لاما عزت 2 مايو 2012
حينما تستمع إليها تجعلك تفخر بأنها "عزيزة ".. تلك هي المرأة الصعيدية التي قهرت الأمية لتحصل على ليسانس الآداب، نموذج مشرف للمرأة العربية عامة والصعيدية خاصة والتي تحدت الظروف والعادات والتقاليد والأعراف لتحقق ذاتها وطموحها
عزيزة محمد أحمد آدم في تقرير نشرته "صدى البلد"...
مقيمة بقرية الحميدات مركز إسنا جنوب الأقصر، تزوجت وهى في الرابعة عشرة من عمرها من ابن عمها السيد محمد حسن وأنجبت منه ثلاثة أولاد هم (محمد – محمود – أسماء)، ولأسباب عائلية انفصلت عن زوجها وسافر وتركها مع أولادها.
تقول كان عمرى وقتها 24 عاما وأم لثلاثة أطفال الأكبر كان عمره 8 سنوات وليس لي أي مصدر دخل، وأهل زوجي طردوني من منزل الزوجية بحجة أنني امرأة مطلقة وليس لي الحق في العيش بينهم، تعرفت على تاجر للطيور واستطعت أن آخذ منه طيوراً أربيها وأبيعها لكسب رزقي ولتربية أولادي، ورفعت قضية على أهل زوجي بحقي في العيش بالمنزل لأنني أم حاضنة واستطعت استرداد المنزل مرة أخرى.
وتكمل لأنني ادركت تماما أنني لو كنت أملك شهادة ماكنت واجهت كل هذه الصعوبات، فتعلمت مع أولادي وأخذت شهادة محو الأمية ثم شهادة الإعدادية، وكنت أتخفى من أهلي عندما أذهب إلى الامتحان لأنهم لو كانوا يعلمون أنني أتعلم كانوا منعوني، وبعد أن أخذت شهادة الإعدادية قررت البوح لأهلي بأنني حصلت على شهادة، وأنني أريد أن أكمل تعليمي في الثانوية العامة.
وقتها تلقيت اللوم والإهانة من أهلي لأنني أتعلم وقالوا إنني سيدة مطلقة ولا يجب خروجي من المنزل.. كلام الناس كثير، ولكنني صممت وتعلمت وحصلت على الثانوية العامة بمجموع 85% ثم حصلت على ليسانس الآداب قسم علم اجتماع من جامعة جنوب الوادي.
وكنت أتعلم وأربى أبنائي وأعمل وأشرف على مشروعي، كل هذا في وقت واحد، وحصل ابني الأكبر محمد على بكالوريوس التربية ومحمود على ليسانس الألسن وأسماء على دبلوم التمريض.
وعن اختيار قسم الاجتماع موضوعا لدراستها قالت لأنني أحببت دراسة علم الاجتماع في الثانوية العامة، غير أنني أحب العمل الاجتماعي، فقد أنشأت جمعية أهلية وأشهرتها تحت مسمى "تنمية البيئة والمرأة والطفل بالحميدات" لخدمة أهل القرية، خاصة المرأة، وقمت من خلالها بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة بالأقصر بعمل أكثر من 1000 بطاقة رقم قومي للسيدات و100 شهادة لسواقط القيد، غير تعاوني مع جمعية الأورمان وجمعية رسالة في المشروعات الخيرية.
وفي عام 2010 حصلت على لقب الأم المثالية على مستوى محافظة الأقصر، حيث قدم ابنى محمد طلبا إلى مديرية الشؤون الاجتماعية وقال فيه إن أمي تستحق أن تكون أما مثالية على مستوى العالم وحكى قصتي فيها.
نصيحتي لكل أم بأن تربى أبناءها التربية الدينية الحسنة وأن تدرك تماما أن الله عز وجل قادر على كل شيء، وإذا كانت هذه الأم غير متعلمة أنصحها بالتعلم لأن التعليم يرفع من كرامة المرأة.