هل الجري ينسف دهون البطن أسرع من المشي؟.. إليكِ الحقيقة
#رياضة
زهرة الخليج - الأردن اليوم
تعد الرغبة في تقليل دهون البطن من أكثر أهداف اللياقة البدنية شيوعاً حول العالم، لأنها تشكل خطراً رئيسياً لأمراض القلب والسكري، وغيرها من الحالات الأيضية، فضلاً عن المشكلة الجمالية التي تنزعج منها الكثيرات.
وتتساءل الكثيرات عن أيّ النشاطين: الجري أم المشي، أكثر فاعلية في حرق دهون البطن، في حين أن كلا التمرينين يقدم فوائد صحية عدة، إلا أن الجري يحرق سعرات حرارية أكثر، ويؤدي إلى فقدان دهون أسرع، كما يلعب المشي دوراً قيماً ومستداماً في إدارة الوزن على المدى الطويل.
لذا، يساعد فهم كيفية تأثير كلا النشاطين على الجسم الأفراد على اختيار ما يناسب نمط حياتهم، ومستوى لياقتهم البدنية.
-
هل الجري ينسف دهون البطن أسرع من المشي؟.. إليكِ الحقيقة
تقليل دهون البطن:
لفقدان دهون البطن، يجب على الجسم حرق سعرات حرارية أكثر مما يستهلك، وهذه العملية التي تسمى عجز السعرات الحرارية، تجبر الجسم على استخدام الدهون المخزنة كطاقة. ولا يستهدف الجري أو المشي دهون البطن فحسب، بل يساهمان في فقدان الدهون بشكل عام، الذي يشمل تدريجياً منطقة البطن. بينما يختلف معدل وكثافة حرق السعرات الحرارية بشكل كبير بين هذين النوعين من التمارين.
الجري نشاط هوائي عالي الكثافة، يرفع معدل ضربات القلب بسرعة، ويحافظ عليه مرتفعاً، ما يؤدي إلى حرق سعرات حرارية أكبر في وقت أقصر، ووفقاً لأبحاث اللياقة البدنية، يحرق الشخص الذي يزن 70 كيلوغراماً حوالي 300 سعر حراري بالجري لمدة 30 دقيقة بوتيرة معتدلة.
وفي المقابل، يحرق المشي السريع لنفس المدة بين 150، و180 سعراً حرارياً تقريباً، وتزيد كثافة الجري العالية عملية التمثيل الغذائي في الجسم، ليس فقط أثناء التمرين، بل أيضاً بعده، وهي ظاهرة تعرف باسم «تأثير الحرق اللاحق»، أو «استهلاك الأكسجين الزائد بعد التمرين (EPOC)»، ما يساعد الجسم على مواصلة حرق السعرات الحرارية حتى في حالة الراحة.
كيف يزيد الجري حرق الدهون؟
الجري تمرين عالي التأثير، والكثافة يدفع الجسم إلى استخدام المزيد من الطاقة في وقت أقل، وتظهر الدراسات بما في ذلك دراسة نُشرت في مجلة أبحاث القوة والتكييف، أن الجري لحرق دهون البطن؛ يحرق ما يصل إلى ضعف السعرات الحرارية، التي يحرقها المشي لنفس المدة.
ويحدث هذا لأن الجري يرفع معدل ضربات القلب بشكل حاد، ما يجبر الجسم على استخدام الدهون المخزنة كوقود، لأن النقص المستمر في السعرات الحرارية الناتج عن الجري المنتظم، يساعد على تنظيم الشهية، ويسرع عملية التمثيل الغذائي للدهون، خاصة في منطقة البطن، التي عادة تكون الأصعب في الاستهداف.
ما تأثير حرق الدهون بعد التمرين؟
من أهم فوائد الجري «تأثير حرق الدهون بعد التمرين»، والمعروف علمياً باسم «استهلاك الأكسجين الزائد بعد التمرين»، وبعد تمرين عالي الكثافة مثل الجري، يستمر جسمكِ في حرق السعرات الحرارية بمعدل مرتفع لعدة ساعات، حيث يعيد مستويات الأكسجين، ويصلح العضلات. هذا يعني أنه حتى بعد التوقف عن الجري، لا يزال جسمكِ يحرق السعرات الحرارية. وهذه تعد فائدة لا يقدمها المشي بنفس القدر، ما يجعل الجري وسيلة فعالة للغاية؛ للتخلص من دهون البطن العنيدة، وتحقيق نتائج أسرع من روتين اللياقة البدنية.
-
هل الجري ينسف دهون البطن أسرع من المشي؟.. إليكِ الحقيقة
هل للجري آثار جانبية؟
رغم فوائده في التخلص من دهون البطن، إلا أن الجري غير مناسب للجميع، لكونه تمريناً عالي التأثير، يُسبب ضغطاً كبيراً على الركبتين، والكاحلين والوركين. وينبغي على المبتدئين وكبار السن، أو من يعانون مشاكل في المفاصل، البدء بالجري تدريجياً.
وتعد عمليات الإحماء المناسبة، وارتداء أحذية مناسبة وتمارين التمدد بعد الجري ضرورية للوقاية من الإصابات، وإذا كان الجري مرهقاً للغاية، فيكون المشي السريع أو مزيج من المشي والجري بديلاً آمناً لحرق السعرات الحرارية مع مرور الوقت.
كيف يُفيد الجري الجسم؟
لا يُساعد الجري لحرق دهون البطن على فقدان الدهون فحسب، بل يعزز القدرة على التحمل، ويقوي العضلات، ويحسن لياقة القلب والأوعية الدموية، فقد وجدت دراسة نُشرت في مجلة «الأنثروبولوجيا الفسيولوجية» أن العدائين المنتظمين أقل عُرضة للسمنة والأمراض المرتبطة بنمط الحياة. كما أن الفوائد الصحية الجسدية والنفسية للجري، من تقليل التوتر إلى تحسين النوم، تجعله تمريناً شاملاً يُعزز الصحة على المدى الطويل.
أي تمرين أفضل للتخلص السريع من دهون البطن؟
يحسن كلٌّ من المشي والجري صحة القلب، والقدرة على التحمل، واستقلاب الدهون، كما تشير الجمعية الأميركية لأمراض القلب الوقائية، بينما إذا كان هدفكِ هو التخلص السريع من دهون البطن، فإن الجري للتخلص من دهون البطن هو الخيار الأمثل. فشدته العالية، وحرقه للسعرات الحرارية، وتأثيره بعد الحرق، تجعله طريقة أسرع وأكثر فاعلية لإنقاص الوزن. لكن تذكري، المواظبة على التمارين هي الأهم، سواء اخترت الجري، أو المشي، أو كليهما، فإن الحفاظ على النشاط البدني بانتظام يحقق نتائج اللياقة البدنية.