ميثا السويدي: الإعلام قوة مؤثرة في تعزيز مكانة الوطن
#منوعات
ياسمين العطار اليوم 16:41
في دولة الإمارات، تتجاوز صناعة الإعلام حدود الإطار التقليدي؛ لتصبح جزءاً من مشروع وطني متكامل، يضع الابتكار في صميم عمله، ويستند إلى سياسات متوازنة؛ لضمان مستقبل أكثر تأثيراً وفاعلية. وفي قلب هذا المشهد، تَبْرُز سعادة ميثا ماجد السويدي، المدير التنفيذي لقطاع الاستراتيجية والسياسات الإعلامية في مجلس الإمارات للإعلام، كإحدى الشخصيات الفاعلة في صياغة السياسات الإعلامية، التي تعكس رؤية الدولة، وتستشرف المستقبل.. في هذا الحوار، تفتح سعادتها آفاقاً فكرية واسعة حول السياسات الوطنية للإعلام، وتشارك رؤيتها لمستقبله في ظل التحولات الرقمية، ودور الشباب والمرأة في رسم ملامحه، إضافة إلى الأبعاد الدولية، التي تعزز مكانة الإمارات على الساحة العالمية:
كيف ترين المشهد الإعلامي في دولة الإمارات.. اليوم؟
المشهد الإعلامي في الإمارات يعكس روح الدولة، التي جمعت بين الأصالة والريادة. فمنذ اللحظات الأولى لتأسيس الاتحاد، كان للإعلام دور محوري في نقل رسالة الوحدة، وتوثيق مسيرة التنمية، وتعزيز الهوية الوطنية. اليوم، ومع التحولات الرقمية المتسارعة، نعيش مرحلة جديدة، يتقدم فيها الإعلام الإماراتي بخطى واثقة، تجمع بين السرعة والابتكار، دون أن يفقد عمقه ومصداقيته. فمؤسساتنا الإعلامية أثبتت حضورها محلياً وإقليمياً، وأصبحت منصة للحوار والانفتاح على الثقافات الأخرى. هذا النجاح لم يكن ليحدث؛ لولا الدعم الكبير من القيادة الرشيدة، التي أرست بيئة تشريعية وتنظيمية متطورة، جعلت الإعلام الإماراتي نموذجاً يُحتذى.
-
ميثا السويدي: الإعلام قوة مؤثرة في تعزيز مكانة الوطن
رسالة إنسانية.. ووطنية
ما أبرز ملامح استراتيجية الإعلام الوطنية، التي يعمل عليها «المجلس»؟
يمثل اعتماد مجلس الوزراء، للائحة التنفيذية للمرسوم بقانون اتحادي رقم (55) لسنة 2023، بشأن تنظيم الإعلام، خطوة مفصلية، كونه أول قانون شامل منذ أكثر من أربعة عقود. هذا القانون يعكس إيمان الدولة بأهمية الإعلام كقطاع استراتيجي، يواكب التطورات، ويعزز تنافسية الدولة عالمياً. في مجلس الإمارات للإعلام، نعمل بروح تشاركية مع مختلف أصحاب المصلحة، من المؤسسات المعنية، وأفراد المجتمع؛ لضمان أن تكون البيئة الإعلامية محفزة على الإبداع، وقائمة على أفضل الممارسات، وقادرة على مواكبة المتغيرات العالمية، مع الحفاظ على رسالتها الإنسانية، والوطنية.
ماذا عن التحديات التي يواجهها الإعلام، وكيف يتعامل معها «المجلس»؟
هناك تحديات عدة، أبرزها: سرعة التحول الرقمي التي فرضت إعادة تعريف طرق الإنتاج والنشر والتوزيع، وكذلك تحدي المعلومات المضللة في زمن المنصات المفتوحة. يضاف إلى ذلك أننا مسؤولون عن الحفاظ على الهوية الوطنية واللغة العربية، وسط تدفق المحتوى العالمي. وفي مواجهة هذه التحديات، نركز على بناء كوادر مؤهلة، والاستثمار في التقنيات الحديثة، وإقامة شراكات استراتيجية مع مؤسسات إعلامية وأكاديمية مرموقة. كما نولي الإعلام المجتمعي اهتماماً خاصاً؛ فهو يضع الإنسان في قلب رسالته، ويعزز قيمتَي: الشفافية، والمصداقية.
مع بروز الذكاء الاصطناعي والوسائط الرقمية.. كيف ترون مستقبل الإعلام في هذا السياق؟
التكنولوجيا أصبحت ضرورة، والذكاء الاصطناعي التوليدي - على وجه الخصوص - يقدم فرصاً هائلة لتحليل البيانات الضخمة، وفهم الجمهور بشكل أعمق، ما يمكن الإعلام من تقديم محتوى أكثر تأثيراً وفاعلية. لكن الأهم أن ندمج هذه الأدوات بوعي؛ لنحافظ على البُعْد الإنساني الذي يميز الإعلام. ولدينا في دولة الإمارات تجارب رائدة، مثل: إدخال تقنيات الواقع المعزز في التغطيات الإعلامية، واستخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل توجهات الرأي العام.
ما دور الشباب في صياغة مستقبل الإعلام الإماراتي؟
الشباب هم الأكثر تفاعلاً مع الوسائط الجديدة، والأكثر قدرة على ابتكار أساليب غير تقليدية للتعبير. لذلك؛ فإن دورهم أساسي في صياغة مستقبل الإعلام. ونحن نحرص على تمكينهم بتدريبهم وتأهيلهم، ومنحهم الفرصة لإطلاق منصاتهم ومبادراتهم الخاصة. الشاب الإماراتي يتمتع بميزة خاصة، إذ يجمع بين وعي وطني راسخ، وانفتاح على العالم، ما يجعله قادراً على أن يكون صوتاً للهوية الإماراتية، وجسراً للتواصل مع الثقافات الأخرى.
فخر.. وتألق
ما تقييمك لحضور المرأة الإماراتية في القطاع الإعلامي؟
اليوم، تؤدي الإماراتية دوراً بارزاً في صناعة الإعلام؛ فلدينا إعلاميات يتولين مناصب قيادية، ويقدن مؤسسات كبرى، ويقدمن محتوى مؤثراً، يصل إلى شرائح واسعة من المجتمع. هذا الحضور القوي ثمرة نهج الدولة في تمكين المرأة منذ تأسيس الاتحاد، بفضل دعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)؛ فقد شكلت سموها نموذجاً ملهماً في تمكين المرأة. أشعر بالفخر؛ عندما أرى الإعلامية الإماراتية تتألق محلياً وإقليمياً ودولياً، بما تقدمه من محتوى راقٍ، يجمع بين القِيَم الإماراتية، والقدرة على مواكبة التطورات العالمية.
أصبحت الإمارات مركزاً عالمياً للحوار الإعلامي والثقافي.. كيف تنظرون إلى هذا البُعْد الدولي؟
نحن في دولة الإمارات ندرك أن الثقافة والإعلام هما أقوى جسور التواصل بين الشعوب. ومن خلال استضافة مؤتمرات وفعاليات إعلامية كبرى، نجحنا في أن نصبح منصة للحوار الحضاري العالمي. هذا البعد الدولي يعزز رسالتنا كدولة سلام وتسامح وابتكار، ويتيح لنا مشاركة قصص نجاحنا مع العالم، وفي الوقت نفسه الاستفادة من تجارب الآخرين. كما يعزز التعاون الدولي وضع معايير متقدمة لتنظيم قطاع الإعلام، بما يتماشى مع المعايير العالمية مع الأخذ بعين الاعتبار القيم الثقافية والاجتماعية لدولتنا. ويسهم هذا التعاون، أيضاً، في تنسيق الجهود؛ لمواجهة التحديات العالمية المشتركة، مثل: قضايا الأمن السيبراني، وحقوق الملكية الفكرية.
ما رسالتك إلى المهتمين بالإعلام اليوم؟
أقول لهم: انظروا إلى الإعلام؛ باعتباره رسالة قبل أن يكون مهنة. فالإعلام قوة قادرة على صنع التغيير الإيجابي، ومسؤولية تتطلب الالتزام بالقيم الوطنية والإنسانية. إن المستقبل مليء بالفرص، لكن النجاح فيه مرهون بالقدرة على الجمع بين المهنية والأخلاق، وبين سرعة المعلومة وعمق الفكرة. أفخر بدور الإعلام الإماراتي في تعزيز مكانة الوطن، وأثق بأنه - بقيادة رؤية طموحة، وشباب مبدع - سيكتب فصولاً جديدة في قصة نجاح دولتنا.