#منوعات
إشراقة النور 12 ديسمبر 2022
غالباً، يعرف الناس أن البدو الرحل هم الذين يسكنون الخيام وبيوت الشعر، ويعيشون على رعي الإبل والماشية، ويتنقلون من مكان لآخر طلباً للماء والكلأ، لكن قبيلة "باجو لاوت" عاشت لقرون كثيرة تتنقل في المياه وتعيش على مواردها.
هم من السكان الأصليين الذين عاشوا لقرون في الامتداد البحري الشاسع بين ماليزيا والفلبين وإندونيسيا في "كورال تريانجل"، الذي يعتبر مركز التنوع البيولوجي البحري العالمي.
إنه مجتمع لا ينتمي إلى جنسية محددة، ويتكون من مجموعات عائلية مختلفة، على متن القوارب التقليدية المستخدمة أيضًا كمنازل، يتحركون بشكل مستمر دون أن يمسوا الأرض أبدًا. شعب مسالم، معتاد العيش من الأعمال الصغيرة وصيد الأسماك وكل الثروات التي يمكن أن يقدمها البحر.
جيلاً بعد جيل، تميزت "باجو لاوت " بوجودها في تعايش مع المحيط، ذلك البحر الذي لطالما أطلقوا عليه اسم "الوطن".
ينتمي "الباجاو" إلى مجموعات عرقية مختلفة من السكان الأصليين منتشرة في جنوب شرق آسيا، وبينما يظلون متجذرين في العديد من الطوائف الوثنية المرتبطة بأصلهم الجغرافي، فإنهم في الأغلب مسلمون.
وكل فرد في هذا المجتمع معتاد دائمًا الصيد بمساعدة بعض المعدات البدائية، وقد طور مهارات غوص غير عادية، والقدرة على الوصول إلى عمق عشرات الأمتار مع الاستمرار في الغوص الحر لأكثر من 10 دقائق متتالية.
وأظهرت الدراسات العلمية أن سكان "باجو لاوت" بعد الغوص المتكرر في المياه، وتمارين انقطاع النفس، تمكن أفراد هذه القبيلة من التكيف مع حالات نقص الأكسجين، فحدث لهم مع مرور الوقت تكيف جيني دقيق، مشابه لتكيف سكان التبت الذين تمكنوا من البقاء على ارتفاعات عالية.
إقرأ أيضاً: العدسات اللاصقة الملونة.. كيف تختارين المناسبة لكِ؟
في السنوات الأخيرة، تغير نمط حياة هؤلاء "البدو الرحل" بشكل جذري. وأُجبر معظمهم، مدفوعين من قبل الحكومات المحلية، على التخلي عن قواربهم، والانتقال إلى منازلهم أو العثور على حياة مستقرة على الأرض.