كيت بلانشيت.. من «كومبارس» مع أحمد زكي إلى «نجمة هوليوودية»
#مشاهير العالم
زهرة الخليج - الأردن اليوم
قاد الخط الدراسي للنجمة الأسترالية كيت بلانشيت، عام 1990، إلى القاهرة، حيث التحقت بجامعة القاهرة؛ لدراسة التاريخ والاقتصاد، إذ كانت مهتمة بهذا الجانب الأكاديمي. لكن من دون تخطيط مسبق، أصبحت، لاحقاً، واحدة من أبرز نجمات السينما العالمية، وحاصلة على عدة جوائز «أوسكار»، فضلاً عن مشاريعها الإنسانية المتعددة في دول مختلفة من العالم، التي جعلت منها أيقونة تحتذى.. ولكل ما سبق، كُرِّمت بلانشيت في «مهرجان الجونة السينمائي الدولي»، بدورته الثامنة لعام 2025، بجائزة «بطلة الإنسانية».
بدأت حكاية كيت بلانشيت مع السينما من القاهرة، حيث عرض عليها المخرج خيري بشارة المشاركة في مشاهد محدودة من فيلمه الشهير «كابوريا»، بدور فتاة أجنبية شقراء، تظهر في هذه المشاهد، ضمن فيلم شهد نجومية أحمد زكي ورغدة وحسين الإمام. ويبدو أن هذه المشاركة البسيطة فتحت أمامها نافذة تطل منها على العالم. فبعد مغادرتها القاهرة، ظهرت النجمة العالمية، عام 2001، في أول أعمالها الفنية «إليزيا»، وبفضل موهبتها العالية، وقدرتها على تقمّص الشخصيات؛ أصبحت واحدة من أكثر الممثلات احتراماً وتقديراً في هوليوود. إذ أدّت دور «الجنية غالادرييل» في سلسلة أفلام «سيد الخواتم»، قبل أن تكتسح شاشات السينما العالمية عام 2006، بفيلم «بابل»، الذي شاركت في بطولته أمام النجم براد بيت.
-
كيت بلانشيت.. من «كومبارس» مع أحمد زكي إلى «نجمة هوليوودية»
جوائز.. وإنجازات.. وإنسانية:
نالت كيت بلانشيت، خلال مشوارها الفني، مجموعة من الجوائز المرموقة، من أبرزها: جائزة «الأوسكار» لأفضل ممثلة مساعدة، عن دورها في فيلم The Aviator«(2004)»، وجائزة «غولدن غلوب» لأفضل ممثلة في فيلم درامي عن دورها في Blue Jasmine«(2013)».
النجمة العالمية، المتزوجة من المخرج أندرو أبتون، والأم لثلاثة أبناء، هم: «دَشِل، ورومان، وإغناتيوس»، لم تلهها النجومية عن القيام بجولات إنسانية عدة، هدفها مساعدة اللاجئين، لإيمانها المطلق بحقهم في الحياة. ولهذا السبب، كُرِّمت مجدداً بجائزة «بطلة الإنسانية»، ضمن فعاليات «مهرجان الجونة السينمائي»، وقالت لدى تسلّمها الجائزة: «غالباً ما يُعرَّف اللاجئون بما فقدوه، وليس بما هم عليه. لكن أينما سافرت مع مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، التقيت بأفراد استثنائيين، يسعون إلى إعادة البناء والانتماء. هذه الجائزة تذكير بمدى ما يجب علينا فعله بَعْدُ.. هذا ليس وقت اللامبالاة».
وخلال وجودها في المهرجان، شهدت كيت بلانشيت توقيع مذكرة تفاهم ثلاثية بين «مهرجان الجونة السينمائي»، ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين؛ لتعزيز التعاون في دعم قضايا اللاجئين عبر منصات المهرجان.
وأكد هذا التوقيع مكانة الجونة كمنصة تجمع بين الثقافة والإنسانية، وتعمل على إحداث تأثير واقعي طويل الأمد، خاصة أن النجمة العالمية معروفة بزياراتها الإنسانية إلى مناطق اللاجئين في دول مختلفة، منها: أفريقيا الوسطى، والأردن، ولبنان، وبنغلاديش، وجنوب السودان، وأوغندا.
الفن والبيئة.. رسالة متعددة الأبعاد:
تحدثت كيت بلانشيت عن تأثير السينما في حياة الناس، مشيرة إلى أنها من خلال فيلمَيْ: «TÁR، وThe New Boy»، تناولت موضوعَي: الهوية، والنزوح، كما سلطت الضوء في فيلم «Rumours» على قضيتَي: المسؤولية، والقيادة، من خلال السخرية الرمزية.
ولا تتوقف اهتمامات كيت بلانشيت عند الفن والقضايا الإنسانية فقط، فقد أزاحت الستار، مؤخراً، عن لقاء حواري سجلته مع الملك تشارلز الثالث ملك بريطانيا، خصصاه للحديث عن قضية تجمعهما معاً: «البيئة والمناخ»، حيث احتفيا بذكرى مرور ربع قرن على تأسيس «بنك بذور الألفية» (Millennium Seed Bank)، ودوره الحاسم في الحفاظ على الطبيعة وإنقاذها قبل أن تتلاشى بفعل تغيّر المناخ والضغوط البيئية.
View this post on Instagram
وشاركت معهما في البودكاست الدكتورة إلينور بريمان، كبيرة الباحثين في مجال حفظ البذور بـ«حدائق كيو»، موضحة أن جوهر هذه المهمة يتمثل في ضمان الحفاظ على التنوع البيولوجي للطبيعة للأجيال القادمة، وصَوْن صحة الكوكب على المدى الطويل.
وقالت كيت بلانشيت في اللقاء:
«قد يعتمد مستقبل الحياة على الأرض، بشكل كبير، على البذور المخزنة في هذا البنك. هناك إلحاح في العمل الذي يقوم به بنك البذور. لقد صُدمت عندما علمت أن 97% من مروج الزهور البرية قد أُبيدت. ولا أعتقد أننا نفهم هذا تماماً، لأننا ننظر حولنا، ونرى جمالاً طبيعياً غزيراً، لكننا لا نُدرك مدى هشاشته، وحاجته للمساعدة».
بدوره، تحدث تشارلز الثالث عن مبادرة أطلقها؛ لإحياء ذكرى تتويج والدته الراحلة الملكة إليزابيث الثانية، التي تُسمى «مروج التتويج»، قائلاً: «اعتقدت أنها فرصة جيدة؛ لأنني كنت أعرف الضرر الحقيقي، الذي لحق بمروجنا الغنية بالأزهار منذ الحرب، ولهذا السبب أنا حريص على الاعتناء بقضايا البيئة، وسبل حفظ مواردها، من أجل عالم يتسم بالإنسانية، والحياة».