#ثقافة وفنون
إشراقة النور 23 ابريل 2019
تتركز سيرة المكتبة الوطنية البريطانية البهية في كونها إحدى أعظم حاضنات الفكر والثقافة في العالم، وفي محتوياتها الثمينة من الكتب والمخطوطات، وتاريخها العريق، تمثل شعلة مضيئة تبدد ضباب مدينة لندن التي تضمها، وتهدي للدنيا نوراً وتنويراً منقطع النظير.
تتكون نواة المكتبة الوطنية الأصلية للمملكة المتحدة من المكتبة الهامة التي أُسست عام 1753. ويعتمد جوهر المجموعات التاريخية فيها على سلسلة من التبرعات من القرن الثامن عشر، والمعروفة باسم «مجموعات الأساس»، وتشمل هذه الكتب والمخطوطات الخاصة بالسير روبرت كوتون، والسير هانز سلون، والسير روبرت هارلي، إضافة إلى المكتبة الملكية القديمة التي تبرع بها الملك جورج الثالث.
مخزن
يعود تاريخ إنشاء المكتبة الحديثة في لندن إلى عام 1973، إذ كانت، قبل ذلك، قسماً من المتحف البريطاني، الذي وفر الجزء الأكبر من مقتنيات المكتبة الجديدة، ويتسع مقرها الحالي لسبعة ملايين قطعة مخزنة في حاويات، يمكن طلب أي منها بواسطة أجهزة روبوت تجلبها من مخزن ضخم يمتد على طول 262 كم. وفي عام 2009 افتتح فرع آخر للمكتبة لتخزين بعض المحتويات، وذلك في مقاطعة يوركشاير الغربية في عام 1997.
تصنف المكتبة البريطانية ضمن أكبر مكتبتين في العالم (الأخرى هي مكتبة الكونغرس في أميركا)، وأهم مراكز البحث المكتبية، تحتوي على 170 مليون عنصر ومخطوطة من كل بقاع العالم، يعود تاريخ بعضها إلى 2000 سنة قبل الميلاد، إضافة إلى العديد من الوثائق التاريخية، بمختلف اللغات والأشكال، سواء المطبوعة أو الرقمية، مثل: الكتب والرسومات والمجلات والجرائد والتسجيلات الصوتية والموسيقية والفيديوهات وبراءات الاختراع وقواعد البيانات والخرائط والطوابع والمطبوعات. وتتسلم المكتبة نسخاً من كل الكتب المنشورة في بريطانيا وإيرلندا سنوياً. وتلقى إقبالاً نوعياً إذ يزورها أكثر من مليون شخص في كل عام.
مخطوطات شرقية
تحتوي المكتبة البريطانية على مجموعة ضخمة من المخطوطات الشرقية تقارب الـ23500 مخطوطة، وتأتي المخطوطات العربية في مقدمة مقتنيات المكتبة، ويقدر عددها بـ10600 مخطوطة. تليها بالترتيب: الفارسية، العثمانية، التركية، الأوردية، السريانية، العبرية والبرديات المصرية. وهناك عشرات المخطوطات ببعض اللغات الشرقية الأخرى.
نوادر عربية
ومن النفائس التي تضمها المكتبة مخطوطات أدبية مثل: ديوان أبي تمام، وديوان المتنبي، وكتاب «الدرة المكللة في فتوح مكة المبجلة» لأبي الحسن البكري، كما توجد نسخة من كتاب «ألف ليلة وليلة»، ومخطوطات في علم العروض والبلاغة والنحو العربي والمعاجم، ومجموعات تضم عشرات العناوين للكتب الصغيرة والرسائل، كذلك يتضمن أرشيف المكتبة البريطانية، صوراً للحرم المكي وللخيام المحيطة به، تعود إلى عام 1907، خلال موسم الحج والعمرة.