#منوعات
رحاب الشيخ الأربعاء 19 ابريل 2023 08:45
فتحت الإماراتية عائشة المهيري باب الإلهام على مصراعيه أمام أصحاب الهمم من الجنسين، وأطلت عليهم من نافذة الأمل بعد أن حققت الإنجازات، وحصدت الجوائز في بطولات الرماية داخل الدولة وخارجها، حيث استطاعت أن تكون أول إماراتية تتأهل إلى الرماية البارالمبية، مشيرة إلى أن كلمات ونصائح والدتها لها منذ الصغر كانت تحفر في نفسها مجرى كما يحفر الماء المتساقط على الصخر خطوطاً غائرة لا تمحى مع مرور الزمن.
آمنت المهيري بقدراتها ووثقت في بلادها وما تقدمه لتشجيع الرياضة، فضلا عن دعم أصحاب الهمم بشكل خاص، فأصبحت أهلا لتحقيق الإنجازات وتخطي الإعاقة بالإصرار والتحدي، ووضع هدف الفوز والتألق، ومن ثم تسديد الرمية الصائبة.
التقت «زهرة الخليج» اللاعبة عائشة المهيري لتسليط الضوء على قصة نجاحها، والكشف عن التحديات التي قابلتها، وكيف استطاعت التغلب عليها لتصبح إحدى الملهمات الإماراتيات اللاتي استطعن أن يسطرن اسمهن بحروف من نور في عالم الإنجازات الرياضية، فكان الحوار التالي:
• ما الذي الهمك لاحتراف لعبة الرماية؟
ـ أصبت في طفولتي بمرض شلل الأطفال، وأصبحت إعاقتي سبباً في عدم الحركة، عندما كبرت وانضممت إلى نادي دبي لأصحاب الهمم تم تصنيفي في لعبة الرماية من النادي بحسب الطبيب واللجنة المختصة في تصنيف كل شخص من أصحاب الهمم بحسب اللعبة التي تناسبه، وعندما بدأت التجربة أحرزت نجاحات، فكان ذلك أكبر حافز لي وازداد شغفي بهذه اللعبة، وأصبحت بطلة في الرماية.
• من مثلك الأعلى في لعبة الرماية، والذي شجعك على ممارستها ؟
- سعيدة جداً بالتشجيع والدعم الذي قدمه لي سعادة ماجد العصيمي رئيس اللجنة البارالمبية الآسيوية، عضو اللجنة البارالمبية الدولية، والمدير التنفيذي لنادي دبي لأصحاب الهمم، فقد كان سبباً مباشراً كي أمارس لعبة الرماية، وهو من اقترح علي الانضمام، وقد كانت فكرة جريئة تحتاج إلى المزيد من الدعم والتشجيع، خاصة وأنه عندما انضممت قبل 3 سنوات لم يكن هناك سيدات في هذه اللعبة من أصحاب الهمم، وكنت المرأة الوحيدة.
• ما أهم إنجاز حققتيه في عالم الرماية؟ وما أصعب بطولة خضتها ولماذا؟
- أهم إنجاز هو فوزي في بطولة العالم في بيرو (ليما) وقد تأهلت في هذه البطولة إلى أولمبياد طوكيو 2020 كأول إماراتية في مجال الرماية النسائية. أما عن أصعب بطولة فقد كانت بطولة العالم للرماية في مدينة العين عام 2022، لأن المنافسة كانت قوية جداً، وقد شارك فيها أصحاب همم محترفون من كل أنحاء العالم.
• كيف تستطيعن التوفيق بين حياتك العائلية كونك زوجة وأم، وبين ممارسة الرياضة؟
- أنا أم لخمس أبناء (4 بنات وولد)، وأعمل أيضاً في إحدى الجهات الحكومية في دبي، حاولت دائماً أن أربي أبنائي على الاعتماد على النفس، ولطالما وجدت التشجيع والدعم منهم خاصة في مجال الرياضة، ولولا مساعدتهم لي لما وصلت لما أنا فيه الآن. أشعر بالفخر بأبنائي وهم كذلك يبادلونني نفس المشاعر، وأقوم دائماً بتشجيع أبنائي على ممارسة الرياضة، حفاظاً على صحتهم ولياقتهم البدنية.
• ما المهارات التي يجب أن تتوفر في لاعبة الرماية؟
ـ الهدوء والصبر والمثابرة، والأهم التركيز، فضلا عن الثقة بالنفس والإصرار على تسديد الرمية التي تجعل اللاعب يحرز الهدف في الوقت المناسب.
• ماذا أضافت لك رياضة الرماية؟
- علمتني الرماية الصبر والهدوء والتفكير بروية واتخاذ قرارات صائبة في الأمور الحياتية، وعدم التسرع في الغضب وردة الفعل، فضلا عن التفكير جيداً عندما تواجهني مشكلة وبالتالي الوصول إلى الحل الأمثل.
• هل أنت راضية عن وجود المرأة الإماراتية في لعبة الرماية؟
ـ في دولة اللا مستحيل أثبتت إبنة الإمارات ـ ولا زالت تثبت ـ أنها على قدر التحدي في المجال الرياضي، بشكل عام، وفي مجال الرماية بشكل خاص، وقد نجحت في ترجمة دعم ورعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، إلى إنجازات يضرب بها المثل فأصبحت متواجدة وبقوة بل وتنافس عالمياً.
• ما التحديات التي قابلتك خلال مشوار بطولاتك الرياضية؟
- اتحاد الرماية يدعم اللاعبين بكل تأكيد، لكن ما يواجهنا كلاعبين من تحديات هو تسهيل إجراءات المساعدين خلال السفر إلى بعض الدول، أيضا يعتبر السفر خاصة الترانزيت من الأمور المرهقة بالنسبة لي، لكن تواجدي وسط فريق اللاعبات يهون الطريق ويجعلنا نشعر بالقوة ونتخطى الصعاب.
• ما سر تميزك في لعبة الرماية؟
ـ والدتي هي سر تميزي في أي إنجاز أحققه، لأنها كانت دائماً تنصحني بأن أختار وأتبع شغفي، وتترك لي دائماً حرية اتخاذ القرار، وعلمتني كي أكون شخصية قيادية واثقة من نفسي ومن قراراتي، ولم تفرق أبداً في المعاملة بيني وبين إخوتي بسبب إعاقتي، بل على العكس كانت دائماً تشجعني وتحملني كي أذهب إلى المدرسة ولا أتغيب يوماً، وكانت تغرس بداخلي حب العلم، قائلة «العلم هو سلاح الفتاة في حياتها»، وكانت دائماً تأخذ بمشورتي وأنا صغيرة لأني كنت الإبنة الأكبر، ما جعلني قادرة على تحمل المسؤولية والمضي قدماً نحو النجاح والتميز.
• كيف تصفين مشاعرك نحو إنجازك في التأهل للألعاب البارالمبية 2020؟
- مشاعر مختلطة من الفخر والسعادة والرهبة كي أستمر على نفس المستوى، لاسيما وأن الأصعب من الفوز هو الاحتفاظ به والاستمرار في حصد البطولات وتحقيق الإنجازات، لهذا أتمنى أن أواصل تقدمي في لعبة الرماية، وأحقق المزيد من البطولات وأرفع علم الإمارات عالياً في مختلف المحافل الدولية.
• ما خطتك للحفاظ على مسيرتك ونجاحاتك في المستقبل؟
- أتدرب يومياً لمدة ساعتين تقريباً، وقد وضع النادي خطة تدريب مكثفة بدأت منذ عام 2022 ومستمرة للتأهل لبطولة الأولمبياد 2024 التي ستقام في باريس.
• ما النصيحة التي توجهينها للشباب؟
- أنصح الشباب من الجنسين بممارسة الرياضة بشكل عام، وكل شاب يستطيع أن يختار الرياضة التي تناسبه، كي يتميز فيها، لاسيما وأن الرياضة تساعد الإنسان على التخلص من الطاقة السلبية، وتحمي من الوقوع في براثن الفراغ وإهدار الوقت فيما لا يفيد، فيصبح الشاب شخصاً نافعاً لوطنه ولمجتمعه، فضلا عن أن الرياضة تساعد على تكوين الصداقات من مختلف البلدان وبالتالي تبادل الثقافات واكتساب الخبرات وتعلم المهارات الحياتية.