سارة سمير 11 يوليو 2023
في العصر الحديث، أصبحت التكنولوجيا جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، ومع هذا الاعتماد على التكنولوجيا، حدثت زيادة في الجرائم الإلكترونية، ما دفع دولة الإمارات إلى اتخاذ التدابير الحاسمة، والسعي جاهدة للتصدي للجرائم الإلكترونية.
وتشمل الجرائم الإلكترونية في الإمارات، العديد من الأوجه، منها: الاحتيال عبر الإنترنت، والسرقة الإلكترونية، والابتزاز الإلكتروني، والتعامل غير المشروع في المعلومات الشخصية، والتهديد عبر الإنترنت، والتجسس على الأفراد والشركات، وغيرها، لذلك أصدرت الدولة حزماً عدة للتصدي للجرائم الإلكترونية، لحماية مواطنيها والمقيمين بها.
ما الجرائم الإلكترونية؟
تعتبر الجرائم الإلكترونية نشاطاً إجرامياً، يستهدف الأجهزة الإلكترونية، أو شبكة الاتصال من أجل إيقاع المستخدم، وعادة تقع الجرائم الإلكترونية على أيدي متخصصين ومخترقين، يحاولون كسب المال، أو ابتزاز الشخص بطرق مختلفة، وقد تكون الأسباب شخصية، أو سياسية، أو غيرها.
كل ذلك، يجعل الجرائم الإلكترونية تشكل تحدياً كبيراً للمجتمع، وتتطلب معالجة فعالة، ويجب على الجهات المختصة تحسين القوانين واللوائح المتعلقة بالجرائم الإلكترونية، وتوفير الدعم والحماية للأفراد والشركات، لمنع ومكافحة هذه الجرائم.
وتشمل الجرائم الإلكترونية: الاحتيال، والتجسس، والقرصنة، والتهديد، والابتزاز، والتزوير، والاحتيال الائتماني، والاحتيال الضريبي، والتزييف، وغيرها.
تأثير الجرائم الإلكترونية:
تعتبر الجرائم الإلكترونية من الظواهر الحديثة، التي تهدد المجتمعات في العصر الحديث، وتعد من أخطر الجرائم، التي يمكن أن تؤثر في الفرد والمجتمع بشكل سلبي، ومن أهم وأبرز تأثيراتها الاجتماعية ما يلي:
1. الاحتيال الإلكتروني:
يتمثل الاحتيال الإلكتروني في استخدام الإنترنت والبريد الإلكتروني ووسائل الاتصال الأخرى، للتلاعب بالضحايا، والحصول على المال، أو المعلومات الشخصية. ويؤثر الاحتيال الإلكتروني على الفرد والمجتمع بشكل كبير، حيث يتسبب في خسارة المال والوقت والشعور بالخيبة والضياع.
2. الهجمات الإلكترونية:
الهجمات الإلكترونية تتمثل في التسلل إلى أجهزة الكمبيوتر والشبكات والمواقع عبر الإنترنت، والتي يمكن استخدامها لتدمير البيانات أو سرقتها أو استخدامها في أنشطة غير قانونية، وتؤثر الهجمات الإلكترونية على الفرد والمجتمع بشكل كبير، حيث تتسبب في فقدان البيانات والمعلومات المهمة والخسائر المادية.
3. التجسس الإلكتروني:
يشمل التجسس الإلكتروني جمع المعلومات السرية والحساسة من أجهزة الكمبيوتر والشبكات والمواقع، واستخدامها لأغراض غير قانونية، ويؤثر التجسس الإلكتروني في الفرد والمجتمع بشكل كبير، حيث يتسبب في فقدان الخصوصية والسرية والثقة.
4. الإساءة الإلكترونية:
تحتوي الإساءة الإلكترونية على إرسال الرسائل الإلكترونية المسيئة، والمضايقة، والتشهير والتجسس على الآخرين، وتؤثر الإساءة الإلكترونية في الفرد والمجتمع بشكل كبير، حيث تتسبب في الضرر النفسي والاجتماعي للضحايا.
كيف تحمي الإمارات مواطنيها من الجرائم الإلكترونية؟
تشهد دولة الإمارات ارتفاعًا في استخدام التكنولوجيا والإنترنت، وهذا يعني زيادة خطر الجرائم الإلكترونية، لكن الحكومة الإماراتية تعمل - بجدية - على حماية مواطنيها من هذه الجرائم، وذلك عن طريق:
1. التشريعات القانونية:
تعتبر الإمارات من أكثر الدول تقدماً في تشريعاتها القانونية المتعلقة بالجرائم الإلكترونية، إذ أصدرت قوانين تحظر الاحتيال الإلكتروني، والتحريض على الكراهية عبر الإنترنت والتجسس الإلكتروني، والكثير من الجرائم الأخرى. وتعاقب على هذه الجرائم بالسجن والغرامات المالية.
ومن أبرز القوانين التي أصدرتها الإمارات قانون مكافحة الشائعات والجرائم الإلكترونية لسنة 2021، المرسوم بقانون اتحادي رقم (34) لسنة 2021 بشأن مكافحة الشائعات والجرائم الإلكترونية في 2 يناير 2022، ويحل هذا القانون محل القانون الاتحادي السابق، المرسوم بقانون اتحادي رقم 5 لسنة 2012، بشأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات.
ويهدف القانون إلى توفير إطار عمل قانوني شامل، لتعزيز حماية المجتمع من الجرائم الإلكترونية المرتكبة، من خلال شبكات وتقنيات الإنترنت، كما يسعى إلى حماية المواقع الإلكترونية، وقواعد البيانات الحكومية في دولة الإمارات، ومكافحة انتشار الشائعات والأخبار المزيفة، والاحتيال الإلكتروني، والحفاظ على الخصوصية والحقوق الشخصية، ويطبق قانون الجرائم والعقوبات على أي شخص ينشئ أو يستخدم موقعًا إلكترونيًا، أو أي وسيلة تقنية معلومات، لاختراق نظم المعلومات والبيانات الحكومية أو مهاجمتها أو العبث بها، أو نشر معلومات كاذبة، أو معلومات تضر بمصالح دولة الإمارات، وأمنها.
2. الحملات التوعوية:
تعمل الحكومة الإماراتية على توعية المواطنين والمقيمين بأهمية الحماية الإلكترونية، وتطلق حملات توعوية عبر وسائل الإعلام، والتواصل الاجتماعي، وورش العمل المختلفة، وتوفر العديد من المواد التعليمية والتدريبية، لتعليم الناس كيفية الحفاظ على خصوصيتهم، وتأمين حساباتهم الإلكترونية.
3. الاستثمار في التقنية:
تستثمر الحكومة الإماراتية في التقنية، لضمان الحماية الإلكترونية الفعالة، وقد تم تطوير نظام تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي، للكشف عن الأنشطة الاحتيالية والمشبوهة على الإنترنت، وتعمل الحكومة على تحديث وتطوير نظام الأمن السيبراني، لمكافحة الجرائم الإلكترونية.
كيف تحمي نفسك من الجرائم الإلكترونية؟
يعيش العالم، اليوم، في عصر الإنترنت والتقنية، ومع هذا التقدم الهائل يأتي التهديد من الجرائم الإلكترونية، إذ يتعرض الكثير من الأشخاص للتلاعب والاحتيال الإلكتروني، لذلك من الضروري اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أنفسنا من هذه الجرائم، ومن أبرز طرق الحماية من الجرائم والاحتيال الإلكتروني:
1. كلمات المرور الآمنة:
تعتبر كلمات المرور الآمنة الخط الأول في حماية حساباتك الإلكترونية. ويجب أن تختار كلمات مرور قوية ومعقدة، وتحتوي على أحرف كبيرة وصغيرة، وأرقام ورموز خاصة، كما يجب تغيير كلمات المرور بشكل دوري، وعدم استخدام نفس كلمة المرور لجميع الحسابات.
2. عدم الاستجابة للبريد الإلكتروني الاحتيالي:
لا بد أن تكون حذراً عند الرد على البريد الإلكتروني الوارد إلى صندوق البريد الخاص بك. فقد تتلقى رسائل تطلب منك النقر على رابط، أو تسجيل الدخول إلى حسابك، لا تقم بالنقر على أي روابط أو تسجيل الدخول إلى حسابك، ولا تحمل أي مرفقات إذا كنت لا تعرف المرسل.
3. تحديث البرامج والتطبيقات الخاصة بك:
يجب تحديث البرامج والتطبيقات الخاصة بك بشكل دوري، لأن التحديثات تحتوي على إصلاحات للثغرات الأمنية. وعند تثبيت التحديثات، ستتمكن من حماية نفسك من الهجمات الإلكترونية.
4. الحفاظ على معلوماتك الشخصية السرية:
ضرورة التحلي بالحذر عند إدخال معلوماتك الشخصية على الإنترنت، وعدم مشاركة هذه المعلومات مع أي شخص آخر. ولا تدخل معلوماتك الشخصية على مواقع غير موثوقة، ولا تشارك معلومات بطاقة الائتمان، أو أرقام حساباتك المصرفية مع أحد.