بشاير المطيري 10 يناير 2019
الأوبرالي الإيطالي أندريا بوتشيللي، عازف الكمان العالمي رينو كابوسون، الفنان اليوناني ياني كريسمالس، الموسيقار المصري عمر خيرت، السوبرانو اللبنانية ماجدة الرومي، كل هذه الأسماء الشهيرة وغيرها تصدح وسط جبال العلا في «شتاء طنطورة»، حيث تركت الحضارات الإنسانية، من المعينيين إلى الأنباط، تاريخاً من الثقافات والفنون، وتستأنفه السعودية اليوم، على أجمل ما يكون الحاضر، وهو يرنو إلى المستقبل، بثقة وزهو.
التضاريس التي شكّلت الجبال والسهول والمنحدرات، وآثار الأمم السالفة في جزيرة العرب، أصغت إلى الموسيقى والغناء، والعلا استعادت ميراثاً من أساطير المطر والزراعة والشتاء، وتحولت إلى مسرح كبير ومذهل، تحفه رموز الأغنية الحديثة في العالم، وليس هناك أجمل من أن ينحاز الناس إلى كل خيط يشدهم إلى الحياة، فلطالما كانت السعادة غاية الإنسان على هذه الأرض.
السعودية، وحتى التاسع من فبراير، تستقبل نجوم العالم، وتلفت الأنظار إلى موقعها الحضاري بين الشعوب. هنا كان أسلافنا الأنباط العرب يحفرون في الصخور في وادي القرى الخصيب، وقبلهم انتشرت أقوام وأمم حول مدائن صالح. وكل هذا الأثر العميق، الذي احتفت به «اليونسكو»، وأدرجته في قوائم التراث الإنساني، تقدمه السعودية اليوم إشعاعاً من نور الفن والحداثة في العلا، ودائماً كانت الموسيقى لغة واحدة، تزيل الحواجز، ويعشقها كل البشر.
ضوء
كما أمطرت ماجدة الرومي في «شتاء طنطورة»، ستعود أم كلثوم إلى وادي الحضارات هذا الشهر، وتغني عبر تقنية «الهولوغرام» ثلاثية الأبعاد، في «تصوير تجسيمي» يستعيد ذاكرة الطرب الأصيل، على إيقاع الاحتفال بمرور 120 عاماً على ميلاد كوكب الشرق.