#مشاهير العالم
فتحية البلوشي 16 نوفمبر 2011
ما تعيشه المرأة الاماراتية اليوم من طفرة عظيمة في قطاع التعليم لم يأت بسهولة ولا كان متوقعا حتى، فإلى نهاية النصف الأول من القرن الماضي لم تكن هناك أي مدرسة مخصصة للإناث في الامارات، وحتى أن عدد الاناث المتعلمات كان قليلا جدا، وكان ذاك التعليم تعليما تقليديا يضمن حفظ القرأن ومعرفة الحروف الهجائية فقط.
بدايات خجولة
شهد عام 55-1956م افتتاح أول مدرسة للإناث ضمت (30) ثلاثين طالبة في فصل واحد ومعلمة واحدة، وكانت هذه البداية المتواضعة بوابة انفتاح المرأة الاماراتية علميا فقد تنامى إقبال القطاع النسائي على التعليم والالتحاق بفصول الدراسة إلى أن بلغ عدد المدارس الخاصة بالنساء في عام 69/1970 (26) ستاً وعشرين مدرسة .. حيث تضم 8564 طالبة ويتولى تعليمهن (430) أربعمائة وثلاثون معلمة .. بينما كان عدد الطلاب الذكور في نفس العام ( 13761 ) طالباً .
وبعد إعلان الدولة الاتحادية عام 1971 شهد قطاع التعليم اهتماما مركزا من قبل قادة الاتحاد، فتوالى إنشاء المدارس وتشييد تلك المخصصة منها للنساء، وازداد إقبال النساء على طلب العلم حتى أنه وللغرابة ازداد عددهن على عدد الطلاب الذكور.
التعليم العالي في الامارات
أما افتتاح جامعة الامارات العربية المتحدة 1977 وهي أول جامعة في الامارات، فقد مثل حلا رائعا للفتيات ليحصلن على التعليم العالي في الامارات عوضا عن الغربة والالتحاق بالبعثات الدراسية التي كانت تجازف بعض الفتيات لتحملها كي يحصلن على تعليم عال، وهو الأمر الذي تسبب بجعل حظ الفتيات في الدراسة الجامعية قليل فعليا.
عقب إنشاء هذه الجامعة، بدأت تتلاقى جهود كافة أنظمة الدولة ومؤسساتها، الساعية إلى إحداث التغير في المفاهيم والاتجاهات نحو التعليم وغاياته.
ويسرت جامعة الإمارات بوجودها سبل تحقيق طموحات المرأة، وتذللت بوجودها العقبات الاجتماعية التي كانت تحول بين المرأة وابتعاثها للخارج من أجل التعليم الجامعي .
كليات التقنية العليا
بعدها توالى إنشاء مؤسسات التعليم العالي التي تهتم بالمرأة وتقدم الخدمات المخصصة لها بما يتناسب مع التوجه المحافظ للمجتمع الاماراتي، فافتتحت كليات التقنية العليا التي أسهمت منذ إنشائها في شهر أكتوبر من العام 1988 بفعالية في إثراء حركة التنمية الاقتصادية والصناعية، وذلك لأن برامجها أعدت من واقع حاجات المجتمع ومؤسساته الصحية والمالية، والصناعية والإعلامية بشكل أساسي.. وقامت بدور أساسي في توفير الكوادر المؤهلة للأعمال الفنية والإدارية الوسطى، ودعمت من قدرات الدولة على مواكبة التقدم التقني والفني في العالم.
جامعة زايد
وشهد العام 1998 إنشاء جامعة جديدة هي جامعة زايد التي تقدم ستة برامج دراسية تخصصية هي الآداب والعلوم، وعلوم الإدارة والاتصال، والعلوم الإعلامية والتربية وعلوم الأسرة والمعلومات، كما تطرح برامج الماجستير في العديد من التخصصات.
مراكز علمية جديدة
وتتابعت المعاهد التعليمية المتخصصة في علوم البترول، أو التقنيات، أو التربية وغيرها من التخصصات التي مكنت المرأة من الازدهار التعليمي والتفوق في كافة المجالات العلمية والعملية، كما انتشرت فروع الجامعات الأجنبية والعربية الخاصة والحكومية في الدولة، وأنشأت أيضا الكثير من الجامعات الخاصة التي تقدم الكثير من التخصصات في مختلف المجالات المفيدة للحياة.