#ثقافة وفنون
إشراقة النور 19 أغسطس 2020
كما بدأ كل شيء بالكلمة، بدأت الكاتبة الإماراتية نادية النجار مسيرتها نحو معراج الحروف، لتنسج بها عالماً دوزنت فيه حكايا الزمان والمكان والخيال، فأشرقت روحها بمؤلفات لم تنجح في تأنيث الحلم واللغة فحسب، بل منحت أيضاً قارئها الوعي والمتعة والدهشة، «زهرة الخليج» جالست النجار لتحاورها عن إبداعها القصصي والروائي.
• من أي ينابيع الألوان تزهر وردة إبداعك؟
- الإبداع يُزهر من كل الألوان، كل شيء يمكنه أن يحفزكَ عليه، كل ما حولكَ قد يُلهمك، أبسط الأشياء وأعقدها. ولكنه وحده لا يكفي، إنه بحاجة إلى صقل واطلاع وبحث والتزام، عمل دؤوب، شغف وصبر، وإلا سيكون مصيره الذبول والخمول. أكتب بشكل شبه يومي، وأحاول الالتزام بذلك. أقرأ ولا أتوقف عن القراءة، لا أتخيل كاتباً ليس على اطلاع مستمر لما كُتبَ ويُكتب، وما يحدث في حرفة الكتابة باستمرار. على الكاتب أن يُعطي الكتابة ما تستحقه من وقتٍ وجهد، ليصل إلى مراده.
• هل قاربت رؤياكِ الأدبية أفق العبارة في قصصك؟
- العالم واسع ليس له حدود، وكل منا يراه من زاويته الخاصة، ويعبر عن رؤيته بطريقة مختلفة. الحياة تجارب ومحاولات، وفي عالم الأدب يحاول الكاتب أن يستخدم الكلمات في التعبير عن رؤيته، وهذا ما فعله الإنسان منذ القدم، نظم الشعر، تناقل الحكايات والأخبار والقصص، من زاويته وبطريقته الفريدة. وعندما أكتب، أحاول أن أطوع اللغة، وأخلق الكلمات والعبارات والاستعارات والتشبيهات، لأعبر عن تلك الرؤية، وما أريد أن أوصله للقارئ، وأتمنى أن أكون قد نجحت في ذلك، وفي خلق الدهشة لدى القارئ. ولكن في المقابل كل قارئ أيضاً يفهم النص القصصي بطريقة مختلفة أيضاً، وذلك يكون غالباً في مصلحة الكاتب، لأنه يخلق ذلك الثراء في المعنى.
• هل دانت لك الكلمة حتى عبرت بها بحر التحديات؟
- أحببتُ الكلمة والكتابة منذ صغري، وكانت دوماً قريبة مني، ووسيلة التعبير المفضلة عندي. اللغة تسعفني غالباً لأعبر بها عن نفسي. وكما قلتُ مسبقاً إن الحياة تجارب، والأدب أيضاً تجارب، وفكرة الانتقال من نوع أدبي إلى آخر، قربتني من اللغة أيضاً، وأعطتني مساحات أوسع للتعبير وأكثر تنوعاً، فانتقلت ما بين الرواية والقصة والمقال وأدب الطفل، لإيصال ما أريد، ولأصل إلى شريحة أكبر من القراء. إن همي الأكبر عندما أكتب هو الإنسان، أنا أكتب له وعنه.
• عن أي حقيقة يبحث نصك القصصي؟
- الإنسان في بحث مستمر عن الحقيقة في حياته أي حقيقة، كل حقيقة منشودة. وفي نصوصي القصصية بحث عن تلك الحقائق، التي قد لا تظهر بشكل واضح ومباشر وكاملة. على القارئ أحياناً أن يبحث عن الأجزاء ويلملمها، أو ربما يجدها مختبئة في مكان ما، أو عليه أن يفكّ رموزها كأحجية تبحث عن الحقيقة.
• كيف ترين نجاح المرأة الإماراتية؟
- سجلت دولة الإمارات طريقاً متفرداً في تمكين المرأة وأتاحت لها الفرص لتقوم بدورها، بفضل الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة التي لم تتدخر جهداً في دعمها وتمكينها، واعتبرت بناء الإنسان من دون تمييز هو الثروة الحقيقية لها. وفي المقابل، أثبتت المرأة جدارتها بثقة الوطن وقيادته، فنجدها حاضرة في كل مكان، فهي الطبيبة المخلصة، المعلمة الواعية، الكاتبة المبدعة، الوزيرة المثقفة، والأم المعطاءة.