#تحقيقات وحوارات
ياسمين العطار اليوم 13:00
خلال مسيرتها العملية، تنقلت سعادة الدكتورة أمل عبد الله الهدابي بين مجالات العمل البرلماني، والبحث الاستراتيجي، والتمكين الاقتصادي؛ لتجمع خبرة متنوعة بصياغة السياسات، وتعزيز المبادرات الوطنية؛ فقد كانت أول امرأة تتولى منصب مستشار الرئيس بدرجة الأمين العام المساعد، وتتولى ملف العلاقات البرلمانية في المجلس الوطني الاتحادي، وقادت إعداد أول خطة استراتيجية برلمانية في تاريخ «المجلس». إلى جانب عملها على مشروعات بحثية وتنموية، تُعنى بالإنسان والتنمية المستدامة. كما ترأست مجلس سيدات الأعمال الأردني-الإماراتي؛ لتعزيز الشراكات الاقتصادية النسائية على مستوى إقليمي، مجسدةً نموذجاً بارزاً في القيادة النسائية، والعمل الوطني.. في هذا الحوار مع «زهرة الخليج»، نكشف معها أسرار النجاح، الذي ينبع من المعرفة، والقيم الوطنية، ونستعرض رؤاها التي تساهم في تعزيز العمل النسائي العربي:
ما أهمية المعرفة في صياغة السياسات العامة، خاصة بمجال تمكين المرأة؟
المعرفة حجر الأساس لصياغة سياسات فعالة ومستدامة، خاصة في قضايا تمكين المرأة. إن تنوع خبراتي بين قطاعات عدة منحني رؤية شاملة، تغذي صناعة القرار، برؤى علمية وتحليل دقيق للبيانات. وفي دولة الإمارات، يتسارع تطور دور المرأة؛ بفضل الدعم الكبير من القيادة الرشيدة، ورعاية واهتمام سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)؛ حتى أصبحت سياسات التمكين نموذجاً عالمياً، وهذا يتطلب بناء معرفياً وفكرياً قوياً للكوادر الوطنية؛ لضمان تقديم حلول استراتيجية، تلبي تطلعات المجتمع، وتدفع عجلة التنمية.
محطة ثرية
كيف انعكست تجربتكِ في المجلس الوطني الاتحادي على مسيرتك المهنية؟
تجربتي في «المجلس» كانت محطة ثرية؛ فالعمل البرلماني له خصوصيته، ويستدعي إلماماً عميقاً بجوانبه محلياً ودولياً. إن منصب مستشار الرئيس بدرجة الأمين العام المساعد، وتحمل ملف العلاقات البرلمانية، أتاح لي بناء شبكة واسعة من العلاقات مع برلمانيين عالميين، ورؤية الاحترام الكبير، الذي تحظى به الإمارات دولياً. ولاحظت تقدير المجتمع الدولي للمكانة التي بلغتها المرأة الإماراتية، خاصة خلال فترة شهدت نشاطاً بارزاً لبنات الإمارات في المجالَيْن: التشريعي، والدبلوماسي
-
أمل الهدابي: العمل الوطني شراكة بين المرأة والرجل
هل للمرأة بصمة خاصة في الدبلوماسية البرلمانية؟
لكل امرأة بصمتها الخاصة.. وفي الدبلوماسية البرلمانية، يظهر ذلك بوضوح؛ فالمرأة الإماراتية سجلت حضوراً لافتاً في هذا المجال، سواء عبر رئاسة المجلس الوطني الاتحادي، أو من خلال اللجان البرلمانية الإقليمية والدولية، أو بالتعاون مع برلمانات أخرى. هذه النجاحات تعكس تميز التجربة الإماراتية في تمكين المرأة، وكفاءة الكوادر النسائية في تمثيل الدولة بصورة مشرفة.
إلى أي مدى شكلت القيم الإماراتية إطاراً مرجعياً لعملك البرلماني، والمجتمعي؟
القيم الإماراتية هي الجذر، الذي انطلقت منه كل خطواتي؛ فقد نشأت في بيئة تزخر بمنظومة قيم راسخة، تشكل أساساً لحياتنا وتفكيرنا، وانعكاساً لهويتنا الوطنية. هذه القيم ليست مجرد موروث ثقافي، بل ركيزة نستند إليها في صياغة الحاضر والمستقبل، وضمان تناغم العمل مع ثوابت الدولة، ورؤيتها.
علاقات أخوية
ما أبرز أهداف مجلس سيدات الأعمال الأردني-الإماراتي؟
«المجلس» يقوم على أسس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ويركز على دعم المبادرات النسائية، وتبادل الخبرات، وتنفيذ مشاريع تزيد مساهمة المرأة في الاقتصاد الوطني. كما يسعى إلى فتح آفاق جديدة للتعاون الاستثماري النسائي وريادة الأعمال. ورغم تركيزنا على المرأة، إلا أن العمل الوطني يتطلب تكاتف النساء والرجال معاً؛ لتحقيق رؤى وأهداف التنمية الشاملة.
قدتِ مبادرات مجتمعية مهمة، تخص الطفل والمرأة والشباب؛ فما المعايير التي تضمن نجاحها، واستدامتها؟
نجاح أي مبادرة يبدأ من ارتباطها الحقيقي باحتياجات المواطن، وتحويله من مستفيد إلى شريك فاعل. ومن دون مشاركة المجتمع، تبقى المبادرات محدودة الأثر، وقصيرة العمر؛ لذلك نحرص على قراءة أولويات الناس بصورة دقيقة، وصياغة مشاريع تعكسها.
بصفتك باحثة ومفكرة في الشؤون الإقليمية والخليجية.. كيف ترين دور المرأة في مراكز الدراسات والبحوث؟
المرأة الإماراتية في مجال البحث، اليوم، تتمتع بحضور قوي، ومنافسة عالية، وهذا مؤشر إلى تطور المشهد الفكري الوطني. فالباحثة ترفد صناعة القرار بتحليلات ورؤى استراتيجية، وحضورها في مراكز الدراسات ركن أساسي في إثراء المعرفة، وتعزيز مكانة الإمارات مركزاً إقليمياً للبحث والتخطيط الاستراتيجي.
بعد مسيرة حافلة بالإنجازات.. ما المشروع الذي تتطلعين إلى إنجازه مستقبلاً؟
في دولة الإمارات، تعلمنا من قيادتنا الرشيدة أن الطموح لا سقف له، وأن الفرص دائماً متجددة. أحلامي ليست مؤجلة؛ لأن بيئتنا تمنحنا مساحة واسعة لتحقيقها دون عوائق؛ فأتطلع إلى تنفيذ مشاريع نوعية، تسهم في تعزيز مكانة وطني التنافسية إقليمياً ودولياً، وتترك أثراً مستداماً في مسيرة التنمية الإماراتية.