين مختلفتين
آلية العمل: إبرة أم ضوء؟
في حين تعمل «المايكرو كورينغ» على إزالة الجلد فعلياً، بواسطة إبر معدنية مجوفة، تخترق الطبقات السطحية والمتوسطة من الجلد دون حرق، تستخدم «الليزر كورينغ» طاقة ضوئية مكثفة، عادةً ليزر ثاني أكسيد الكربون؛ لإحداث قنوات دقيقة داخل الجلد عبر التبخير الحراري للأنسجة. والفرق الجوهري، هنا، هو أن «الليزر كورينغ» تدمج الإزالة الحرارية مع التحفيز الضوئي، بينما «المايكرو كورينغ» تُزيل الجلد ميكانيكياً من دون حرارة.
مدة العلاج.. والتعافي
«المايكرو كورينغ» تتطلب، عادة، من جلسة إلى ثلاث جلسات، وفترة تعافٍ بين 3 إلى 7 أيام، حسب الحالة. أما «الليزر كورينغ»؛ فتتطلب من جلسة إلى جلستين، لكنها قد تسبب احمراراً وتقشّراً لمدة تصل إلى 10 أيام، خاصة عند استخدام درجات أعلى من الليزر. وبالتالي، تكون «المايكرو كورينغ» أسرع في التعافي، بينما «الليزر كورينغ» قد تكون أقوى تأثيراً في ملمس البشرة العميق.
المناطق المستهدفة
«المايكرو كورينغ» يُفضل استخدامها على الثلث السفلي من الوجه، وحول الفم والفك، والعنق (في بعض الحالات). أما «الليزر كورينغ»، فتستخدم لشد كامل الوجه، والعنق، والجبين، وندوب حب الشباب. وتعد «الليزر كورينغ» أكثر شمولاً في تغطية الوجه بالكامل، في حين تُستخدم «المايكرو كورينغ» بدقة أكبر في مناطق محددة.
لون البشرة
«المايكرو كورينغ» آمنة نسبياً على البشرة الفاتحة إلى المتوسطة، وقد تُستخدم بحذر على البشرة الداكنة، عن طريق أنظمة، مثل «ألترا كلير». أما «الليزر كورينغ» فتتطلب تقييماً دقيقاً للبشرة، خاصة الداكنة، إذ إن الحرارة قد تسبب تصبغات، أو تحفيزاً غير مرغوب فيه للصبغة. لذلك، يُنصح بأداء «الليزر كورينغ» فقط لدى أطباء ذوي خبرة، وبأجهزة تتحكم في درجة العمق والحرارة بدقة.
النتائج المتوقعة
تُعد «المايكرو كورينغ» خياراً مثالياً لشدّ الجلد بشكل طبيعي، وتحسين الترهلات الخفيفة إلى المتوسطة، دون أن تبدو الملامح مشدودة بشكل مصطنع، مع فترة تعافٍ قصيرة نسبياً. أما «الليزر كورينغ»، فتتميز بتأثيرها القوي في الخطوط الدقيقة، والندوب، وتصحيح لون البشرة، لكنها تتطلب تحضيراً دقيقاً، خاصة للبشرة الحساسة. بشكل عام، تتفوّق «الليزر كورينغ» في التأثير الشامل على البشرة، بينما تُظهر «المايكرو كورينغ» تفوقاً في الشد الموضعي، وفاعليتها على المدى الطويل.
الجمع بين التقنيتين
في العام الحالي، أصبح الجمع بين «المايكرو كورينغ»، و«الليزر كورينغ» توجهاً رائجاً، حيث تستهدف الأولى الجلد بدقة ميكرونية (جزء من الألف من الملليمتر) لشده، وتعيد بناء البنية العميقة، ثم تتبعها «الليزر كورينغ»؛ لتحسين الملمس واللون، ما يحقق تجديداً شاملاً دون جراحة. ومع ذلك، يبقى القرار النهائي في يد الطبيب المختص، الذي يُقيّم نوع البشرة، وعمرها، وجودتها؛ لتحديد الأنسب لكل حالة بدقة، وأمان.