أشرف العسال 20 مارس 2012
أكل مال اليتيم وأثره على العلاقات العائلية، ظاهرة يقع فيها البعض ويجتمع أفراد قصتها في أروقة المحاكم وهي من الحكايات التي تمر علينا كثيراً. فتعالوا لنسلط الضوء من خلال قصة اليوم لنعرف كيف نتعامل مع حقوق الأيتام ونطالب بها ؟
الأرمل سناء التي مات زوجها منذ عامين وترك لها ثلاثة أيتام، ولدين 7 سنوات و9 سنوات وبنت 10 سنوات، و كانت الوصاية لجدهم من أبيهم عليهم بعد موت زوجها، كان زوجها ميسور الحال، يتقاضى راتبا كبيراً، وعاش أولاده وزوجته في كنفه عيشة كريمة ولم يحرمهم من شئ، وأدخلهم أفضل المدارس وأرقى تعليم وكان الأب على حد قول الأرمل لا يتأخر أو يقصر في أي شئ يطلبه أولاده وزوجته، فسألتها : ما المشكلة إذن؟
قالت: بعد موت زوجي صرف لي راتب من المعاشات كأرمل وصرف لأولادها رواتب كذلك بمبالغ كبيرة لكنني فوجئت بأن الوصي (جد الأولاد) لا يسلمها رواتبهم بل اعتمد على راتبي أنا لأصرف عليهم وقال: هي ما محتاجة .
فسألتها : لماذا لم تطالبي طوال السنتين بحق أولادك ورواتبهم ؟
قالت : استحيت لأنه جد أولادي و قلت ربما ناسي ربما سيعطيهم لي دفعة واحدة، لكني الآن جئت أطاب لأني وجدت أن المصاريف زادت علي فأنا أنفق أكثر من 13000 درهم شهريا وما يحوله الوصي لحسابي هو 4000 فقط مع العلم إن مرتب الأيتام لا يقل عن 16000 درهم. المشكلة الثانية هي أن للمتوفى أسهم في عدة شركات و لاتعرف الأم شيئا عنها و نظرا لكبر سن الجد هو غير متابع لأي شئ و يخلط الحسابات مع بعضها.
تقول الأم : وأنا أحترق كل يوم على حقوق أبنائي التي لا تعرف عن تفاصيلها شيئا. ثم هي تحتاج رواتبهم كاملة لغلاء المعيشة ولكن الجد لا حياة لمن تنادي. وهي تريد تعويض ما صرفته من سنتين من مالها الخاص، وحتى مصاريف المحكمة الخاصة بإعلان الوراثة والوصاية خصمه الجد الوصي من حصة الأيتام فقط مع أن الأصل أن توزع المصاريف وتخصم من كل حسابات الورثة، وأن يرجع يعيش الأبناء نفس المستوى الذي عاشوا فيه مع والدهم. وتريد بيتاً مستقلاً عن أهل زوجها المتوفي لأنهم يؤذونها بلسانهم كثيراً.
و لما سئل الوصي ما سبب هذا التقشف وحرمان الأيتام من مال أبيهم ؟
قال : أنا أدخر لهم هذه المبالغ فسألناه عما ادخر فوجدنا أنه لا يعرف شيئا عن الحسابات و لا بعرف شيئا عن الأسهم .و مسكثر على الأرمل راتبها الذي شرعه الله لها ويريدها تصرفه عليهم دون أخذ راتبهم كاملا واتهمها بأنها تبذر رغم أنها لم تطلب منهم مصروفاً منذ عامين.
و بعد عرض المشكلة كانت خطوات الحل لها والتي مكنتها من حقوق أبنائها الأيتام كما يلي :
1- فتحت ملف بالتوجيه الأسري هي الطرف الأول و الوصي الطرف الثاني .
2- قمنا بالتفاهم مع الجد وإفهامه أن من حق الأم الاطلاع على حسابات الأيتام فقط لمجرد الاطمئنان فقال لا مانع لدي من عمل توكيل يعطيها الحق في الاطلاع .
3- تعهد الوصي بدفع رواتب الأيتام عن السنتين الماضيتين وتم تسليم المبلغ للأم .وتعهد بتسليمها كشف مفصل عن حسابات الأسهم وحسابات رواتبهم بالبنك بشكل شهري منتظم .
4- تعهد كذلك بتقسيم مصاريف المحكمة وتوزيعها على باقي الورثة .
5- تعهد كذلك بتوفير مسكن مستقل من مال المتوفى ليعيش الأيتام عيشة كريمة و تعهد بعدم تعرض الأهل للأرمل بالإهانة أو السب.
6- تعهد بسداد كافة المصاريف المدرسية.
7- تعهد كذلك نظرا لكبر سنه أن يصطحب الأم عند الذهاب للجهات الرسمية فيما يتعلق بحقوق الأيتام.
8- تعهد بتحويل رواتب الأيتام كاملة شهريا مع ادخار 25% منها لهم كما اتفق الطرفان و تراضيا.
وتم ابرام هذا الاتفاق بتوقيع الطرفين وحُلت مشكلتها مع الوصي و عاد حق اليتيم بعد سعي من والدتهم وسؤال و استشارة أصحاب الخبرة قال تعالى : ? وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى? يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ? وقال سبحانه :? فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ?