جودي فوستر.. 63 عاماً من الأناقة والعبقرية السينمائية
#ملهمون
زهرة الخليج - الأردن اليوم
احتفلت النجمة العالمية جودي فوستر، يوم 19 نوفمبر الحالي، بعيد ميلادها الثالث والستين، وسط واحدة من أكثر المسيرات تأثيراً واحتراماً في هوليوود. وُلدت أليشا كريستيان فوستر عام 1962 في لوس أنجلوس، وبدأت الوقوف أمام الكاميرا وهي لم تتجاوز العامين، لتشق طريقاً نحو النجومية بسرعة لافتة.
فوستر، التي تجمع بين التمثيل والإخراج والإنتاج، تُعد من النجمات اللواتي تركن بصمة لا تُمحى في السينما العالمية، وحصدت خلال مسيرتها أهم الجوائز، بينها جائزتا «أوسكار» من أصل أربعة ترشيحات، إضافة إلى ثلاث جوائز من الأكاديمية البريطانية للأفلام (بافتا)، وأربع جوائز «غولدن غلوب». ونجاحاتها المتتالية جعلتها من أكثر الأسماء احتراماً في الصناعة.
-
في عيد ميلادها الـ63.. جودي فوستر أيقونة هوليوودية بدأت نجوميتها قبل أن تتكلم
طفولة مبكرة صنعت نجمة استثنائية:
كبرت جودي فوستر في بيئة فنية بامتياز، حيث تولّت والدتها «براندي» إدارة خطواتها الأولى، وحرصت على اصطحابها إلى تجارب الأداء منذ طفولتها. وبعمر عامين فقط، بدأت تظهر في الإعلانات التلفزيونية، قبل أن تسجّل حضوراً قوياً كممثلة صغيرة قادرة على أداء أدوار معقّدة تفوق سنّها.
ومع ضغط الشهرة، استطاعت فوستر الحفاظ على التوازن بين عملها ودراستها، لتتخرّج لاحقاً في جامعة ييل، بمرتبة «ماجنا كوم لودي»، في إنجاز يعكس ذكاءها وحرصها على صقل موهبتها معرفياً وفنياً.
وكان دورها الجريء في فيلم «Taxi Driver»، عام 1976، نقطة تحول في مسيرتها، حيث نالت عنه ترشيحاً للأوسكار بعمر 14 عاماً فقط، لتثبت أنها ليست مجرد طفلة موهوبة، بل مشروع أسطورة سينمائية.
توهّج شبابي في الستين:
في سن الستين، أظهرت فوستر إشراقة شبابية جعلت الكثيرين يتساءلون عن عمرها الحقيقي. فهي واحدة من قلة من نجوم السينما، الذين يؤمنون - بصدق - بأن العمر مجرد رقم. وبدلاً من الخضوع لضغوط المجتمع، تختار أن تحتضن نفسها الطبيعية، مبتعدة عن الإفراط في الإجراءات التجميلية وصرعات الجمال.
جودي فوستر تحتضن العمر.. وتُلهم الملايين:
قد يصعب تصديق الأمر، لكن النجمة الاستثنائية جودي فوستر بلغت الثالثة والستين بالفعل. وعلى عكس كثيرات من زميلاتها، تتعامل جودي مع كل تجعيدة وشعرة رمادية وكل تغير يرافق التقدم في العمر بفخر. إنها دليل حيّ على أن التقدّم في السن يحمل معه حرية أكبر، ولمسة أناقة خاصة.
مؤخراً، انتشرت على الإنترنت مجموعة صور مذهلة لجودي، ظهرت فيها بجمالها الطبيعي، دون مكياج، أو فلاتر، أو تعديل. وقد جاءت ردود الفعل متفاوتة: فهناك من صُدم لرؤية امرأة في الستين بلا أي مساحيق، بينما أثنى كثيرون على جرأتها وصدقها.
-
في عيد ميلادها الـ63.. جودي فوستر أيقونة هوليوودية بدأت نجوميتها قبل أن تتكلم
مسيرة حافلة بالجوائز.. ومحطات لامعة:
على مدى أكثر من خمسة عقود، قدّمت فوستر أعمالاً شكلت علامة فارقة في السينما العالمية، سواء أمام الكاميرا أو خلفها. وشاركت في مهرجانات عالمية، مثل: كان وبرلين وشيكاغو«، ونالت تكريمات تؤكد احترام كبار صنّاع السينما لها. كما نالت نجمة على»ممشى المشاهير" في هوليوود، تقديراً لإسهاماتها الواسعة.
بدأت العمل الفني قبل إتقان الكلام:
تتحدث فوستر عدة لغات بطلاقة، ما أضاف عمقاً إلى أدائها وعلاقاتها الفنية حول العالم. وتُعد من أبرز الداعمين للمساواة، وتحرص على فصل حياتها الخاصة عن الأضواء رغم شهرتها الواسعة. كما تمتلك مسيرة تمتد لأكثر من 50 عاماً، ولا تزال مستمرة بعطاء لافت.
جودي فوستر، التي تجمع بين الذكاء الفني، والتواضع والتمرد الهادئ، ليست مجرد ممثلة مخضرمة، بل نموذج لنجمة تشكّلت بجهد وإصرار، وحافظت على مكانتها كأحد أعمدة هوليوود حتى اليوم.
-
في عيد ميلادها الـ63.. جودي فوستر أيقونة هوليوودية بدأت نجوميتها قبل أن تتكلم
وأخيراً، فإن شغف جودي فوستر بفنّها هو ما يُبقي روحها شابة ومفعمة بالحيوية. وسواء كانت تعمل على فيلم جديد، أو تقف خلف الكاميرا لإخراج أحد المشاريع، تمدها حماستها لسرد القصص بطاقة متجددة، وتغذي إبداعها وشغفها بالحياة. هذا الالتزام العميق بعملها لا يُبقيها منخرطة فيه فحسب، بل يمنحها أيضاً إحساساً قوياً بالهدف، وهو أمر لا شك في أنه يُضفي عليها جاذبية خاصة. إن العادات الخفية التي تتبعها فوستر للاحتفاظ بجمال لا يشيخ تعكس نهجاً شاملاً، يمزج بين الصحة الجسدية، والاتزان النفسي، والنظرة الإيجابية للحياة.