#تحقيقات وحوارات
إشراقة النور الثلاثاء 7 يوليو 2020 10:00
سائرة على خطى حلمها، تسللت المخرجة وكاتبة السيناريو الإماراتية أمل العقروبي من ردهات الوصفات الطبية والمصطلحات المعقدة، إلى عالم تؤسسه الصورة ومنطق الخيال. خلعت معطفها الأبيض، واتخذت موقعها خلف الكاميرا، حيث تنطلق اللغة من أكمام الحركة إلى مساحات الإبداع، فوضعت «مبضعها» الخلاق بلسماً وعافية على المشهد السينمائي المحلي، وفي هذا الحوار معها نقف على تجربتها اللافته والمميزة.
•هل أنت طبيبة ضلت طريقها إلى السينما أم سينمائية ضلت طريقها إلى الطب؟
ـ أحب صناعة السينما وكان هذا شغفي الأول منذ كنت صغيرة درست الطب للعلم، لكن بحكم وجودي في مجتمع شرقي تقليدي، يؤمن بأن تخصصات كالطب والهندسة وغيرهما تتقدم على دراسات الفن، وفيها تأمين أفضل للمستقبل اضطررت لتأجيل شغفي والتحقت بدراسة تحتاج إلى التلقين والحفظ وكنت أجيد ذلك. حصلت على بكالوريوس في الطب الحيوي وماجستير في علم الأعصاب من بريطانيا، تركت عالم الطب بعد أن عملت سنتين في أحد مستشفيات الدولة وفي عام 2012 بدأت عملي في مجال الأفلام السينمائية.
•هل عانيت تردداً عند تحولك من الطب إلى السينما؟
ـ لا، لأني أعرف ما أريده منذ صغري وكنت بالمدرسة أشارك في تمثيل المسرحيات، ربما كان من الضروري أن أتعلم وربما كان يجب أن أدرس علوم وصناعة السينما لذلك علمت نفسي من خلال دورات عديدة ودراسات حرة.
السينما المستقلة
• كيف كان التحول؟
ـ عندما عدت للوطن سنة 2009 بدأت ألاحظ بوادر انفتاح وتغيرات في الحركة الفنية شجعتني على إحياء حلمي القديم، فحصلت على دورة تدريبية في إحدى شركات الأفلام في أبوظبي، سافرت بعدها إلى مهرجان برلين السينمائي، وهناك تعرفت إلى مفردات كانت غائبة عني مثل السينما المستقلة، وبدأ التحول المعرفي لديّ وشرعت في الانخراط في هذا الطريق ووجدت فيه أصدقاء يشاركونني الشغف نفسه، مثل المخرج الإماراتي نواف الجناحي الذي ساعدني في إنجاز أول أفلامي.
• هل استطاعت دراستك للطب أن تصبغ أعمالك السينمائية؟
ـ لا لأن العلوم منطق بينما السينما ابتكار وأثناء دراستي الجامعية كنت أكتب التقارير العلمية بأسلوب مبتكر وليس حقائق علمية مباشرة وكثيراً ما نبهني أساتذتي لهذه الناحية.
•ما أهم النظريات الفنية التي تعتمد عليها لغتك السينمائية؟
ـ كل أفلامي تدور حول موضوع أو فكرة تتعلق بالمجتمع والقضايا الاجتماعية وكنموذج فيلمي (نصف إماراتي) و(أنشودة العقل). وفي أفلامي الروائية أحب التعمق في الشخصيات واكتشاف الصراع الداخلي. السينما تعتمد على التصوير والإضاءة والألوان والموسيقى لنعكس الانفعالات الداخلية للشخصيات.
•ما أهم محطات تجربتك في السينما الوثائقية؟
ـ أعتقد أن كل فيلم وثائقي قدمته كان محطة ووضح الكثير من القضايا التي تهم المجتمع، وفي سنة 2013 أسست شركة «العقروبي فيلمز للإنتاج» حيث أردت المزاوجة بين التمويل التقليدي والتمويل الجماعي، وأتمنى أن تشهد صناعة السينما الإماراتية مزيداً من الكوادر البشرية، إذ نحتاج في الإمارات إلى مزيد ممن يملكون تخصصات دقيقة في صناعة السينما».
فيلم رعب
• ما موقع المتلقي من أفكارك وأنت تضعين مسودة أعمالك الفنية؟
ـ أكتب مسودة الفيلم من أفكاري خاصة في أفلامي الروائية ومن ثم أشارك المتلقي وبالتالي المتلقي أو المشاهد قد يتفاعل مع فكرتي وفيلمي أولاً وحالياً أنا بصدد التحضير لفيلم رعب حول الجن ولا أستطيع أن أعرف كيف سيتلقى المشاهد الفيلم لكن أعتقد أن هناك كثيراً من الناس يحبون هذه النوعية من الأفلام.
• هل استطعت بالصورة خلق لغة بصرية عبرت عن مشروعك السينمائي الوثائقي؟
- هذا هو دوري كمخرجة في خلق اللغة البصرية التي تجذب المشاهد لفيلم وثائقي أو روائي.
• هل كان لأعمال سينمائية عالمية أو محلية تأثير في منجزك الإبداعي؟
أحب السينما وأتابع العالمية منها ولكني لا أتبع أي مدرسة سواء في الإخراج أو التصوير، لي طريقتي في الإخراج وفهمي لصناعة السينما وأتمنى أن تكون لي في المستقبل طريقتي المميزة في صناعة الأفلام.
• هل يجد مفهوم التجريب الفني سبيله إلى منتجاتك السينمائية الوثائقية؟
- أحاول أن أضيف لصناعة السينما بصمتي الخاصة لأكون مميزة وملهمة ومبتكرة.
• بين كل أنواع الفن اخترت فن السينما الوثائقية فكيف كان لك أن تترجمي ذاكرة الإنسانية بصرياً؟
- الفن هو الإبداع والتميز والتعبير عن النفس الإنسانية أنا أعبر عن نفسي بصرياً من خلال السينما الوثائقية أو الروائية.
• تجربتك في الكتابة والتأليف كيف تتكامل مع اهتماماتك المتنوعة وأعمالك؟
- أنا أحب أن أكون ما يسمى باللغة الإنجليزية ( اوتور) وهو المخرج الذي يعبر عن لغته السينمائية من خلال السيناريو حيث أتمنى أن أعرف من خلال أفلامي أن أنا كاتب السيناريو.
مسيرة دولة
• تستعد المخرجة أمل العقروبي لإطلاق فيلمها الوثائقي المقبل الذي يحكي عن تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، وتلتقي فيه أناساً من جنسيات مختلفة عاشوا على أرض الإمارات منذ عام 1950، وتعمل العقروبي منذ سنتين على تصوير لقاءات مع ضيوف الفيلم الذين تشكل رواياتهم شهادات حية عن مسيرة دولة الإمارات.
نصف إماراتي
• عرضت أفلام أمل العقروبي ضمن مسابقة «المهر الإماراتي في الدورة العاشرة لمهرجان دبي السينمائي. وحاز فيلمها الوثائقي القصير الأول «نصف إماراتي» أعلى مشاهدة في المهرجان، ويعالج قضية أبناء الإماراتيين من أمهات أجنبيات.كما ناقشت تحديات المصابين بالتوحد في فيلم بعنوان «أنشودة العقل»، ولها فيلم ثالث عنوانه «تحت العمامة».
•تعمل حالياً على كتابة أفلام للسينما المستقلة ولهوليوود.