#أخبار الموضة
سارة سمير اليوم
شهد اليوم الثاني من أسبوع الأزياء في الرياض 2025 سلسلة من العروض المميزة والغنية بالتفاصيل، لأبرز مصممي الأزياء السعوديين والدوليين. فقد قدَّمت ست علامات تجارية رائدة في عالم الموضة أزياء تنبض بالحياة وعروضاً ممتعة، جذبت أنظار عشاق الموضة والنقاد على حدٍ سواء.
فيما يلي أبرز ما جاء في عروض أزياء اليوم الثاني من أسبوع الأزياء في الرياض:
AM*N: مجموعة غنية بالإحساس وبداية حقبة إبداعية جديدة
في لحظة تحمل بين طياتها انطلاقة جديدة، أعلنت علامة AM*N عن تعيين فالنتينا نيرفي مديرة إبداعية للدار، قبل يوم واحد فقط من العرض. تعكس هذه الخطوة توجه العلامة نحو فصل جديد من الابتكار، وإعادة صياغة ملامح الأنوثة المعاصرة بأسلوبها الخاص.
جاءت مجموعة صيف 2026 بعنوان "Lunatica" لتكون أولى ثمار هذا التوجه، حيث اتخذت من القمر وأطواره رمزاً بصرياً وجمالياً يجمع قطع التشكيلة. وقد استقطب العرض انتباه النخبة، بحضور الأميرة نورة بنت فيصل وعدد من أبرز الأسماء في عالم الموضة، مثل فاطمة العوضي، وسط أجواء نابضة بالحركة تداخل فيها الواقع بالخيال.
تنوَّعت القصَّات بين الانسيابية والهيكلية؛ فجاءت الفساتين محاكة بتقنيات "الدرابيه" الأنثوية التي أضفت طابعاً شاعرياً على الأقمشة المتدفقة. في المقابل، برز الجمبسوت المصمم من الساتان الفاخر والمزين بكريستالات دقيقة كقطعة رئيسية تُجسد التلاعب بالضوء والظل، تماماً كأطوار القمر. ومن التفاصيل اللافتة أيضاً، التنانير الملفوفة (Wrapped Skirts) والقصات غير المتجانسة التي كسرت التماثل التقليدي على مستوى الكتفين وأطراف القطع، مما أضاف بُعداً درامياً للعرض. أما لوحة الألوان، فقد انسابت بين الظلال الناعمة والدافئة، مع حضور قوي للأقمشة الحريرية التي عززت الإحساس بالرقة والترف.
View this post on Instagram
Rebirth: إبداع بلا حدود يعكس ملامح الأنوثة العملية
في عرض يجسد ملامح الأنوثة المعاصرة بلغة تصميمية أنيقة وعملية، أزاحت علامة Rebirth الستار عن مجموعتها الجديدة للأزياء الجاهزة، ضمن فعاليات اليوم الثاني من أسبوع الأزياء في الرياض. المجموعة حملت توقيع امرأة لا تبحث عن الأناقة فحسب، بل تسعى للراحة، وتراهن على التفاصيل الذكية التي تمنحها حضوراً لافتاً دون تكلّف أو مبالغة.
من اللحظة الأولى، بدا واضحاً أن الشراشيب (Fringes) لم تكن مجرد عنصر تزييني في عرض Rebirth، بل كانت محوراً بصرياً أساسياً. فقد امتدت بنعومة على فساتين من الساتان الناعم، وتدلَّت بانسيابية رشيقة من حواف البدلات الرسمية، لتخلق حركة فنية تنبض بالحياة مع كل خطوة، مُعلنة بذلك رمزاً للتحرر من القيود التقليدية.
ما ميَّز مجموعة Rebirth هو تحقيق معادلة طالما بدت صعبة: الراحة دون التفريط في الأناقة. قدمت الدار فساتين بخامات حريرية تنساب كالماء، وسراويل واسعة بتصاميم تحتفي بالحركة والانطلاق، إلى جانب سترات علوية (بلايز) من الساتان الرقيق تزيّنها سلاسل طويلة تُضيف لمسة من البريق الهادئ. لم تكن التصاميم ترفاً بصرياً وحسب، بل حلاً عملياً يعكس واقع المرأة الحديثة التي تحتاج إلى ملابس ترافقها بثقة من المكتب إلى مناسبات السهرة.
View this post on Instagram
Leem: قوة التفاصيل الهادئة والاحتفاء بالهوية المعاصرة
وسط منصة تغمرها الأضواء، قدّمت علامة Leem عرضها بأسلوب لا يكتفي بالاحتفاء بالتراث، بل يعيد ابتكاره. حملت المجموعة الجديدة ملامح المرأة السعودية المعاصرة: أنيقة، رصينة، ومتصالحة مع هويتها. ما ميَّز إطلالات Leem أنها لم تلجأ إلى المبالغة، بل اعتمدت على قوة التفاصيل الهادئة، أما الأقمشة الناعمة كالساتان الحريري والأورغانزا فانساَبت كأنها تهمس على الجسد، بينما توزعت القصّات ببساطة محسوبة، لتمنح المرأة حضوراً واثقاً دون أن تتخلى عن خصوصيتها.
الاحتشام هنا لم يكن مجرد التزام شكلي، بل كان فلسفة تصميم، حيث جاءت التصاميم مفعمة بالحيوية عبر قصات مستقيمة، وأكتاف ناعمة، وانسدال أنيق. كلّها عناصر تروي قصة امرأة تواكب الزمن، لكنها لا تذوب فيه. وحتى في أكثر القطع حداثة، كانت العباية السعودية حاضرة بظلها وخطوطها وروحها، ولكن عبر تصاميم تتسع لذوق عالمي.
View this post on Instagram
وعد العقيلي: "يامال" بنبض البحر وذاكرة الغوص
في ثاني أيام أسبوع الأزياء في الرياض، اختارت المصممة السعودية وعد العقيلي أن تأخذنا إلى عمق البحر، لا بصفتنا مشاهدين، بل كغواصين في ذاكرة الخليج وصوته الأزلي. عرضها الجديد لموسم صيف 2026، والذي حمل عنوان "يامال"، كان رحلة حسية استحضرت فيها العقيلي البحر كمصدر إلهام وحنين، ممزوجاً بتراث الغواصين السعوديين وندائهم العريق في ملاحقة اللؤلؤ عند الفجر.
تصاميم المجموعة جاءت كقصيدة بصرية، حيث تمايلت الفساتين المصنوعة من درجات الباستيل الهادئة كالـ "الأزرق الضبابي" والـ "الزهري الخفيف" والدرجات اللؤلؤية اللامعة على المنصة بخفة تشبه نسيم البحر عند الشروق. وتضمنت تفاصيل دقيقة زيّنت كل قطعة، من التطريزات التموجية التي استلهمت حركة المد والجزر، وخيوط تعكس شكل الصدفة، وانحناءات تتبع انسيابية حبة اللؤلؤ المثالية داخل المحار. وفي خلفية العرض، طغت حالة من الهدوء والتأمل، وكأن كل قطعة تنبع من لحظة صمت تأملية أمام سطح البحر حين ينعكس عليه الضوء.
View this post on Instagram
أشواق المرشد: فخامة التراث بعيون المستقبل
وقفت منصة عرض اليوم الثاني شاهدة على لحظة تصميمية ذات خصوصية سعودية خالصة، حملتها المصممة أشواق المرشد تحت عنوان "Authenticity" أي "الأصالة"، لتقدم من خلالها مجموعة تحاكي روح المكان وزمنه، حيث تتقاطع جذور الماضي مع نبض الحاضر في كل تفصيل. سردت المجموعة عبر كل قطعة حكاية عن السعودية، بطابع معاصر ينبض بالتطور. ومزجت التصاميم ببراعة بين البساطة المتقنة وبين التطريز الحرفي اليدوي المستمد من تقاليد متوارثة، مما منح القطع قيمة فنية وتاريخية في آن واحد.
اللحظة التي أسرت الأنظار كانت عند ظهور فستان الزفاف، الذي بدا كأنه خرج من صفحات حكاية أسطورية، بتنورة ساتان واسعة ومنفوشة مزخرفة بزخارف نباتية بارزة تفيض فخامة، تعانقها طرحة شفافة طويلة مطرزة بأغصان وأوراق شجر بخيوط دقيقة، أضفت لمسة من الغموض والرهبة وجعلت العروس تمشي وكأنها ظل أنيق لطبيعة ساحرة تنبض بالحياة.
View this post on Instagram
أباديا (Abadia): غوص في العمق وشجاعة هادئة
وصف هذه المجموعة بأنها "قفزة نحو المجهول" لم يكن عَبثياً؛ إذ بدت كل قطعة وكأنها تحكي لحظة مواجهة، ولحظة قرار جريء بالتحول. وبعيداً عن البهرجة أو التكلف، اختارت أباديا التعبير بلغة القصّات الواثقة والخامات الهادئة، لتجسد "الشجاعة الهادئة" كما وصفتها العلامة. بدا أن كل قطعة صُممت لتكون صادقة مع جسد المرأة وروحها في آن، وكأنها درع داخلي يحمي، لا عباءة خارجية تخفي. عُرفت أباديا على الدوام بقدرتها على الموازنة بين التراث الثقافي المحلي والابتكار المعاصر، وتجلى هذا التوازن بوضوح في هذه المجموعة؛ فمن خلال الخطوط النقية والأقمشة المدروسة والألوان الهادئة، أعادت تقديم الإرث السعودي برؤية تنتمي بوضوح إلى عالم سريع، لكنه لا يزال يحتاج إلى لحظات تأمل.
View this post on Instagram