#سياحة وسفر
لاما عزت اليوم
منذ اللحظة الأولى التي تطأ فيها قدماك العاصمة الفرنسية، تستقبلك باريس بأزقتها المبللة بالرومانسية، وجسورها التي تعانق نهر السين، ومعالمها الشهيرة التي تحكي قصة حضارة فنية لا تنضب. في باريس، كل زاوية تختزن حكاية، وكل ركن يهمس بجمال متوارث عبر العصور. إنها وجهة لا تكتفي بجذب المسافرين، بل تسكنهم.
-
باريس.. حوار بين الجمال والتاريخ
بين الكلاسيكية والحداثة، وبين عبق التاريخ ونبض الإبداع، تستمر باريس في مفاجأتك، ولعلّ الإقامة في فندق ليس مجرد محطة للراحة، بل امتداد لهذه التجربة الحسية، هو ما يجعل فندق لو رويال مونسو – رافلز باريس الخيار الأمثل لمن يبحثون عن سحر الإقامة بقدر سحر المدينة.
عمارة تحاكي الشعر وديكور يروي الحكايات
على بُعد خطوات من قوس النصر وشارع الشانزليزيه الشهير، يفتح فندق لو رويال مونسو – رافلز باريس أبوابه لزواره كبوابة لعالم آخر من الرقي الفني والثقافي والراحة الفائقة. إنه أكثر من مجرد فندق فخم، بل تجربة معيشية متكاملة صاغها المصمم العالمي فيليب ستارك بحس شعري دقيق وذائقة بصرية جريئة.
الفندق، الذي أُعيد افتتاحه في عام 2010 بعد ترميم شامل، يجمع بين عراقة المكان – صُمم في الأصل عام 1928، على يد المهندس المعماري لويس دويون، بأسلوب كلاسيكي فخم يعكس أناقة الحقبة الذهبية لباريس – واللمسات المعاصرة التي تجعله ينبض بالحياة والحداثة. لا عجب أن يحمل تصنيف «Palace» وهو أعلى وسام شرف للفنادق الفاخرة في فرنسا.
-
باريس.. حوار بين الجمال والتاريخ
من لحظة دخولك عبر السقيفة الياقوتية إلى بهو الفندق المزين بقطع فنية فريدة وثريات استثنائية، تشعر كأنك تخطو داخل رواية بصرية، حيث يمتزج الفن المعاصر بذكريات الماضي. البهو، الذي يضم صالات صغيرة للقراءة وأعمالاً فنية أصلية، يقودك إلى درج تاريخي مزين بمرايا تعكس بريق الثريات وتستدعي أصداء الحفلات الباريسية في عشرينيات القرن الماضي.
أجنحة للنوم... وأخرى للأحلام
في كل غرفة وجناح من أصل 149 وحدة سكنية، تنسج تفاصيل باريسية خاصة، أسرّة فاخرة تشبه خشبة مسرح تحتضن الحلم، حمّامات مصمّمة كصالات عرض فنية، وخزائن تحاكي صالونات الهوت كوتور. كل تفصيلة تهمس بحياة مترفة لا تتحقق سوى في باريس، فالأجنحة تبدو كأنها صالونات أدبية أو أتيلييه لفنان، تزيّنها كتب فنية، وصور قديمة، وتفاصيل دقيقة تمنح كل زاوية شخصية فريدة.
أما الشقق الخاصة، التي تتمتع بمداخل آمنة ومستقلة وخدمة طاهٍ شخصي ومدرّب رياضي، فهي أشبه بقصور معاصرة موزعة على خمسة طوابق، خصّصت لمن يبحثون عن الخصوصية المطلقة دون التنازل عن خدمات الفنادق الخمس نجوم.
-
باريس.. حوار بين الجمال والتاريخ
فن وثقافة في كل زاوية
ما أن تطأ قدماك هذا العنوان الباريسي، حتى تبدأ الرحلة مع الفن: مكتبة فنية متخصصة بأكثر من 700 إصدار، معرض «آرت ديستريكت»، أكثر من 300 عمل فني موزع في الأجنحة والصالات، وكونسيرج فنيّ خاص ينظّم جولات ثقافية مخصّصة في باريس، بما في ذلك زيارات لمعارض باريس، وأتيليهات الفنانين، وحتى دروس موسيقية خاصة، إضافة إلى سينما خاصة «سينما كتارا» تعرض عروضاً حصرية في قاعة عرض بسعة 99 مقعداً مجهزة بأحدث تقنيات الصوت والصورة، تتيح للنزلاء مشاهدة عروض خاصة، عروض أولى، أو حتى تنظيم ندوات وحفلات موسيقية مصغرة.
واحة للعافية والرفاهية
وسط إيقاع العاصمة النابض، تنكشف واحة من الهدوء تمتد على مساحة 1500 متر مربع، «رافلز سبا آند ويلنس». مسبح بطول 23 متراً، علاجات متقدمة بالتعاون مع دور عالمية مثل 111SKIN، د. باربرا ستورم، و«نوانس باريس». وإلى جانب غرف التدليك الفاخرة، يضم السبا قاعة يوغا، استوديو بيلاتس، غرف لياقة مجهّزة، وحمام تقليدي فاخر.
-
باريس.. حوار بين الجمال والتاريخ
عنوان فريد في مدينة الأضواء
في قلب أجمل شواراع باريس، 37 Avenue Hoche، يتربع هذا المكان الاستثنائي بموقعه الهادئ والمشجّر، يوفّر نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف معالم العاصمة: الشانزليزيه، قوس النصر، برج إيفل، متحف اللوفر، وحدائق التويلري، كلها على بُعد خطوات. وعلى مقربة من من منتزه مونسو Parc Monceau، إحدى أجمل حدائق باريس وأكثرها شاعرية، والتي تحيطها تماثيل كلاسيكية وجسور صغيرة ونافورات تعود للقرن الثامن عشر، ما يجعلها المكان المثالي لنزهة صباحية هادئة قبل الانطلاق في مغامرة باريسية.
تجربة تسوّق راقية
حين تمشي في شوارع باريس، تشعر وكأنك تتنقل بين صفحات رواية بصرية، تروي كل زاوية منها حكاية أناقة. ابدأ يومك بجولة إلى ساحة «فاندوم»، حيث تتلألأ واجهات البوتيكات الراقية بمجوهرات تُشبه القطع الفنية، من توقيع أعرق الدور العالمية. ومن هناك، دع نوافذ «غاليري لافاييت» تبهر بصرك بعروض موسمية متقنة، تزاوج بين الموضة والفن.
وإن كنت من عشّاق الاكتشاف، فاتجه إلى حي «لو ماريه»، تلك المتاهة الساحرة من الأزقة المرصوفة بالحجر، والمحال الصغيرة التي تعرض تصاميم مستقلة بلمسة بوهيمية فنية. وفي «فوبورغ سانت أونوريه»، تنتظرك تجربة تسوّق مفعمة بالفخامة.
ولا تكتمل هذه التجربة دون لحظة تأمل عند جسر «ألكسندر الثالث»، حيث تنعكس قباب المدينة الذهبية على مياه «السين»، في مشهد يُشبه لوحة انطباعية حية. وإن رغبت برؤية باريس من منظور مختلف، فامضِ في نزهة مائية على متن قارب زجاجي يمر بك بجانب برج إيفل وكاتدرائية نوتردام، بينما تنساب الجسور التاريخية من فوقك كأنها قصائد حجرية معلقة في الهواء.
-
باريس.. حوار بين الجمال والتاريخ
حوار أبدي في قلب المدينة
من يزور باريس ولا يعبر بوابات «اللوفر»، كمن غادرها دون أن يصافح قلبها. خلف جدرانه العتيقة، تنبض آلاف السنين من الإبداع البشري، من ابتسامة «الموناليزا» الغامضة إلى تعابير تمثال «فينوس دي ميلو» المتجذرة في عبقرية الحضارات القديمة. وعلى مرمى خطوات من المتحف، ينساب نهر السين بهدوئه الأزلي، حيث تصطف أكشاك الكتب على ضفّته، وتفتح للعابرين أبواباً نحو الأدب والتاريخ. على الجانب الآخر، يقدّم متحف «أورسيه» تجربة بصرية لا تُنسى، إذ يحتضن بين جدرانه أعمال فان غوخ ومونيه وديغا، في مبنى كان محطة قطارات وتحول إلى ضريح للفن الانطباعي. في باريس، الفن ليس رفاهية، بل جزءاً من تكوين المدينة، يتنفس من جدرانها ويتكلم بلغتها، ويمنح زائرها لحظة استثنائية من الجمال الذي لا يُحدّ.
-
باريس.. حوار بين الجمال والتاريخ
ثقافة حيّة وعروض لا تُفوّت
باريس ليست فقط متاحف وأعمالاً فنية، بل مدينة تعيش الثقافة بكل أشكالها، من الأوبرا إلى عروض الشارع. وللباحثين عن تجربة ثقافية أصيلة، لا بد من زيارة دار أوبرا غارنييه (Palais Garnier)، التحفة المعمارية التي تعود للقرن التاسع عشر، حيث تستضيف أمسيات الباليه والأوبرا بأعلى مستويات الحرفية. أما إن كنت من محبي الموسيقى الكلاسيكية والمعاصرة، فقاعة فيلهارموني باريس (Philharmonie de Paris) الواقعة في «بارك دو لا فيليت» تقدّم برامج فنية متنوّعة، ويقصدها محبو الموسيقى من مختلف أنحاء العالم.
باريس أيضاً وجهة لعشّاق الكتب والفكر؛ فمكتبة «شكسبير أند كومباني» القابعة قرب نهر السين، ليست مجرد مكتبة بل ملتقى أدبي عالمي، ارتادها كتّاب كبار مثل إرنست همنغواي وجيمس جويس، وتستمر حتى اليوم في تنظيم أمسيات توقيع وقراءات شعرية وورش عمل فكرية.
منظور مختلف
سواء كنت تزور باريس للمرة الأولى أو العاشرة، فهنا، لا تعيش فقط كمسافر، بل كجزء من نسيج المدينة، وسط حوارات فنية، وعشاء مترف، وليالٍ تُحفر في الذاكرة. في باريس، تتكامل الفنون، الموضة، التاريخ والطهي في تناغم لا يُضاهى... تجربة تستحق أن تُعاش، وتُروى.