#عطور
غانيا عزام 31 مايو 2025
علياء آدم علي مديرة التسويق في «سويس أربيان»، وهي من الجيل الثالث في العائلة المالكة لهذه العلامة العطرية الرائدة في الإمارات. نشأت علياء في عائلة عريقة لها باع طويل في عالم صناعة العطور، حيث أسس جدها الشركة عام 1974، واستمر والدها في تطوير هذا الإرث العطري العريق. اشتعل شغف علياء بالعطور منذ صغرها، وبفضل خبرتها القيّمة، التي اكتسبتها من خلال عملها في كبرى دور التجميل المرموقة، صقلت خبرتها باستراتيجيات العلامات التجارية، والتحول الرقمي، وتسويق المنتجات الفاخرة. اليوم، تحت قيادتها، تواصل «سويس أربيان» تكريم تراثها العريق مع تبني الابتكارات الحديثة، وصنع عطور استثنائية.. في هذا الحوار، نطلع على أفكارها الثاقبة، وخططها المستقبلية:
-
علياء آدم علي: أوازن بين التراث والطموحات الحديثة
أثر النشأة
كيف أثرت نشأتك في عائلة مرتبطة بعالم العطور في شغفك بهذه الصناعة؟
نشأتُ في بيئة، لم تكن العطور فيها مجرد عمل تجاري، بل كانت جزءاً من حياتنا اليومية. كان عبير المكونات النادرة يملأ منزلنا، وكانت أحاديث العشاء تدور دائماً حول ابتكارات العطور الجديدة، واتجاهات السوق. منذ صغري، تطور تقديري العميق لفن صناعة العطور، والحِرَفية التي يتطلبها إحياء كل عطر.
ما اللحظة الحاسمة، التي جعلتكِ تدركين أنكِ تريدين مواصلة إرث عائلتكِ في «سويس أربيان»؟
منذ الصغر، كنت أرغب في العمل بصناعة العطور؛ ولم تكن هناك لحظة واحدة، بل توجد مجموعة من التجارب، التي شكلت قراري. بدأتُ مسيرتي في شركة «إستيه لودر»، ثم انتقلت إلى «سيفورا»، حيث حصلت على فرصة لاكتساب خبرة كبيرة بعالم العطور. لكن «سويس أربيان» كانت، دائماً، قريبة إلى قلبي، فقد كنت أعلم أنني أرغب في الانضمام إليها في النهاية. إن رؤية التأثير، الذي أحدثته «سويس أربيان» في الناس، والمشاعر والذكريات التي يمكن للعطور أن تثيرها، جعلتني أدرك أن هذا ليس مجرد عمل تجاري، بل إرث عائلتي؛ لذلك عندما بدأت العمل في «العلامة»، أدركت أنه يتوجب عليَّ تطويرها مع الحفاظ على جذورها.
كيف شكّلت تجاربك السابقة أسلوبك في التسويق؟
كانت تجربتي، دائماً، قائمة على فهم نفسية المستهلك، وتحديد مكانة العلامة. فقد تعلمت أن الفخامة ليست مجرد سعر، بل تتعلق بالإدراك، والتجربة، والصدق. وقد عملت مع كبرى شركات العطور الفاخرة في العالم، منها: «توم فورد»، و«جو مالون». كذلك، تعلمت الكثير عن طرق الشركات في التسويق، وبناء العلامات التجارية، وحتى اليوم ما زلت أطبق ما تعلمته في «سويس أربيان»، حيث أوازن بين التراث والطموحات الحديثة، وأضمن أن كل نقطة تلامس العميل تحمل شعوراً بالفخامة والشمولية، لكننا - في الوقت نفسه - لا ننسى جذورنا.
تغير الرؤية
كيف تغيرت رؤيتكِ لصناعة العطور؛ منذ توليكِ دور القيادة؟
أصبحت لديَّ، الآن، رؤية جديدة لصناعة العطور، حيث أراها فناً وعملاً تجارياً يتطلبان رؤية استراتيجية للتوازن بين الإبداع، وطلب السوق، مع احترام التقاليد في الوقت نفسه، وتبني الابتكار، وضمان أن يتماشى كل منتج مع جذور علامتنا، كما أظهرت لي القيادة أهمية الاستدامة، وكيفية تطور تفضيلات المستهلكين.
كيف تجمعين بين التقليد والحداثة؛ عند تطوير استراتيجيات التسويق الجديدة؟
النقطة الرئيسية، التي أذكر نفسي بها دائماً، هي احترام تراثنا، وأن نجعله ملائماً للجمهور الحالي؛ فنستخدم عناصر تقليدية، كالمكونات الغنية، والإلهام التاريخي، ونقدمها من خلال السرد الرقمي الحديث، والتعاون مع المؤثرين، وتجارب العلامة التفاعلية.
ما المبادرات التسويقية الرئيسية، التي قدتِها.. منذ انضمامكِ إلى «سويس أربيان»؟
ركزنا على تعزيز الوجود العالمي للعلامة من خلال التحول الرقمي، وشراكات المؤثرين، وتنظيم الفعاليات التفاعلية. كان إطلاق عطور: «شغف الفانيليا توفي»، و«توباكو 01»، و«إنسانس 01»، بمثابة نقطة تحول، حيث أعدنا جذور «سويس أربيان» بطريقة تتناغم مع مستهلكي الفخامة اليوم. كما احتفلنا بمرور 50 عاماً على تأسيس العلامة في نهاية 2024، وهو إنجاز كبير، وكان شرفاً لي أن أشارك في إعداد حملة «إرث عائلتي لمدة 50 عاماً» لأجل هذا الحدث؛ الذي كان مذهلاً بالفعل.
ما مصدر الإلهام وراء «إنسانس 01»، وكيف يتميز ضمن مجموعة التراث؟
«إنسانس 01» مستوحى من الأهمية الثقافية العميقة للبخور في منطقة الشرق الأوسط، فقد أردنا تحديث هذه المكونات التقليدية بدمجها في عناصر غير متوقعة، مثل: الشوكولاتة الداكنة، وخشب الصندل؛ فأنتجت عطراً يُثير الحنين إلى الماضي، لكنه عصري في الوقت نفسه.
كيف تدمج «سويس أربيان» ممارسات صديقة للبيئة في منتجاتها؟
الاستدامة ركيزة أساسية بالنسبة لنا؛ فنحن علامة تجارية خالية من القسوة 100%، فنعمل على تطوير تغليف صديق للبيئة، واختيار المكونات بطريقة مسؤولة، وتقليل بصمتنا الكربونية في الإنتاج. والهدف هو إنتاج عطور فاخرة، دون التأثير سلباً في البيئة.
التوسع عالمياً
حدثينا عن جدك، السيد حسين آدم علي، وأفكاره الملهمة!
كان جدي رجلاً ذا رؤية بعيدة، فقد رأى إمكانية دمج تقنيات صناعة العطور الفرنسية في المكونات العربية. وقد ظلت فلسفته هذه في الجودة، والحرفية، والأصالة أساس «سويس أربيان»، وما زلنا متمسكين بالتزامه بالتميز في كل زجاجة ننتجها.
-
علياء آدم علي: أوازن بين التراث والطموحات الحديثة
ما التحديات التي واجهتها «سويس أربيان»، أثناء التوسع الناجح عالمياً؟
التحدي الأكبر كان التكيف مع الأسواق المختلفة مع الحفاظ على هوية علامتنا؛ فلكل منطقة تفضيلات عطرية خاصة، وبيئات تجارية مميزة. ومع ذلك، يكمن نجاحنا في فهم هذه الفروق، وتكييف استراتيجياتنا، وبقائنا مخلصين لجذورنا.
كيف تخطط «سويس أربيان» للابتكار في الـ50 عاماً القادمة، مع الحفاظ على تراثها؟
سيكون الابتكار من خلال التكنولوجيا، والاستدامة، والتخصيص باستخدام الذكاء الاصطناعي، واختيار المكونات المستدامة، وتجارب البيع بالتجزئة التفاعلية. كذلك، نريد دمج نغمات لم تُجمع من قَبْلُ، لتكون شيئاً فريداً وجديداً في السوق. وفي الوقت نفسه، سنستمر في الاحتفاء بتراثنا، وهويتنا الغنية.
هل هناك أسواق غير مُكْتشفة، ترغبون في التوسع إليها؟
أوروبا، وأميركا الشمالية، من الأسواق الرئيسية التي نركز عليها؛ فالطلب على العطور في تزايد، ونرى في ذلك فرصة لنمو «سويس أربيان» في هذه الأسواق. وهناك، أيضاً، طلب متزايد على العطور العربية، وهو أمر رائع؛ لنتمكن من مشاركة ثقافتنا مع العالم.
ما النصيحة، التي تقدمينها إلى كل شابة ترغب في دخول صناعة العطور؟
قرأتُ، ذات مرة، هذا الاقتباس: «السفينة تكون في أمان؛ عندما تكون في الميناء.. لكن السفن لم تُبْنَ لهذا».. نصيحتي لكل شابة هي: ضعي نفسك في الميدان، وافعلي ما تحبين، ولن يكون الأمر سهلاً لكنه يستحق العناء. وأيضاً، تعلمي أصول هذه الحرفة، وكوني فضولية، ولا تخافي من تحدي المعايير؛ فصناعة العطور مزيج من الفن والعلم، وهناك مجال للإبداع والابتكار. والأهم من ذلك، كوني أصيلة؛ فوجهة نظرك الفريدة تميزك.