لاما عزت 10 نوفمبر 2010
انطلق "مهرجان دمشق السينمائي" هذا العام بدورته الـ 18 برعاية وزير الثقافة السوري رياض عصمت وسط موجة من الانتقادات شنّها عدد من السينمائيين في سوريا. وقد انطلقت صفارة الافتتاح الرسمي في صالة الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون. وقد بدأ عدد من الفنانين من سوريا والعالم التوافد إلى الدار، حيث مشوا على "الريد كاربت" قبل أن يدخلوا قاعة الاحتفال في الصرح الكبير وسط دمشق. هناك، شاهدوا لوحات سينمائية قدمتها فرقة "إنانا" السورية. بعدها، قال وزير الثقافة السوري كلمته مرحباً بضيوف سوريا، مؤكداً أنّ السينما الناجحة تتطلَّب قصصاً جميلة وأبعاداً درامية تأسر الألباب، وتتطلَّب تصوير شخصيات يتوحَّد معها المشاهد، وتدعمها عناصر المخيّلة الواسعة، والحرفية العالية. وكان مدير المؤسسة العامة للسينما ومدير المهرجان، محمد الأحمد، قال في كلمته إنّ وظيفة المهرجان ليست تسويق الأفلام التي تنتجها الدولة المنظمة، أو تشجيع الإنتاج السينمائي المحلي فقط. المهرجان ساحة مهمة لإعلاء قيم الخير والحب والجمال، وهو عيد وطني للمتعة الروحية والتواصل بين البشر.
كما رحّب الأحمد بالسينما التركية التي تحلُّ ضيفة شرف على مهرجان دمشق هذا العام. وفيما كان الأحمد يتلو ترحيبه بالسينمائيين الأتراك، كانت الشاشة في خلفية المسرح تعرض اللقطات التي تناقلتها وسائل الإعلام عندما اقتحم الإسرائيليون سفينة الحرية وقتلوا تسعة متطوعين أتراك من بين الكثير من المتطوعين الذين استشهدوا وهم يطالبون بفكِّ الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.
وبعد ذلك، قام رياض عصمت بتسليم مكرّمي المهرجان دروعاً تذكارية وهم من سوريا: سلوم حداد، مأمون البني، كاريس بشار، ديانا جبور، سلافة معمار، وصاحب سينما "الدنيا" في دمشق مأمون سري، بالإضافة إلى الأديبة غادة السمان التي اعتذرت عن عدم الحضور لأسباب صحية طارئة. ومن مصر كُرِّم الفنانون: حسن يوسف، وماجدة الصباحي التي قالت "أنا هنا منذ أيام الوحدة بين سوريا ومصر مع حبي وتقديري للشعبين السوري والمصري. دول همّ ولاد عم"، الأمر الذي أثار مشاعر كل من كان في قاعة الاحتفال.
كما كرَّم المهرجان المخرج التونسي ناصر الخمير، والمنتج الكويتي محمد السنعوسي الذي أنتج فيلم "الرسالة" للمخرج الراحل مصطفى العقاد. ومن إيطاليا، كرَّم المهرجان الممثلة آنا بونايتو، والممثل فابيو تيستي. ومن روسيا كُرِّم المخرج والمنتج السينمائي فلاديمير مينشوف، الذي يعدُّ أبرز الأسماء السينمائية التي تشارك في المهرجان. وكان مينشوف حصل على أوسكار أفضل فيلم أجنبي عن فيلمه "موسكو لا تؤمن بالدموع" الذي أنتج عام 1979 وقامت ببطولته زوجته الفنانة فيرا ألينتوفا. وكذلك، كرَّم المهرجان المخرج الجورجي أوتار بوسالياني، والممثلة التركية توركان شوراي التي قالت "هذا التكريم أجمل ما تمَّ تقديمه لي في حياتي".
وتمَّ استعراض لجان تحكيم المهرجان الثلاث وهي لجنة الأفلام الطويلة يرأسها الروسي فلاديمير مينشوف، وتتضمَّن في عضويتها الباحثة السينمائية الفرنسية نيكول غويمي، والكاتب الفرنسي جاك فيسي، والممثِّلة الرومانية آنا ماريا مارينكا والمخرجة الألمانية هيلما ساندرز برامز، والإيطالية آنا بونايوتو، والمخرجة المصرية ساندرا نشأت، والسينمائي التركي كيريم إيان وهو المدير الفني لمهرجان اسطنبول السينمائي، بالإضافة إلى الممثلة اللبنانية ورد الخال والتونسية مفيدة التلاتلي، والسينمائي الجزائري محمد بن قطاف، والمخرج السوري نجدت أنزور، والكاتب السوري محمود عبد الواحد.
أما لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، فيرأسها المخرج السوري ريمون بطرس، وتضمُّ في عضويتها الباحث والناقد البلجيكي أوليفييه جيكار، والفرنسية أليس كروبي، والدنماركية بيرنيلي سكايدرغاد والإيطالية مارتسيا تيديشي. أما لجنة الأفلام العربية، فيرأسها الممثل والمخرج أسعد فضة، وتضمُّ في عضويتها الممثلة نادين خوري والمخرج المصري منير راضي، والممثل اللبناني إحسان صادق، والممثلة المغربية نجاة الوافي والليبية زهرة مصباح.
وفي كواليس الافتتاح، انسحب عدد من الفنانين السوريين والعرب من قاعة الاحتفال الرئيسية لعدم توافر أماكنهم ومنهم الممثل قصي خولي، والممثلة المصرية غادة عادل، وزوجها المخرج مجدي الهواري، والممثل السوري سليم صبري وزوجته الممثلة ثناء دبسي، ورنا أبيض، والمصرية نيللي كريم. أما في قاعة الاحتفال، فقد وقف الفنان أسعد فضة على الدرج. وقد جلست نسرين طافش على كرسي خارجي قدمها لها أحد المنظمين. كما لوحظ وجود عدد كبير من الأطفال الذين حضروا الافتتاح الرسمي مع ذويهم، وهذا يعني أنَّ الجو كان عائلياً، وأنَّ كلَّ طفل حصل على بطاقة للحضور. في حين بقي عشرات الزملاء الصحافيين في الخارج لأنهم لم عجزوا عن الحصول على بطاقة.
المزيد على أنا زهرة: