#منوعات
ياسمين العطار 10 سبتمبر 2023
وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة التعليم ضمن أهم أولوياتها، إذ اتخذت من قطاع التعليم مرتكزاً لتحقيق نهضتها التنموية الشاملة، بما يتوافق مع تطلعاتها الاستراتيجية؛ لتحقيق رؤيتها بالوصول إلى المراكز الأولى عالمياً، وكان للمرأة نصيب وفير من اهتمام القيادة الرشيدة، منذ تأسيس الدولة على يد القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي سن من أجلها القوانين والتشريعات، التي أقرت إلزامية التعليم لابنة الإمارات.
-
ثانوية أم عمار 1972
كان تعليم المرأة والفتاة، ولايزال، محط اهتمام سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، حفظها الله؛ لكونه المنطلق لمسيرة تمكين المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان من أصعب الملفات، في وقت كانت المرأة والفتاة به في عزلة نسبية عن التعليم، في مجتمع الإمارات التقليدي، وقد دأبت سموها على التواصل مع الأسر الإماراتية، ومتابعة إرسال الأهالي بناتهن لتلقي العلم في المدارس، والمراكز التعليمية، والجمعيات النسائية في الدولة، إذ قامت سموها بتأسيس جمعية نهضة المرأة الظبيانية عام 1973، وعدد من الجمعيات النسائية في جميع إمارات الدولة، التي كان لها الدور البارز في محاربة الأمية، وتقديم فرص التعليم إلى المرأة في كل ظروفها، ومراحل عمرها المختلفة؛ لتتمكن من تحقيق نجاح مبهر، وتجارب ريادية لنساء أكملن مسيرتهن التعليمية، والتحقن بالجامعة، وتخرجن ومارسن أدواراً عملية في خدمة وطنهن. وكانت فترة حافلة بالجهد والتحدي والطموح والإرادة، انطلقت مع دعم ملف تعليم المرأة، الذي مثل النواة الحقيقية لجميع النجاحات التي حققتها المرأة الإماراتية حتى الآن.
كوادر جامعية مؤهلة
عولت الدولة، كثيراً، على الجامعات والكليات النسوية المتخصصة، ورأت أنها يمكن أن تساهم في نهضة المرأة وتطورها. فبفضل هذه المؤسسات، مثل كليات التقنية للبنات، تخرجت كوادر نسوية مؤهلة تأهيلاً عالياً، متناعماً مع توافر الطموح والإرادة للعمل والإنجاز، فكانت النتيجة دخول المرأة الحياة العملية في القطاعين العام والخاص، وتقلدها الوظائف والمناصب المختلفة.
ومع التطور الهائل، الذي يشهده ملف دعم وتمكين المرأة في دولة الإمارات، تشير مؤشرات التعليم، اليوم، إلى النمو الكمي والنوعي في هذا المجال، والذي مكن الدولة من تحقيق المركز الأول عربياً، والسادس عالمياً، في جودة التعليم قبل الجامعي، ما انعكس إيجاباً على مؤشرات تمكين المرأة في مجال التعليم؛ لتحظى النساء بنحو نصف مقاعد كليات الهندسة، في حين بلغت نسبة الطالبات في كليات تكنولوجيا المعلومات 65%، وفي كليات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات 46%، بينما بلغت نسبة الخريجات ضمن مناهج العلوم والتكنولوجيا 50.7%.
وعلى الصعيد ذاته، بلغ معدل الإلمام بالقراءة والكتابة بين الإناث في الدولة 95.8%، ونسبة الإناث الحاصلات على الشهادة الثانوية، اللاتي يلتحقن بالتعليم العالي 95%، مقارنة مع 80% من الذكور، في حين تشكل الإناث ما بين 80 و90%، من إجمالي عدد الطلبة، في جامعتَي الإمارات وزايد، على التوالي.
المساواة بين الجنسين
تستثمر قيادة الدولة في بناء الإنسان، عبر إمداده بالعلم والمعرفة؛ لإيمانها بأنه الأساس الذي يقوم عليه مستقبل الشعوب، والركيزة الرئيسية لنهضة الأوطان. من هذا المنطلق، أتاحت الدولة للمرأة الحضور المتميز في ميدان العلوم المتقدمة، مسجلة أرقاماً عالمية قياسية في بعض المجالات، مثل: الفضاء والطاقة النووية؛ لتثبت المرأة الإماراتية أن طموحها لا حدود له في بناء مستقبل أكثر ازدهاراً وتقدماً لوطنها، تناغماً مع جهودها المشهود لها، ونهجها المستدام في تسريع وتيرة المساواة بين الجنسين، التي بموجبها أصبحت الإمارات نموذجاً يحتذى عالمياً للتوازن بين الجنسين.
وأظهرت ابنة الإمارات، من خلال عملها في مجالات، مثل: الفضاء والصحة والهندسة والتكنولوجيا، وغيرها من التخصصات العلمية، حجم القدرات والمهارات العالية التي تتمتع بها، والتي أهلتها لتولي قيادة وإدارة أكبر المهام والمشاريع الحيوية في قطاعات: العلوم المتقدمة، والفضاء، والطاقة، والصحة، بكل كفاءة واقتدار، إذ لعب قطاع الفضاء الإماراتي دوراً مهماً في استقطاب المرأة الإماراتية بمختلف تخصصاتها الهندسية والعلمية والتقنية؛ لتعمل ضمن المشروعات الكبيرة، التي تطلقها الدولة في هذا القطاع، وفي مقدمتها مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل)، الذي توج جهود الدولة في بناء موارد بشرية من الإماراتيين عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء، وتطوير المعرفة والأبحاث العلمية والتطبيقات الفضائية.
عالمات الإمارات
يتميز مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ بمشاركة نسائية، هي الأعلى عالمياً بنسبة 34% من فريق العمل، واللاتي يعملن في الجوانب المختلفة للمشروع علمياً وتقنياً وهندسياً وإدارياً. فيما يبلغ عدد أعضاء الفريق العلمي من النساء 80%، إذ وضعن تصوراً شاملاً للبيانات والمحتوى العلمي، التي يوفرها المسبار، ومتطلبات تحليلها، ومن ثم إمداد المجتمع العلمي العالمي بها؛ للاستفادة من محتواها. علاوة على ذلك، تشكل المرأة 55.5% من مجلس علماء الشباب، و37.5% من مجلس علماء الإمارات.
وشكلت العوامل السابقة حجر الأساس في عملية تقدم المرأة الإماراتية، وأظهرت انعكاساً واضحاً في نسب مشاركتها بالقطاعات المختلفة، بفضل جهود القيادة الرشيدة، ورعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، الأمر الذي ظهر جلياً في ارتفاع عدد وزيرات الإمارات إلى 10 وزيرات؛ لترفع المرأة الإماراتية نسبة مشاركتها في الحكومة إلى نحو 28% عام 2023، وكذلك ارتفاع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%.
نورا المطروشي.. نموذج ملهم
الشابة الطموحة، نورا المطروشي، نموذج ملهم للفتاة الإماراتية المتعلمة، وقد تم اختيارها لتكون أول رائدة فضاء إماراتية، ضمن الدفعة الثانية من برنامج الإمارات لاستكشاف الفضاء. والمطروشي حاصلة على شهادة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة الإمارات عام 2015، وقد تميزت في مجالات الهندسة والرياضيات، خلال مسيرتها الأكاديمية، وحققت المركز الأول على مستوى الإمارات في أولمبياد الرياضيات الدولي عام 2011، كما مثلت شباب الإمارات في مؤتمر الشباب بالأمم المتحدة صيف 2018، وشتاء 2019.