فاطمة العامري: هدفنا نشر الثقافة الزوجية من أجل مجتمع إماراتي مستقر
#مشاهير العرب
لاما عزت 10 يونيو 2011
حوار: إشراقة النور
في هذا اللقاء، تحاور «زهرة الخليج» مديرة «مكتب الرؤية» في «الاتحاد النسائي العام» فاطمة العامري، التي تستعرض موضوع الدورات التدريبية والتأهيلية للمقبلِين على الزواج التي يُنظّمها المكتب.
من المعتاد أن يتعامل «مكتب الرؤية» في «الاتحاد النسائي العام» مع مشكلات ما بعد الزواج، ولكن فكرة تأهيل المقبلين على الزواج، تضيف بُعداً جديداً إلى اهتمامات هذا المكتب. وفي إطار البرنامج التأهيلي للمقبلين على الزواج والمتزوجين الجدد، الذي ينظمه «الاتحاد»، ممثَّلاً بمركز «مكتب الرؤية» وبالتعاون مع «جمعية النهضة النسائية» في دبي، نظم عدد من الأخصائيين وأصحاب الكفاءَة سلسلة من الدورات التدريبية بمشاركة 30 متدرباً ومتدربة من المقبلين على الزواج والمتزوجين الجدد، حيث يهدف البرنامج إلى إكساب المشاركين خبرة حول كيفيّة التعامل في حياتهم الزوجية المستقبلية، وتزويدهم بالمعلومات الأساسية لبناء حياة أسرية سعيدة ومستقرة. «زهرة الخليج» التقَت فاطمة العامري، مديرة «مكتب الرؤية» في «الاتحاد النسائي العام» لإلقاء مَزيد من الضوء على هذه الدورات وطبيعتها وأهدافها.
تعزيز
• من أين نَبَعت فكرة برنامج تأهيل المقبلين على الزواج؟
- جاءَت فكرة هذا البرنامج ضمن توجيهات «أُم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «رئيسة الاتحاد النسائي العام»، الرئيس الأعلى لـ«مؤسسة التنمية الأسرية»، رئيسة «المجلس الأعلى للأمومة والطفولة»، بدعم وتعزيز الأمن والأمان الأسري والزوجي في دولة الإمارات، والعمل على نشر الثقافة الزوجية بهدف استقرار المجتمع الإماراتي وتأكيد الهوية الوطنية، ومَـدّ جسور التعاون بين «الاتحاد النسائي العام» والمجتمع عموماً.
• ماذا بشأن الدواعي والأسباب التي تقف وراء تَبنِّي مثل هذا البرنامج، ببُعده التثقيفي والتوعَوي المعروف؟
- تؤكد الدراسات والإحصاءَات، أنّ ارتفاع نسبة الطلاق يأتي غالباً بسبب محدوديّة إلمام الأزواج بمهارات ومتطلبات الحياة الزوجية ونقص الوعي بالمسؤوليات والواجبات، وعدم الدراية الكافية بماهية العلاقات الزوجية. ويتضح من واقع التجربة أن أغلبية المقبلين على الزواج من الجنسين يجهلون كثيراً من مفاهيم الحياة الزوجية، سواء أكانت النفسية أم الصحية أم التربوية وغيرها. وقد رأينا أنّ دورات التأهيل للحياة الزوجية يمكن أن تُسهم في حل العديد من الإشكالات التي تحول دون تحقق الاستقرار الأسري واستدامة الحياة الزوجية من خلال توعية الشبان والفتيات بكل الجوانب المرتبطة لإقامة حياة زوجيه مستقرة ومثالية.
• هل يمكن أن نَطَّلع على بعض ملامح البرنامج ومُحدّداته العامة؟
- تَقرَّر تفعيل هذا البرنامج التدريبي لتوضيح مسؤوليات وواجبات الأزواج، كما يؤهلهم للإلمام بمهارات الزواج الناجح وأهمية الأسرة وتأثيرها في المجتمع، وتدريبهم على حل المشكلات والخلافات الزوجية بأساليب عملية. وبدوره، قام مكتب الرؤية بإعداد جدول لدورات البرنامج واختيار الأساتذة المحاضرين والمدربين من ذَوي الاختصاص، وإعداد قوائم المشاركين في البرنامج وفقاً للمعايير المعَدَّة لذلك، وتوفيرالخدمات اللازمة كافّة.
أهداف
• ما الأهداف المرجو تحقيقها من هذه الدورات؟
- تهدف الدورات إلى مساعدة هؤلاء الشباب على الإلمام بأهمية الأسرة وتأثيرها في حال المجتمع، فضلاً عن التعريف بأسس العلاقة الزوجية الناجحة. كما تعمل هذه الدورات على تدريب المنتسبين إليها على كيفيّة حل المشكلات الزوجية، والتغلب على الخلافات التي قد تهدد استقرار الأسرة، إضافة إلى اكتساب الأساليب والأدوات التي تمكّنهم من تحقيق إدارة فعالة للموارد المادية والجوانب الاقتصادية الخاصة بالأسرة، والتعرف إلى المسؤوليات والواجبات وحقوق الطرفين من النواحي، الشرعية والاجتماعية والاقتصادية، ثم الإلمام بأسس ومقومات التربية الحديثة للأبناء.
• من واقع تجربتكم وخبرتكم في «مكتب الرؤية»، ما طبيعة المشاكل التي تواجه المتزوجين حديثاً، وأهم أسبابها؟
- أولاً، عدم وعي المتزوجين بواجبات ومسؤوليات كل طرف تجاه الآخَر، كما أشرنا في البداية. أيضاً، ومن واقع الحالات التي ترد إلى «مكتب الرؤية»، يمكن القول، إن مشكلات قد تحدث بسبب تدخل الأهل في حياة الزوجين، ما يزيد من حدة الخلافات الأسرية. كما يلعب التعنّت وعدم التنازل أو تقديم تنازلات لمصلحة الأبناء دوراً كبيراً في تفاقم هذه الخلافات، إضافة إلى غياب دور المرشد أو النَّاصح، لاسيّما بالنسبة إلى المتزوجين حديثاً. وأحياناً تكون الأسباب التي تقف وراء الخلافات الزوجية مادية بَحْتَة، مع عدم تأهيل الأسرة الفتاة المقبلة على الزواج بأنه ليس مجرد فستان وحفل فقط، وإنما حياة شراكة ومسؤولية.
واقعية وشفافية
• ما المواصفات والمعايير التي وضعتموها في اعتباركم، لاستقطاب الشرائح المستهدَفة لهذه الدورات؟
- حرصنا على أن تكون هذه الدورات واقعية وشفافة وسلسة، إضافة إلى مراعاة تَنوّع موضوعاتها، وكذلك حرصنا على أن تكون مقبولة وسهلة التناول لدى الفئات المستهدفة، حيث تضمَّن الجدول المقترَح العديد من الموضوعات. كما يُشارك في تقديم هذه الدورات عدد من الأساتذة الاختصاصيين من ذَوي الخبرة والكفاءة، إضافة إلى تقديم الاستشارات بكل أنواعها للفئة المستهدَفة، خاصة الشباب المقبلين على الزواج» في فترة «عقد القِران» والمتزوجين حديثاً.
• هل يمكنك تقديم مزيد من التوضيح بشأن طبيعة ومحتوى هذه الدورات؟
- على سبيل المثال، تناولت أُولى دورات البرنامج «قواعد في السعادة الزوجية»، التي أشرف عليها الأستاذ عبدالعزيز الحمّادي، رئيس شعبة الحالات الأسرية في محاكم دبي. وتناول خلالها الأمور التي يجب مراعاتها قبل الزواج، مثل التعرف إلى الحقوق الزوجية، ومعرفة كل من الزوجين نفسية الآخَر، والقدرة على حل المشكلات التي قد تعترض الحياة الزوجية. بينما أقيمت الدورة الثانية بعنوان: «افْهَم نصفك الآخَر» وقدّمت فيها الدكتورة إيمان العماري، المدير التنفيذي لـ«مركز فن الاستشارات الأسرية»، طُرقاً عديدة للحفاظ على استقرار الحياة الزوجية، كما بَيّنت خلال الدورة أهداف الزواج، وطريقة تعامُل الشريكين مع بعضهما بعضاً، وأسلوبهما في فهم بعضهما بعضاً. أما الدورة الثالثة، فكانت تحت عنوان: «دبلوماسية لمشكلتك الزوجية»، قدّمتها الدكتورة فاطمة سعيد الكندي. وتتناول جميع الدورات الموضوعات المتعلقة بالحياة الزوجية والطُّرق الناجحة ليفهَم كل من الزوجين أحدهما الآخَر، وصولاً إلى حياة أسرية مستقرة.
وقاية
• باعتبار أن «مكتب الرؤية» هو الجهة التي ترعَى هذا البرنامج، تحت مظلّة «الاتحاد النسائي العام»، ما أهم أنشطته الموازية؟
- يُسهم مكتب الرؤية منذ تأسيسه في وقاية الأسرة المواطنة، من عوامل وأضرار التفكك والانهيار الأسري، من خلال مجموعة حيوية ومتنوعة من البرامج والأنشطة الاجتماعية الهادفة والمتجددة. وهو يعمل على تطوير المفاهيم المشتركة والقوانين الحياتية لنزع فتيل الخلافات المحتملة. كما يهدف إلى التعرّف إلى المسؤوليات والواجبات وحقوق الطرفين من النواحي، الشرعية والاجتماعية والاقتصادية، والإلمام بأسس ومقوّمات التربية الحديثة للأبناء، واستخدام المداخل العلمية، مثل الذكاء العاطفي في تطوير وتدعيم العلاقة الزوجية، إضافة إلى قيامه، بالتعاون مع دائرة القضاء، بتنفيذ قرارات المحكمة المتعلقة بالرؤية وتسلُّم المحضونين، والسماح برؤية الأطفال وتسليمهم لذويهم في جوٍّ أسري وودي يبعث إحساساً بالأمان، بدلاً من تسليمهم في مراكز الشرطة والحدائق العامة أو الأسواق، حيث تترك هذه الطريقة في التسليم لدى الأطفال وذَويهم أثراً سلبياً في النفوس.
خطط مستقبلية
• التغيير المجتَمَعي يحتاج إلى نَفَس طويل، حتى يصل إلى بَلْورة الوعي المجتمعي المنشود حول الزواج، فما هي الخطط المستقبلية التي يتبنّاها «مكتب الرؤية» في هذا السياق؟
- من خططنا المستقبلية، هناك سعي إلى تكثيف الدورات للمتزوجين والمقبلين على الزواج، إضافة إلى تنظيم دورات للمطلّقين. ذلك لأن الطلاق يؤدي إلى إحداث كثير من التغيرات في الأسرة، التي غالباً ما تؤثر سلباً في الحالة النفسية للوالدين، فتسبّب لهما أمراضاً «نفسجسميّة» مثل الإجهاد، القلق، الاكتئاب والقلق المادي، وعندها تصبح حالة الوالدين العاطفية والنفسية متدهورة، ما يحول دون تحقيق الوالدية الفعّالة. وهناك دورة تهدف إلى تأهيل المرأة المطلقة، وكذلك الرجل المطلق، من خلال إعادة تحقيق التوافُق والتوازن النفسي لديهما ودمجهما في المجتمع. كما تبحث الدورة أيضاً آثار الطلاق في الحياة العملية للرجل والمرأة، والحياة في المحيط الاجتماعي، إضافة إلى نشر الوعي بأشكال الإيذاء والعنف والاستغلال والإهمال والتمييز، التي يمكن أن يتعرض لها أبناء المطلقين.
للمزيد:
تأخر الزواج لدى الشباب والفتيات ..أسبابه وآثاره النفسية والاجتماعية
الزواج مفتاح السعادة